في هذه المحاضرة تلقي الدكتور و الأخصائية Sarah Tishkoff لمحة عامة عن تطور الإنسان الحديث وهجرته من أفريقيا و سر التباينات الفيزيولوجية بين الأعراق البشرية بالاعتماد على التنوع الجينومي للبشر واللذي برز عن طريق دور الأنتقاء الطبيعي و الأنحراف الجيني و التدفق الجيني بين المجموعات العرقية المتباينة.
وتشرح كيف ولماذا ظهرت أنماط جينية مختلفة بين البشر و باقي شبه-البشريات اللتي تمازجت فيما بينها بنسب ضعيفة في وقت مبكر من عمر ظهورها، تشرح أيضا لماذا يختلف الأفارقة عن غير الأفارقة جينيا، و ايضا طبيعة أنتشار الحمض النووي للميتوكوندريا الأمومية و الهابلوغروب Y الأبوي في العالم، وكيف سمحت مقارنات تلك الأحماض النووية للعلماء في تحديد الاختلافات عند اسلاف البشر المعاصرين وكيف ومتى وأين هاجر هؤلاء الأسلاف نحو بقاع العالم.
تلقي الدكتورة و الأخصائية في علم الوراثة و البيولوجيا الطبية Sarah Tishkoff لمحة عن دراسة التنوع الجيني لدى ساكنة أفريقيا و اقلية الأفروأمريكان بالولايات المتحدة. ومن خلال جولتها في الادغال الافريقية فان نتائج أستخلاص الحمض النووي للعديد من عينات القبائل الافريقية تظهر أن التباين الوراثي في أفريقيا كبير جدا مقارنة بما هو عليه في أوروبا أو آسيا، وذالك نتيجة نتيجة للتاريخ التطوري للبشر. فأنماط التنوع الجيني عند الأفارقة توفر نظرة ثاقبة لطبيعة الهجرات والاختلاط في كل المجموعات اللغوية داخل أفريقيا، وكذلك معلومات عن أصل الأميركيين الأفارقة.
من ناحية أخرى تصف Tishkoff مثالين من الانتقاء الطبيعي مارسهما البشر. حددته هي وزملاؤها في المتغيرات الجينية الجديدة المرتبطة في قدرة بعض الرعاة الأفارقة على هضم اللاكتوز. باستخدام طريقة تغطية التسلسل الجينومي، كما حددت Tishkoff سلسلة الكروموسومات المرتبطة بقصر القامة عند الأقزام الأفارقة.
المثير للاهتمام، ان نفس السلسلة الجينومية تشارك في وظائف الغدة النخامية مثل عملية التمثيل الغذائي والمناعة. وتشير هذه النتائج إلى أن التكيف مع البيئات المحلية قد يؤدي ألى بروز طفرات جينية تنعكس في أصباغ الجلد من فاتح الى داكن ومن عرض القامة و مقدار الوزن و شكل الملامح و طول الجذع الخ
كما يساعد في فهم طبيعة تفشي بعض الأمراض القاتلة المنتشرة في افريقيا جنوب الصحراء كداء فقدان المناعة المكتسبة و البحث في أصل فيروس VIH و مرض السل و الملاريا و الحمى الصفراء و أمراض مزمنة كالسكري و تصلب الاوعية الدموية و الشرايين و امراض القلب. وذالك من أجل تطوير أدوية فعالة لها قادرة على الاستقلاب الجيني عبر دراسة العينات الافريقية داخل مختبرات البحث البيو-طبي في الولايات المتحدة.
يشرح البروفيسور Chris Stringer أهم التفاصيل حول جمجمة Iwo Eleru النيجيرية المقدر عمرها بحوالي 13ألف سنة قبل الحاضر، حيث يكشف أن أعادة دراستها مكنت المختصين من التوصل أن أسلاف البشر و البشر البدائيين من فصيلة الHomo، لم ينقرضوا بسرعة في أفريقيا كما كان الأعتقاد سائدا، ولكن بدلا من ذلك عاشوا جنبا إلى جنب مع باقي ابنائهم واحفادهم وألى وقت قريب نسبيا.
الجمجمة الظاهرة في الفيديو بالأسود و اللتي ثم مقارنتها بجمجمة زنجية حديثة للأنسان العاقل و أخرى لتلك المتعلقة بفصيلة الHomo-Erectus التانزانية، تبين أنها أكثر بدائية و أكثر شبها لتلك التانزانية من تلك الحديثة للأنسان العاقل في أفريقيا جنوب الصحراء.
مايشير بوضوح أنه الأنسان الزنجي المعاصر قد يكون مجرد نتاج طبيعي لأختلاط حصل بين الأنسان العاقل و فصيلة غير معروفة من الHomo-Erectus أستطاعت العيش حتى الى حدود العصر الحجري الحديث مما يرشحه ليكون أحد الأسلاف الأفريقية المجهولة لدى أفارقة جنوب الصحراء المعاصرين.
و يرى البروفيسورChris Stringer أن "هذا يشير إلى أن التطور البشري في إفريقيا كان أكثر تعقيدا مما يتصور ... وأن الانتقال إلى الإنسان الحديث فيها لم يكن عبر التطور المباشر و المتسلسل في مصفوفة الانتقال الخاصة بنوع الHomo، حيث عرفت تقطعا لدى العديد من فصائلها".
يشار ان هناك أبحاث جينية أجريت سابقا على عدة تجمعات أفريقية جنوب الصحراء و أثبتت وجود حصول أختلاط جيني قدر في أقل من 35ألف سنة قبل الميلاد بين أسلاف الأفارقة و مجموعات من البشريات الغامضة في مشجرة الHomo.
كانت ظاهرة نخاسة الأماء في العصر الوسيط الأسلامي عصب الاقتصاد في الدول الاسلامية في كل من الشرق الأوسط و شمال أفريقيا واللتي كانت تستجلب الأناث بأعداد كبيرة مقارنة بأعداد هزيلة من الذكور العبيد.
الفيديو لأماء زنجيات تم نقلهن ألى قصور المغرب كجاريات و خدم سلطاني لأعمال السخرة، كانت هته الظاهرة منتشرة بالمغرب قبل أصدار قانون منع الأسترقاق و العبودية من طرف الأقامة العامة الفرنسية سنة 1922
أما أول الأشارات لاستجلاب الرقيق من أفريقيا جنوب-الصحراء، كان عندما جلبهم الموحدون والمرينيون من بلاد السودان وباعوهم في أسواق المدن واستخدموهم في الحروب والبناء و توزيع العطايا كحريم وتمركز أغلبهم في وادي درعة وسط أمازيغ سوس فتمزغوا عبر القرون . لذالك ظهرت تسمية دراوة وهي تعني سود البشرة أي المنحدرين من درعة.
وأخرون تم توطينهم في السهول الغربية في نفس الفترة كما جائت موجة أخرى من التوطين في وقت لاحق وذالك في العهد العلوي الاسماعيلي باستجلاب مئات الالاف من عبيد البخاري و أسكنهم في عاصمته مكناس و كانو قوة عسكرية لا تقهر، مارست نفوذا قويا في عزل و أختيار سلاطين المغرب بعد وفاة المولى اسماعيل و أغرقت البلاد في حمى فوضى شاملة.
يشغلُ موضوعُ حياةِ الإنسانِ القديمِ أفكارَ العديدِ منَ الناسِ بما في ذلكَ تواصلُ البشرِ فيما بينهمُ آنذاك. وضمنَ هذا السياقِ، وجدَ العلماءُ أثناءَ بحثهم في تطوّرِ اللغاتِ علاقةً ما بينَ تشكّلِ اللغاتِ المختلفةِ للبشرِ والتطورِ في شكلِ الجمجمةِ وملامح الوجه، كما يوضح مقالنا التالي.
وجدَ فريقٌ من جامعةِ توينغن أدلةً تشيرُ إلى أنَّ الأصولَ المشتركةَ للبشرِ يمكنُ اكتشافها بواسطةِ أشكالِ الجماجمِ وبواسطةِ الارتباطاتِ اللغويّةِ في مساحاتٍ جغرافيةٍ واسعة.
يعتقدُ كلٌّ منَ علماء اللغةِ المختصصينَ في المستحاثاتِ البشريّةِ Gerhard Jäger و Katerina Harvati وHugo Reyes-Centeno إلى أنَّ حدوثَ تشكلِ اللغاتِ المختلفةِ والمجموعاتِ اللغويّةِ قد تمَّ في فترةٍ زمنيّةٍ ومواقعَ جغرافيّةٍ واحدةٍ في الوقتِ الذي حدثَ فيهِ تطورٌ لملامحِ الوجهِ لدى البشرِ.
فحصَ هؤلاءِ العلماءُ 265 جمجمةً من أفريقيا وآسيا وإقويانوسيا و قارنوها بوضع نقاط صفراء لمعرفة أهم الفروق فيها
وفي دراسةٍ قاموا بها، فحصَ هؤلاءِ العلماءُ 265 جمجمةً من أفريقيا وآسيا وإقويانوسيا (وهي مجموعةٌ من الجزرِ في جنوبِ المحيطِ الهادئ)، ودرسوا أيضاً مفرداتٍ لأكثرَ من 800 لغةٍ ولهجةٍ من هذهِ المناطق. طوّرَ هؤلاءِ اللغويونَ طريقةً آليّةً لقياسِ درجةِ تشابهِ لغتينِ عن طريقِ مقارنةِ الكلماتِ المستخدمةِ في المفرداتِ الأساسيّةِ لهذهِ اللغاتِ. وبالمثلِ وجدَ علماءُ الأنثروبولوجيا طرقاً لتحديدِ التشابهِ بينَ الخصائصِ الظاهريةِ للبشرِ بواسطةِ قياساتٍ لجماجمَ عمرها بضعة قرونٍ.
وافترضوا أنهُ لا بدَّ لتشابهِ السكانِ لغوياً أن يصاحبهُ تشابهٌ بيولوجيٌ أيضاً، والعكس صحيح. وإذا كانت هذهِ العلاقاتُ صحيحةً بينَ السكانِ الذينَ انفصلوا قبلَ 10000 عامٍ فإنها تقدمُ دليلاً يثبتُ أنَّ اللغةَ تحافظُ على إشاراتٍ تاريخيةٍ عميقةٍ أكثرَ مما كان يُعتقد.
هذا وقد وجدَ العلماءُ أيضاً أنَّ المسافاتِ اللغويةَ - أي مدى تشابهِ لغتينِ أو لهجتين - ترتبطُ بشكلٍ أقوى معَ ملامحِ الوجهِ للجمجمةِ أكثرَ من القحفِ العصبيِ (وهي المنطقةُ العليا والخلفيةُ للجمجمةِ) والتي قد تعكسُ معدلاتً مختلفةً من تطورِ الصفاتِ حيثُ اللغةُ وملامحُ الوجهِ تتغيرُ بشكلٍ أسرعَ من ملامحِ القحفِ العصبي.
وفقاً للإعتقادِ السائدِ في اللغوياتِ التاريخيّةِ، من الممكنِ فقط إثباتُ تشابهِ اللغاتِ إن كان آخرُ سلفٍ مشتركٍ يتحدثُ بها قبلَ 10000 عام.
حاولَ عددٌ منَ من الباحثين المستقلين أن يضعوا هذا الإعتقادَ جانباً فقد كان يشكلُ عائقاً أمامهم، ما دفعَ بعضَ الخبراءِ للتشكيكِ بجهودهم. مع ذلك، استطاعَ Jäger و Harvati و Reyes-Centeno أن يفتحوا باباً لماضينا البعيدِ بمعالجةِ هذهِ المسألةِ بواسطةِ تقنياتٍ إحصائيةٍ مبنيةٍ على بياناتٍ لغويةٍ وأنثروبيولوجية.
يجري الباحثونَ الثلاثةُ أبحاثهم في قسمِ العلومِ الإنسانيةِ للدراساتِ المتقدمةِ في جامعةِ توينغن والذي تأسسَ العامَ المنصرم حيثُ توجدُ الكلماتُ والعظامُ والجيناتُ والأدواتُ والتتبعاتُ اللغويةُ والمساراتُ الثقافيةُ والبيولوجيةُ للإنسانِ القديمِ، ويتوقعُ العلماءُ أن يكشفَ عملهمُ المستقبلي عن العملياتِ التي تطورت بها اللغات.
أضحى المغرب من الدول العشرة في العالم الأكثر أستقبالا للمهاجرين اللاشرعيين وأغلبهم من أفريقيا جنوب الصحراء، و ستضطر الدولة المغربية الى تسوية وضعيتهم قانونيا و تشغيلهم و تعميم التغطية الصحية عليهم مجانا بالأضافة الى خدمات أخرى ستسدد عن طريق الخزينة العامة الممولة من طرف ضرائب المواطنين.
يذكرنا هذا بالفترة اللتي لاحظ فيها المولى إسماعيل كثرة الأسرى وتنافس الأغنياء على امتلاك العبيد، فارتأى أن تحتكر الدولة هذا المجال، وأصدر قراره بجمع العبيد، وجعلهم تابعين للدولة بعدما أسس منهم جيشا قويا سمي بجيش البخاري، نظرا لأدائه القسم على كتاب صحيح البخاري. بهذا الجيش تمكن المولى إسماعيل من إخضاع القبائل وجمع الضرائب.
لكن هذا الجيش الذي طوعه السلطان العلوي المولى إسماعيل سرعان ما تمرد وأصبح مشاكسا بعد وفاته، وأضحى هو الحاكم الفعلي للبلاد، ينصب السلاطين ويعزلهم حسب هواه، إذ خلال فترة وجيزة تعاقب على المغرب إحدى عشر سلطانا من أبناء المولى إسماعيل، مع العلم أن من هؤلاء السلاطين من عزل وأعيد للحكم ثم عزل.
تمكن المولى إسماعيل في فترة حكمه من توحيد البلاد، وإخضاع العديد من القبائل الثائرة، كما أسس جيشا قويا من عبيد البخاري والودايا، لكن وفاته أعادت البلاد إلى نقطة الصفر وصيرت الدولة العلوية ضعيفة. فما إن مات حتى غرقت البلاد في فوضى عارمة وعرف المغرب أزمة حكم بسبب تحكم عناصر جيش عبيد البخاري في الحكم.
ورغم أن منصب السلطان ظل يشغله العلويون من أبناء المولى إسماعيل، إلا أنهم لم يكونوا سوى لعبة يحرك خيوطها قواد الجيش، ولاسيما جيش عبيد البخاري الذي ظل متحكما في العاصمة مكناس لمدة قاربت الثلاثين سنة. إذ كانوا يعينون السلاطين ويعزلونهم حسب هواهم. من يكثر العطايا والمكافآت يدوم أكثر، ومن لم يفعل يخلع ويولى مكانه آخر.
العبيد أهل الحل والعقد
بعد وفاة المولى إسماعيل أصبح الحل والعقد بيد جيش عبيد البخاري حيث بايعوا ابنه أحمد الذي أجزل العطاء للناس وللعبيد حتى سمي الذهبي. كان يستشير العبيد في كل كبيرة وصغيرة إلى أن تسلطوا عليه وأصبحت شورتهم ملزمة، فاستعملوه أداة لقتل رؤساء الدولة. ضعف السلطان الجديد جعل العبيد يتسلطون على الناس الأمر الذي دفع أهل فاس ومكناس إلى نقض بيعته والثورة عليه.
كما أن إمساكه يد العطاء على العبيد جعلهم يخلعونه ويولون مكانه أخاه عبد الملك بن إسماعيل الذي نفى أخاه الذهبي إلى سجلماسة.
لكن بعض أتباع الذهبي من العبيد طاردوا عبد الملك بن إسماعيل إلى فاس، وأعادوا الذهبي إلى الحكم للمرة الثانية. هكذا استمر تعاقب السلاطين على الحكم، إذ كانت فترة كل واحد منهم قصيرة جدا، فلم تتجاوز سنة في أحسن الأحوال.
بعد وفاة أحمد الذهبي اجتمع قواد العبيد والودايا، واتفقوا على بيعة أخيه عبد الله بن إسماعيل الذي كان وقتها خارج مدينة فاس، فأتوا به ووضعوه على سدة الحكم. استمر عبد الله بن إسماعيل في إرضاء العبيد وإجزال العطاء لهم إلى أن عجز عن ذلك بسبب نفاذ خزينة الدولة، فسمح لهم بنهب الناس في فاس ومكناس، فصار جل الناس لصوصا، كما يشير إلى ذلك الناصري في "الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى".
ومن بين أوجه التسلط التي أوردها الناصري أن أعطى المولى عبد الله دار أحد القضاة لأحد العبيد، وقال للعبيد من أراد منكم دارا بمكناس فليأخذها فامتدت أيدي العبيد في الناس حتى صاروا يقفون بالأبواب، ويقول العبد لصاحب الدار " إن سيدي أعطاني دارك أو أعطاني ابنتك" فلا يجد بدا من الافتداء منه بالمال.
رغم ذلك لم يستمر عبد الله بن إسماعيل على سدة الحكم، لقد تقلد منصب السلطان سنة 1729 وعزل سنة 1734 ليحل محله أخوه زين العابدين الذي عزل بعد سنتين من توليه الحكم. واسترد المولى عبد الله منصبه لأشهر فقط، فعزل هو الآخر.
العبيد في مكناس و الودايا في فاس
من الأمور التي جعلت العبيد يسيطرون كون الحكام الذين تعاقبوا على الحكم بعد وفاة المولى إسماعيل ضعيفي الشخصية، مقابل جيش قوي من عبيد البخاري.
كان عبيد البخاري قد وصلوا درجة كبيرة من القوة أواخر عهد المولى اسماعيل، وكان قد تقوى نفوذهم في المخزن. كما كانوا متمركزين في مدينة مكناس وفي القلاع التي أنشأها المولى إسماعيل.
هكذا تحولوا إلى قوة لا رادع لها بعد أن أصبح كل همهم ، بعد وفاة المولى إسماعيل، هو العثور على سلطان يدفع لهم أجورا أكبر ويجزل لهم العطاء، وكانوا دائما على أهبة للاستعداد للإنقلاب على السلطان الذي يعجز عن تلبية مطالبهم. فأهملوا المسائل العسكرية وفقدوا روح الانضباط وتحولوا إلى عصابة عسكرية تعيث في الأرض فسادا. وعوض أن يوفروا الأمن للناس داخل المدينة كانوا هم السبب الأول لانعدامه.
أما جيش الودايا فكانوا يقيمون في مدينة فاس، وكانوا يشكلون القوة الثانية في البلاد بعد العبيد ولم يكونوا بعيدين عن لعبة تغيير السلاطين.
بعد المولى عبد الله حكم المغرب ابنه المولى محمد الذي عاد معه الهدوء والاستقرار إلى البلاد، لأنه استفاد من أخطاء والده، وقرر الاستقرار بعيدا عن مدينة مكناس التي يسيطر عليها العبيد وفاس التي يسيطر عليها جيش الودايا، وقرر الاستقرار بالجنوب في مدينة مراكش، لكن محاربة قبائل الرحامنة له جعلته يتجه نحو مدينة آسفي التي استطاع أن ينمي التجارة فيها، ويرسي أركان الدولة.
العديد من الحركات في العالم مثل Black Lives Matter's اللتي تنشط في امريكا و أوروبا، اصبح قريبا أن يسمع لها صوت في المغرب، فشعارات الحقد أتجاه البيض أصبحت علنية بمساعدة من اليسار العالمي اللذي يدعمه أمثال George Soros تحت أطار التعددية الثقافية وهي أحد أذرع مايعرف بالماركسية-الثقافية، وأخرى من جمعيات ممولة من طرف الأتحاد الأوروبي و شمالي أمريكا ك-ماسميتيش-عزي، لأستقطاب المهاجرين اللاشرعيين و أيوائهم على حساب نفقات الدولة و من دافعي الضرائب من المواطنين المغاربة البسطاء وقصد أغراق المغرب بالزنوج لتعم الفوضى فيه، كما حدث مع عبيد البخاري في الفترة اللتي تلت وفاة السلطان المولى أسماعيل.
حيث تسعى هته المنظمات المأجورة ألى تجريم ماتسميه بالعنصرية والمقصود به وضع المغاربة المعارضين لهته السياسة في السجون بواسطة قوانين سالبة لحرية التعبير، لذالك تعمد هته الجمعيات الى تمييع مفهوم الاختلافات البيولوجية وأقرانها بما تسميه "عنصرية" كفوبيا أو عقدة او أشعار بالذنب، في تغاضي تام أن هنالك جزء من المائة فقط من الفرق يوجد ما بين الأعراق البشرية.
لكن الفرق ما بين أنواع الثديات ذلك هو جزء من المائة و هذا الجزء من المائة هو المسؤول عن الفروق الفيزيولوجية ما بين الإنسان و الحيوانات و الانسان و الانسان و الفروق ما بين الأعراق تتعدى لون البشرة و الشعر و العيون و تصل الى الذكاء و السلوك (انسان عنيف، انسان غير عنيف، انسان يكمن بسهول ان يرتكب جريمة اغتصاب ... الخ).
لكن ولأسباب سياسوية و مصلحاتية لهؤلاء النشطاء اليساريين فأنه يتم تغييب هته الحقائق لمصالح جيوبهم في حسابات البنوك في الخارج اللتي تخدم مصالح النافذين أولا وقبل وكل شيء.
1- يوجد اختلاف مورفولوجي كبير بين السود والبيض مثل حجم الدماغ والتركيب، كثافة العظام، العضلات، تخزين الدهون ومعدل الايض، حيث متوسط كبر دماغ بيض البشرة مقارنة بالسود يتأرجح من ٦٪ الى ٨٪ ومن المعروف أن كبر حجم الدماغ قد يكون مصاحب لذكاء اعلى وايضا هناك اختلافات سلوكية مثل النشاط الجنسي، الإخلاص الزوجي، معدل المواليد، فترة الحمل، ومعدل النضوج. لذلك نستنتج بوجود استثمار ابوي اكبر بالنسبة لبيض البشرة.
2- الاختلاف الجيني بين السلالات قد تسارع منذ انفصالهم قبل اكثر من ٦٠ ألف سنة مضت وهناك الكثير من الجينات التي تؤثر على الدماغ حيث ان البيض عاشوا وتطوروا في المناطق الشمالية الباردة وهذا ما سلط عليهم ضغط تكيفي طبيعي من اجل التخطيط والتحضير للشتاء شديد البرودة من جهة اخرى بقى السود في افريقيا
3- العديد من الاليلات الجينية ترتبط بالذكاء المرتفع قد لوحظ بأنها تتواجد بتردد اعلى عند بيض البشرة
4:- الفوارق الاكاديمية والثقافية بالاضافة الى الواحد من الانحراف المعياري لفجوة معامل الذكاء 'IQ' والتي تتميز بثباتها بأختلاف المناطق او العصور واستمرارها عبر اختلاف الثقافات وبالرغم من بعض السياسات التي تحاول اصلاحها او التقليل منها بالنسبة للسود والحروب التي ضربت البيض، لا تزال هذه الفجوة قائمة بذاتها الى غاية اللحظة
5:- عندما يتسلم السود السيطرة على حكومات كان يحكمها البيض حيث البنية التحتية المتقدمة والبعض منها غني بالمصادر تنهار على الرغم من كل ذلك!
6:- دراسات اطفال التوائم والتبنّي تظهر لنا بصورة جلية ان الصفات الاساسية بالاضافة الى الذكاء تكون ذات اساس جيني بالنسبة للبيض والسود، بالاضافة الى انها تستبعد العوامل الثقافية والاجتماعية كسبب في فجوة معامل الذكاء 'IQ' حيث التوائم المتماثلة التي تمت تربيتهم في العوائل المختلفة لديهم ذكاء متماثل اكثر من التوائم المختلفة ضمن نفس العائلة ودراسات الجينوم الواسعة تصل الى نفس النتيجة.. حيث جيناتك تحدد ذكائك على الاغلب
8- فجوة الواحد من الانحراف المعياري في معامل الذكاء IQ بين البيض والسود بالنسبة للاختبارات على الاطفال في سن الثالثة حيث الاختلافات الثقافية تكاد تكون معدومة، تبقى الفجوة ثابتة خلال فترة حياة الفرد
9- فشلت معظم الخطط والتسهيلات والبرامج التعليمية المكثفة في رفع معدلات ذكاء السود او تحصيلهم الاكاديمي وتأثيرها يقتصر في الحد الادنى فقط
10:- الاطفال السود الذين يتم تبنيهم ضمن اسر الطبقة الوسطى من البيض لديهم عند البلوغ نفس الانحراف المعياري في معدل الذكاء 'IQ' الاقل مقارنة بالاطفال البيض الذين يتم تبنيهم في نفس الظروف!
11:- الاطفال السود للاباء ذوو الذكاء المرتفع لديهم متوسط 'IQ' يقع بين ابائهم وبين اقل متوسط 'IQ' لسود البشرة بصورة عامة وفقاً للمبدأ الوراثي في الانحدار نحو المتوسط، اما في حالة الاطفال بيض البشرة فإن معدل الذكاء يتراجع ولكن اكثر بواحد من الانحراف المعياري بالنسبة لسود البشرة ولذلك لديهم ذكاء اعلى من نظرائهم سود البشرة لنفس العائلات ذوو الذكاء المتماثل والاطفال البيض من العائلات ذوات الدخل المنخفض يسجلون نتائج افضل من الاطفال السود ذوات الدخل العالي في امتحان السات SAT للقبول في الجامعات الامريكية!
12:- السود من الاعراق المختلطة والذين لديهم العديد من الاسلاف بيض البشرة لديهم ذكاء اعلى من السود الذين لديهم اسلاف بيض اقل وعدد الاسلاف البيض يكون في الاغلب مؤشر اقوى على معدل ذكائهم من لون بشرتهم الفاتح!
13:- الفجوة بين البيض والسود اكبر ضمن الاختبارات الفرعية لمعدل الذكاء والتي تتميز بكونها وراثية ومحملة بمعلومات عن الذكاء العام للفرد، هذه العناصر لديها ارتباط اكثر مع القياسات البايلوجية مثل حجم الدماغ، سمك قشرة الدماغ، معدل ايض الجلوكوز، سرعة التوصيل العصبي وردود الفعل العصبية
14:- السود لا يحققون نتائج افضل في اختبارات الذكاء الغير ثقافية مثل مصفوفات ريفن المتتابعة، تذكر الارقام في اختبار الذاكرة العاملة واختبارات زمن رد الفعل
15:- السود في بلاد ذوو البشرة البيضاء لا يتمتعون فقط بفوائد الحضارة التي اسسها العرق الابيض ولكن يتمتعون بمميزات في الكثير من النواحي مثل تفشي التمييز والعنصرية ضد بيض البشرة في التعليم والتوظيف، ارتفاع الضرائب وأقساط التأمين من قبل البيض المدفوعة لاستحقاقات تمييزية لصالح السود في الرعاية الاجتماعية، وبرامج التربية والتعليم الخاصة، وسائل الإعلام والترفيه اللتي تمجد السود وتسخر من البيض بالأضافة لامتلاك سود البشرة لثقة اكبر في النفس.
تعرف ساحات المواقع الأجنبية المتخصصة في الأنثروبولجيا و الحمض النووي، عدة نقاشات وتكون غالبا حادة وبقدر ان دوافعها سياسية و تاريخية تغذيها حزازات الأنتماء الوطني، فأن أيجابياتها تنعكس بشكل أفضل في شرح الفروق الاساسية بين الشعوب سواء عبر تأثرها الجغرافي و التاريخي بموجات الهجرة القديمة و الحديثة وتحديد أهم الفروق و التباينات، أذ تدفع الباحثين و المتخصصين الى أزالة اللبس عن بعض الطابوهات او الأدعاءات التي تروج أعلاميا أو سياسيا او عبر فضاء النت.
الصراع السياسي بين المغرب و الجزائر لا يخفى على أحد، وأنعكاساته تمس جميع القضايا بما فيها أصول الشعبين و الأختلافات الأنثروبولجية بينهما، ونرى ذالك بوضوح على مواقع شهيرة وبعدة لغات كموقع ويكيبديا Wikipedia و Anthroscape و Apricity و Forum Bio-Diversity و Anthrocivitas و على صفحات فايسبوكية أيضا و غير ذالك كثير.
ومن الملاحظ، أن هناك أحتكار جزائري كبير على مادتي التاريخ و الحمض النووي مقارنة بباقي الشمال-أفريقيين، وذالك تقريبا منذ عشر سنوات وأشهر المواقع الجزائرية المتخصصة في مادة التاريخ نجد موقع Histoire Islamique الشهير اللذي يسيره جزائري مغترب بفرنسا و اللذي لا يخفي تناوله السياسي لدولة المغرب و تقزيم تاريخها بالأضافة لتصبيغ شعبها بالزنجنة، كما صرح بأنه يسهر على تعديلات مقالات ويكيبديا بالنسخة الفرنسية و الأنجليزية فيما يخص بلدان شمال أفريقيا.
فكرةزنجنة الشعب المغربيليست جديدة بل هي قديمة قدم العصور الوسطى، أول من قام بذالك هم الاسبان عندما تم أحتلال غرناطة ومنذ ذالك الحين عكف الأسبان على رسم المغاربة كزنوج و قد تم تحوير معنى كلمة Moro لتعني الأسود وأنتقلت الفكرة ألى البرتغاليين و الأنجليز والفرنسيين وغيرهم و بدئوا في وصف كل ماهو قادم من المغرب على أساس أنه ''زنجي أسود'' مايقابله في الفهم الأوروبي (خدم الشيطان أو اصحاب الرؤوس السوداء) والغريب فعلا أن المغاربة يتناولون مصطلح (كحل الراس) للأشارة الى جنسهم كتلميح على التصرفات اللاحضارية مقابل التحضر الغربي الراقي.
بل حتى قبائل الريف شمال المغرب لم تسلم من النعت الاوروبي المسيء و رسمت على أنها قبائل زنجية لأن الأمر يشكل كل بلاد المغرب، ويبدو أن اسباب تحقير الأوروبيين للمغاربة كان سياسيا بالدرجة الأولى عبر بشكل (عرقي)، حيث كان المغاربة سببا مباشرا وغير مباشر في حروب دامية بين الدول الأوروبية (سقوط الأمبراطورية البرتغالية، الحرب الاسبانية البريطانية، الحرب الفرنسية الأسبانية الخ).
رسومات تحقيرية لأوروبيي عصر النهضة في وصف شخصيات سياسية مغربية
وعلى عكس ذالك، نظر الأوروبيون الى الجزائر كتركيا ثانية في شمال افريقيا، أذ كانت تخضع مباشرة لأسطنبول حيث رابطت على سواحلها القوات الأنكشارية البحرية اللتي كانت تحترف القرصنة و السبي و الغارات، ولأن معظم الأنكشارية كانوا من أوروبا الشرقية، توطدت في ذهنية الأوروبي وقتها صورة خاطئة بالخلط بين الأنكشارية و الشعب الجزائري.
لوحة أوروبية تعود للقرن17، لرهبان الكنيسة يقايضون العثمانيين لتحرير أسراهم في ميناء الجزائر
وبقيت تلك الصورة النمطية حتى دخول الأستعمار الفرنسي للجزائر، واللذي سجل و لأول مرة الأختلافات الأثنية و الديمغرافية للساكنة الجزائرية واللتي كانت تتمركز بعيدا عن السواحل و كانت الارياف القريبة لها تشكل ملاجئ عندما يتم قصف الساحل من طرف الأوروبيين حيث تهرب الكثير من العائلات الكرغلية و عبيدها من زنوج نحوها.
التغيرات الديمغرافية العميقة في الجزائر كانت دائما تمس المدن الساحلية في الفترة العثمانية
تاريخ الجزائر من الفترة الرومانية الى الفترة الاستعمارية في محاضرة للمؤرخ Bernard Lugan
والى حدود منتصف القرن العشرين، أستطاعت فرنسا ان تستولي على جل الأراضي الشمالية حيث تمركز المستوطنون الأوروبيون في الغرب الجزائري و جل مدن الساحل بل و أيضا في منطقة القبائل والأوراس وكانت الجزائر العاصمة مجرد مدينة فرنسية شبيهة بمدينة مرسيليا وقتها.
قبل ان تبدأ موجة نزوح قادمة من الجنوب و الوسط الجزائري منذ أواسط الثلاثينات بعدما ضربت موجة جفاف قاتلة الواحات و الأراضي الزراعية فبدأت مدن الشمال تعرف حضور مهاجرين جدد بدئوا رويضا رويضا يغيرون في التركيبة السكانية للشمال الجزائري وقتها.
خارطة أنتشار المعمرين من المستوطنين الفرنسيين بالجزائر قبل الأستقلال
خريطة الهجرات و أنتقالات الرعاة في الوسط و الجنوب الجزائري نحو الشمال بعد تصحر الواحات منتصف القرن العشرين
وعندما أستطاعت الجزائر نيل أستقلالها و بدأ المستوطنون الأوروبيون في مغادرة البلاد بعد مصادرة ممتلكاتهم، بدأ المهاجرون الجدد من الجنوب يستقرون على ماتركه المستوطنون من عقارات و مساكن وكان غرب الجزائر و العاصمة وكذالك الشرق أكثر المناطق اللتي شهدت تغيرا ديمغرافيها عميقا، وقد ورثتت الطبقة السياسية الجزائرية (الحركي) الكثير من المفاهيم من سابقيهم الفرنسيين، خصوصا في تعاملهم مع دول الجوار، ولم تكن النظرة الاستعلائية للجزائريين على المغاربة خافية وقتها واللتي توجت بوصول هواري بومدين للسلطة، لكنها ترجمت الى نعت المغربي بالأسود الزنجي على غرار ماكان شائعا عند الأوروبيين منذ سقوط غرناطة.
أذا من ناحية، هناك فعلا خلفية تاريخية تجعل الجزائريين يرون المغاربة كزنوج، ولعل الأعلام المغربي ساهم وبشكل كبير أيضا في تزكية تلك النظرة، خصوصا تلك البرامج المخصصة لموسيقي كناوة الدخيلة على المغرب واللتي يروج لها على أنها مغربية رغم أن ذالك غير صحيح، حيث رسخت الأعتقاد أن المغاربة هم الكناوة، مع العلم ان الكناوة مجرد فرع موسيقي لأقلية الحراتين اللتي أستقدمت للمغرب في الفترة الأسماعيلية للعمل في الجيش و القصور و الحقول كعبيد.
ومن المفارقات العجيبة، ان الجزائر و بحكم أمتدادها الحدودي اللذي رسمته لها فرنسا كونها فرنسا الثانية، فأنه معظم حراتين شمال أفريقيا يتركزون على أراضيها و الغريب فعلا أن الأعلام الجزائري يتغاضى عن تناول موضوع (الجزائريين السود) عكس المغرب تماما، مع العلم ان موسيقى كناوة موجودة أيضا في الجزائر و الحراتين في الجزائر هم أضعاف عددهم في المغرب!
فرقة موسيقية لتراث كناوة الجزائرية
وعكس المغرب، فأن تواجد الحراتين لا يشمل الجنوب الجزائري بل أيضا الوسط والشرق والشمال الجزائري و يتركزون حاليا بالأخص في غربها و وسطها و في العاصمة أيضا بعد خروج المعمرين الأوروبيين ولعل أشهر وجوهها الأعلامية دوليا هو الشاب خالد!
خريطة أنتشار الحراتين في الجزائر و تونس منتصف القرن ال20، موضحة باللون الأسود معرفة بأسم (Demi-Nègre) في بحث للمؤرخ والانثروبولوجي الفرنسي George Montandon's.
أذن كان لابد، من تناول الخلفية التاريخية و السياسية لفهم المواقف الجزائرية أتجاه المغاربة خصوصا فيما يتعلق بالشكل و اللون، لكن حاليا وعلى غرار ماتم شرحه، فأن هناك تغاضي جزائري واضح وهناك تكرار مؤسف على ضرورة زنجنة الشعب المغربي.
وهذا يلاحظ بشكل بارز على مواقع التواصل الأجتماعي و مواقع أجنبية متخصصة في الأنثروبولجيا و الحمض النووي، حيث يسجل العنصر الجزائري فيها حضورا غير أعتيادي و كثيف وهذا يحسب له لتحسين صورة بلده أمام العالم ولكن للأسف على حساب دول الجوار وخاصة المغرب. ولأننا الموقع الوحيد في المغرب المتخصص في ميدان الأنثروبولجيا والحمض النووي فأنه لزاما علينا، الرد على الكثير من المغالطات اللتي يروجوها الأخوة الجزائريون سواء عن قصد أو بدون قصد.
من أشهر المغالطات أطلاقا اللتي يسهر الجزائريون على نشرها، هي أن الجزائر أكثر ميلا لتكون وحدة عرقية بينما المغرب دولة مختلطة عرقيا وخصوصا مع الزنوج!
هذا الأمر مردود عليه سلفا في دراسة جينية تم تخصيصها عن دولة الجزائر، حاليا أعلى معدلات الأمومة الافريقية جنوب الصحراء بين جميع دول شمال افريقيا تم تسجيلها بالجزائر، بنسبة تقارب 65% في الجنوب الجزائري و الوسط ثم الجزائر العاصمة بنسبة 38% و 22% لوهران بالجمع بين كل L-mtDNA Sequences.
نسب L-mtDNA Sequences في الجزائر
بينما أعلى معدلات الهابلوغروب الأبوي الأفريقي جنوب الصحراء E1b1a-M2 توجد بنسبة:
10% بوهران
22.86% بتيميمون وسط الجزائر
النسبة مرشحة للأرتفاع بالنسبة للأبوة الأفريقية الصحراوية الزنجية في الجزائر اذا ماتم أحتساب السلالة R1 -M173 حيث سجلت معدلات متشابهة بين كل من وهران و تيميمون، أذ غالبا هي على الفرع الأفريقي V88 اللذي يخص القومية التشادية في كل من الكاميرون و النيجر و التشاد وهي بنسب:
7.50% بوهران
8.57% بتيميمون
3% بتيزي وزو و أيضا بورغلة ويمكن ان تصل نسبة 13% في دراسات سابقة.
نسب السلالات الأبوية المختلفة في الجزائر
أما فيما يخص المغرب، فالأمومة الأفريقية جنوب الصحراء جد منخفضة مقارنة مع باقي دول شمال أفريقيا فالمجموعات الأمازيغية بالمغرب (الريف، الأطلس، سوس) تسجل معدل ضعيف لها محصور بين 1% ألى 4%.
ماعادا بالنسبة لعروبية المغرب حيث تسجل النسب بين 36% ألى 25% رغم أنهم أقلية في المغرب الا انه يتم أحتسابهم بنسبة الثلث، نفس الشيء بالنسبة للصحراويين اللذين لهم نسبة 21% ويحتسبون بنسبة الثلث ليكون المعدل العام في المغرب لا يتجاوز 20%.
وعلى أعتبار ان الجزائر العاصمة تصل بها نسبة 38% من L-mtDNA، وبأتباع رأي الجزائريين في أن اكثر من نصف ساكنتها هم قبائليون فمن من المستحيل حتى التحدث عن تطابق او تشابه بين أمازيغ المغرب بيما فيهم الريف مع القبائل من ناحية الأمهات، هذا الطرح سيتعزز مع دراسة Arredi et al. 2004عن تيزي وزو وهي أكبر حاضرة لأمازيغ القبائل.
فالنتائج الأبوية مختلفة تماما عن تلك عن أمازيغ الريف، فالبكاد الهابلوغروب الأمازيغي M81 يصل الى 48% بتيزي وزو، أما بالنسبة لأمازيغ الريف وفق دراسة Ahmed Reguig et al. 2014 فهي مضاعفة وتصل ل80% وهي مرشحة للارتفاع!
فالريف جينيا هو تكلمة جينية لأمازيغ الأطلس و سوس وهذا ماتناولناه سابقا في دراسة جينية عن المغرب هي الأكبر من نوعها موضحة في الصورة أسفله.
أذن، وبحسب الدراسات الجينية فأنه بيولوجيا من المستحيل القول أن ساكنة الريف المغربي تنحدر من القبائل او زناتة بالجزائر عكس مايروج الأخوة الجزائريون له في عدة منابر، لكن هناك العديد منهم من ذهب بالقول أن أمازيغ المغرب بشكل عام ينحدرون من الجزائر وهذه أكبر غلطة ستكلف أفواههم الكثير..
فكما هو معروف، الBasal الخاص بالسلالة الأمازيغية M81 ظهر بمنطقة الأطلس المتوسط لأن بها أعلى نسب تركيزه عالميا، كما أن السلالة الأم لها V257/E-Z827 لا توجد بالجزائر بل فقط في المغرب وهذا ماتوضحه دراسة Trombetta et Al 2015 الموضحة في الصورتين أسفله.
أما فيما يخص طبيعة مركرات الموديل M81 في شمال أفريقيا فهو ينقسم لنوعين أساسين، الموديل التونسي15-13 و الموديل المغربي العادي 14-15، وكما هو موضح في الصورة أسفله، الموديل العادي المغربي مخطط بالأحمر بينما التونسي بالأسود، وهذا يعني أن الجزائر تعتبر منطقة نفوذ للقبائل الأمازيغية لكل من تونس و المغرب، الشرق الجزائري تابع لتونس بينما الغرب الجزائري هو مغربي.
بالأضافة لذالك الهابلوغروب E1b1b1 بالمغرب يفوق معدل 80% بكثير و يصل حتى 99% عند أمازيغ المغرب بينما يصل كأقصى حد له الى 60% بالجزائر (ماعدا أمازيغ المزاب و الرقيبات) كما توضح الخارطة.
توزيع النسب بين دول شمال أفريقيا وكما يتضح تفوق المغرب بشكل واضح على الجزائر بفارق مريح تليه تونس
اّذن جينيا المسألة محسومة على كل الأصعدة، الجزائريون أكثر أختلاطا بالزنوج و العناصر المشرقية (أتراك، الخ) و الغربية (أوروبيون) منهم ألى أي دولة مغاربية، بل حتى دولة تونس تتفوق على الجزائر في أمازيغيتها على المستوى الجيني.
ويبقى ألحاج بعض الجزائريين في أثبات الأصالة عبر التذكير بدولة نوميديا و القومية الأمازيغية الصرفة ضربا من الخيال أمام الجيران المغاربة و التونسيين بالأخص!
و رغم الأثباتات القطعية التي أتت بها الدراسات الجينية، مازال هناك أدعاء أخر و مستمر بالقول ان الجزائريين أكثر المغاربيين شبها بالأوروبيين من ناحية لون البشرة و العيون و الشعر؟
لكن هذا أيضا مردود عليه فحاليا، يأتي المغرب في المقدمة وتتمركز العيون الفاتحة فيه في كل من الريف و الجهة الشرقية و الأطلس المتوسط، ثم بعده غربي الجزائر في منطقة تلمسان. (مشار بالبني الفاتح في الخارطة ب نسبة محددة بين 20% ألى 49%)
أما فيما يخص لون الشعر الفاتح (الأشقر و الأحمر و الزمهريري و البني الفاتح) يأتي المغرب مجددا في المقدمة حيث منطقة الريف و الشمال بصفة عامة ثم محور العاصمتين الرباط و الدارالبيضاء بهما نسب محددة بين 10% ألى 20% (مشار بالبني الفاتح على الخارطة)
ثم تأتي تونس و ساحلها الشمالي الشرقي و أخيرا الجزائر غربي العاصمة و أمازيغ المزاب.
و مهما اتضح ان للمغاربة التفوق في نسب العيون و الشعر الفاتح في القارة الافريقية، فأن الأخوة الجزائريين وما أكثرهم و بسبب العناد مازالو يعتقدون انهم الوحيدون من لهم بشرة فاتحة في شمال أفريقيا مع العلم ان معظم الساكنة الجزائرية ولو تركزت في الشمال فهي أستقرت حديثا فيها بعدما حلت مكان المعمرين من الأوروبيين، حيث أغلبية الجزائريين ينحدرون من الجنوب و الوسط وليس الشمال وهذا ما أثبتته نتائج فحوص الحمض النووي كما تناولنا ذالك سابقا.
فهناك أدعاء جزائري يقول أن ساكنة المغرب أغلبها يتمركز في الجنوب ؟
بالنسبة للجزائريين فالجنوب كخارطة لهم هو العاصمة الرباط و الدارالبيضاء ومراكش و أكادير و الشمال هو طنجة و تطوان، بينما الريف و الشرق هو جزائري!
بطبيعة الحال هذا كلام خاطئ وعلى عواهنه وغير صحيح، ف الشمال في المغرب هو مايعرف بمنطقةالخليج الأيبرومورزي، ويبتدأ من أكادير حتى طنجة و يشمل سلسلة جبال الأطلس الكبير و المتوسط و الريف و تقسم مناطقه وفق ذالك.
أما الجنوب فيعني به ما وراء منطقة سوس ماسة وجبال الأطلس الصغير كمنطقة الجنوب الشرقي واللتي هي منطقة وادي درعة و يشمل ذالك ايضا الصحراء المتنازع عليها بين البوليساريو و المخزن.
يكفي فقط وضع كلمة North Morocco في محرك غوغل للبحث للحصول على صورة الخريطة المقصود بها عن شمال المغرب.
ولأن معظم ساكنة المغرب تتمركز في الشمال فأنه من الطبيعي ان تكون بشرتها فاتحة وليست داكنة كما يريد أن يفهمها الأخوة الجزائريون، فالشمال هو نسبي بالنسبة لكل دولة، وليس لأن الجزائر على الخارطة تقع أعلى كثيرا فبالتالي المغرب هو في الجنوب؟ وكأن الأرض ليست كروية بحسب مفهومهم ومسطحة؟
خرائط لون البشرة تشير ان المغرب و الجزائر لهما نفس لون البشرة بشكل عام
أطلالة بسيطة على الكثافة السكانية في المغرب يتضح من خلالها أن أغلبية ساكنته هي أقصى-شمالية!
هذا بدون التذكير أن جزءا كبيرا من المغرب هو عبارة عن مرتفعات عالية تصل الى 4000متر وهي ضعف الى أربعة أضعاف مثيلتها بالجزائر، مايجعل المناخ بالمغرب باردا و اكثر أعتدالا مايؤثر بشكل كبير على جينات المغاربة في تمييع بشرتهم و ألوان عيونهم و شعرهم نحو اللون الفاتح.
وعلى العموم، فأنه من الصعب الرد على كل الأتهامات الجزائرية المجحفة في حق المغاربة، لأنه من المؤسف فعلا أن نرى مواقع عالمية مرموقة متخصصة في هته العلوم الجميلة كالحمض النووي و الأنثروبولوجيا و التاريخ الخ، تشهد حملات تشويه منظمة يقوم بها جيراننا في الجزائر الشقيقة فقط لأسباب و دوافع سياسية و أخرى استعلائية و تاريخية و أنانية.
نتمنى، من الأخوة الجزائريين ولا نشمل الجزائريين كلهمبل فقط أولئك اللذين يقومون بنشر المغالطات عن سبق اصرار و ترصد بعدم نشر مزيد من هته الترهات اللتي لا طائل منها.
وأنه ليشرفنا جميعا أن المغاربة لم يقوموا بنشر مغالطات في حق الشعب الجزائري خصوصا في المواقع الاجنبية أحتراما و تقديرا لأواصر الجوار.
معلومة خفيفة و سريعة عن نسب توزيع العيون الفاتحة و اللتي تشمل (العيون الزرقاء و المزرورقة و الخضراء و المخضوضرة و البنية الفاتحة) في كل من أوروبا و شمال أفريقيا و الشرق الأوسط.
بالنسبة لشمال أفريقيا، يأتي المغرب في المقدمة وتتمركز العيون الفاتحة فيه في كل من الريف و الجهة الشرقية و الأطلس المتوسط، ثم بعده غربي الجزائر في منطقة تلمسان. (مشار بالبني الفاتح في الخارطة ب نسبة محددة بين 20% ألى 49%)
أما فيما يخص لون الشعر الفاتح (الأشقر و الأحمر و الزمهريري و البني الفاتح) يأتي المغرب مجددا في المقدمة حيث منطقة الريف و الشمال بصفة عامة ثم محور العاصمتين الرباط و الدارالبيضاء بهما نسب محددة بين 10% ألى 20% (مشار بالبني الفاتح على الخارطة)
ثم تأتي تونس و ساحلها الشمالي الشرقي و أخيرا الجزائر غربي العاصمة و أمازيغ المزاب.
كما هو مثبت في التاريخ يعتقد العرب و أخرون أن أصلهم من الجزيرة العربية وليس الهلال الخصيب . ليس هذا سوء فهم تاريخي فقط، انه سوء فهم تاريخي وجغرافي أيضا.
فاسم "العربية"
الذي نعرفه الآن هو من تدبيج اليونان وبعدهم الرومان. ف مصطلح "عربية=Arabia" ظهر لأول مرة في التاريخ الرسمي كأسم مقطعاتي للأقليم الروماني Arabia Petraea "أرابيا بتراي" وعاصمته البتراء (بيترا)، تم تأسيسها في القرن الثاني للميلاد، بعد حصار الرومان لدولة الأنباط في بلاد الشام و سقوطها ، كانت هذه المقاطعة محاطة بمقاطعة سوريا من الشمال، ومقاطعة Aegyptus من الغرب، وباقي الصحراء من الشرق والجنوب والتابعة للدولة البارثية (فارس)، كما ظهرت المقاطعة اليهودية إلى الغرب لسنوات قليلة قبل إلحاقها بمقاطعة سوريا في عام 135م.
وقد كانت محط هجوم للقوات البارثية الايرانية من الجنوب و الشرق و من السيريانية القادمة من ¨Palymera (تدمر) بعد انهيار الامبراطورية الرومانية وكانت مأهولة بقبائل بدوية تدعى بالسراسنة وببقايا الانباط . وقد امتدت دولتهم في العصر الروماني حتى حدود ما يعرف ب مدائن صالح اللتي بنوها و أسسوها وأخضعوها لسيطرتهم(شمال السعودية حاليا)،
خلال القرنين 5 و 6 ميلادية حولها البيزنطيون الى مقاطعة حدودية لمواجهة الساسانيين الفرس و أسموها ب Palaestina Salutaris.
المهم في الموضوع أن مصطلح "عربية" في الديباجة الرومانية و البيزنطية اختص فقط بالمقاطعة الرومانية الصحراوية ولم يكن له أي صبغة "عرقية" أو" دينية" أو "قومية" أو "شعوبية" ... وكان غالبا يخص الاراميين منهم الى أي مجموعة أو اثنية أخرى.
أما سكان الشرق الأوسط الأصليين فلم يكونوا يعرفون هذا الوصف.
فهذا الوصف كان خاصا بالمناطق داخل سوريا وحواليها في فلسطين وكان السكان يوصفون بأنهم عرب هاجريين أو إسماعيليين وكانو أراميين ثقافيا و لغويا.
وقد أعطي وصف العربية منذ البابليين حتى اليونان لثلاث مناطق:
- جنوب فلسطين وشرق مصر
- مناطق في شرق فلسطين
- ومناطق غرب وادي الرافدين
غابت بشكل كلي مصطلحات مثل: العرب ، العربية ، اسلام - مسلم - المسلمين عن المخطوطات السيريانية , القبطية , الارمينية,البيزنطية.. ..القديمة التي وصفت الشعوب التي استطاعت هزيمة الامبراطورية الساسانية والبيزنطية في القرن السابع الميلادي. و استعيض عنها بالتسميات التالية :
وكانت هته المصطلحات غالبا ذات طابع ديني و ليس لغوي أو عرقي.
لم تظهر مصطلح "عربي" و "عربية" بالمفهوم الحالي الا بعد القرن السابع عشر في كتب التاريخ في اوربا وقبل ذالك كانت الاشارات أليها تشير فقط لمصطلح "السراسنة" وهو مصطلح فضفاض يشير الى ما هو مسلم أو غير أوروبي وليس بالضرورة من البدو.
في هذا الفيديو التوثيقي يشرح الدكتور فراس السواح - باحث ومفكر في الميثيولوجيا وتاريخ الأديان - عن ماهية العرب و تواجدهم الجغرافي الحقيقي البعيد عن الروايات القديمة و المتهالكة و اسباب عدم تمكن "العرب" في تكوين أمبراطورية على غرار الفرس و الرومان و البيزنطيين وغيرهم كثير.
في دراسة حديثة شملت فهم التنوع الوراثي البشري في أفريقيا لتفسير الأختلافات التطورية بين البشر فيها، وخصوصا تلك المنتقاة من مساحات شاسعة في افريقيا، كمثل دولة التشاد، تم استخدام بيانات التركيب الوراثي من 480 عينة من تشاد، والشرق الأدنى، وجنوب أوروبا، وكذلك تسلسل كامل الجينوم من 19 عينة منهم، لإظهار طبيعة الجينوم المستمد من الخلائط الأفريقية الأوروبية و الآسيوية القديمة.
المعطيات الجينومية أثبتت من جديد ظاهرة العودة الأرتجاعية من أوراسيا في وقت مبكر نحو أفريقيا حيث وجدت في عينات تشادية للناطقين بلغة العال في جنوب تشاد و تم تقدير الأصول الأبوية لهؤلاء بنحو 4،750-7،200 سنوات، متمثلة في ال Y كروموسوم الأبوي (R1b-V88) وهو أحد فروع السلالة R1 المنتشرة بكثافة في الوقت الحاضر بأوراسيا وهذا ما اشار اليه تسلسل البيانات الكروموسومية للسلالة R1b-V88 في التشاد بعمر لتئام مقدر ب-7،300 سنوات.
ما يشير الى أن هذه الهجرة وهكذا يمكن، قد نشأت بين المزارعين في الشرق الأدنى خلال الفترة الرطبة في الصحاري الأفريقية.
وقد تم تدعيم هذا الطرح بدراسات سابقة حول هجرة أرتجاعية أوراسية سابقة نحو شرق أفريقيا، حدثت ~ قبل 3000 سنة، وكان يعتقد أنها تقتصر في معظمها فقط نحو شرق أفريقيا، ولكن على مايبدو فأنه كان لها تأثير أكثر غربا وبالذات لدى السكان في شمال تشاد، مثل التبو، الذين لهم نسبة 20٪ - 30٪ كأصول أوراسية بشكل أتوسومي، اليوم.
يشار ان هناك تغاير في نسبة انخفاض الأسلاف الأفريقية و الأوراسية لدى ساكنة التشاد وذالك راجع بالاساس الى عدة عوامل متحيزة عبر تاريخهم و مرتبطة بنمط التكيف والأنجاب مع قوميات سابقة او حديثة داخل القارة الافريقية.
هجرة السلالة R1b-V88 نحو أفريقيا الصحراوية المخضرة حسب دراسة Cruciani 2010