vendredi 28 octobre 2016

الكشف عن طفرة جينية تساعد الإنسان الحديث على تحمل التسمم الدخاني


كشفت دراسة أمريكية لفريق من الباحثين في جامعة بولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية نُشرت في مجلة”MolecularBiology and Evolution”، (كشفت) أن الإنسان الحديث استطاع التكيف مع السموم  الدخانية الناتجة عن حرق الخشب مقارنة مع الإنسان البدائي، وذلك نتيجة طفرة جينية. هذه الطفرة جعلت الإنسان الحديث يتفوق على البشر البدائيين في عصور ما قبل التاريخ.

وحسب “Gary Perdew” أحد المساهمين في الدراسة و المختص في علم السموم الجزئي وعلم السرطان، فالإنسان الحديث يعتبر من الثدييات الوحيدة التي استطاعت التأقلم مع تحمل هذا التغيير الناتج عن السموم الدخانية الناجمة عن إضرام النار في الخشب المستعمل في طهي الطعام والتدفئة ولحماية أنفسهم.

التعرض لتركيز قوي من السموم الدخانية يمكن أن يضاعف من إمكانية التعرض لالتهابات تنفسية، وبالنسبة للنساء الحوامل، فالتعرض لهذا الدخان قد يزيد من خطر نقص الوزن عند الولادة وكذلك ارتفاع معدل وفيات الرضع، وهو ما تضمنته نشرة إخبارية بجامعة ولاية بنسلفانيا. 

حيث أن الدخان في حال استنشاقه يحتاج الى استقلاب مركباته والتخلص منها، و إلا فإنه سيؤدي إلى تسمم خلوي.

وساعدت الطفرة الجينية لمستقبلات الهيدروكاربورات العطرية (arylhydrocarbonreceptor) AHR  الإنسان الحديث على تجنب التسسم ببعض السمينات مثل  (les dioxines et les hydrocarbures aromatiques polycycliques).

وحسب  “Troy D. Hubbard”مشارك في ذات البحث، فإن جسم الإنسان القديم كان يضم أنزيمات الأكسدة الضارة بصحته.

وقد تمكن هؤلاء الباحثون من اكتشاف هذه الطفرة معتمدين على مقارنة جينات الإنسان البدائي مع جينات الإنسان  (Denisova)والإنسان الحديث الذي يعود إلى  4500سنة.

ووضح  “GaryPerdew”لمجلة “science et avenir” أنه يصعب معرفة متى ظهرت هذه الطفرة بالضبط، لاعتبار أن أقدم جينوم للإنسان العاقل تم فك شيفرته يعود إلى 4500 سنة فقط . 

ولكنه قد وجد قبل ذلك بكثير، وبحسب قوله أيضًا، فإن الإنسان المعاصر، يستفيد من هذه الطفرة التي تساعد على التأقلم مع استنشاق الدخان، ويضيف مؤكدًا على أنه لا يقول بأن الإنسان البدائي كان يموت بفعل استنشاق الدخان، ولكن من المؤكد أن الدخان قد يكون عاملًا مساهمًا في اندثاره وانقراضه.

أما عن كيفية تعرض الإنسان القديم للتسمم الدخاني فيقول عالم الآثار بجامعة نيويوك الأمريكية “David Wright”  أن الإنسان القديم كان يشعل النار في الكهوف، وهو ما قد يكون ساهم في تسميمه وبالتالي إمراض الإنسان القديم.

“مارلين باتو ماتيس”، من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي الفرنسي، تجيب عن خطورة دخان الكهوف على الإنسان البدائي وتقول:

“في حياتهم، والتي تغطي أكثرمن 300 ألف عام، كان البشر البدائيون يتقن النار وكذلك طهي الطعام، بما في ذلك النباتات – الأعشاب البرية  -كما تتضمن التحليلات الأخيرة من المخلفات الصغيرة في الأسنان، وكانوا يفعلون ذلك منذ آلاف السنين.”

فآخرالدراسات تشير إلى أن الإنسان البدائي كان يستخدم موقد االنار، وكان يقوم باستعمال الماء الساخن في كوخه.

jeudi 27 octobre 2016

أكتشاف أقدم الأثباتات على أشعال النار خارج أفريقيا


الأدلة على أن البشر في وقت مبكر كانو يشعلون الحرائق منذ حوالي 800،000 سنة وجدت في كهف في جنوب شرق اسبانيا.  

الحفريات في موقع Negra del Estrecho del Río Quípar أظهرت المئات من الحجارة، والتحف الحجرية، وعظام لحيوانات، تحمل علامات الكربنة بعد أن تعرضت لأشعال النار.

الـتأريخ الموقعي عبر الحقل المغناطيسي له يشير أن ذالك وقع منذ حوالي 780،000 سنة، على مستوى طبقات فوقية حيث  تم العثور على كائنات أحرقت. 

 "هذا هو أقدم دليل على أن النار تم أستخدامها  خارج قارة أفريقيا، حيث من المعروف ان  إطلاق النار ظهر قبل مليون سنة على الأقل"، كما يقول مايكل ووكر Michael Walker من جامعة مورسيا.

بعض من اللقى الأحفورية المحترقة في الموقع الاسباني 

 
فوائد النار بالنسبة للبشر معروفة وهي الحصول على  الدفء والضوء، و القيام بالطبخ و الشواء، ولكن تشير دراسة منفصلة أن الإنسان المعاصر تطور  بطريقة سمحت له بالاستفادة القصوى من فوائد النار.

 و وجد الباحثون أن البشر المعاصرين لديهم طفرة جينية  ساعدتهم على تحمل تـأثيرات الدخان بكثافة في الكهوف. على عكس جماعة النيادرتال الذين يفتقرون إلى هته الطفرة.

mardi 25 octobre 2016

ترميم و إعادة الحياة لمومياء صبي مصري عاش قبل 2500سنة


تم  إجراء عمليات ترميم على المومياء المصرية لصبي  (مينيرديس) ، لمعرفة مظهره و شكله الخارجي (في الصورة أعلاه) و لتمكينه السفر إلى معرض (المومياوات صور من الآخرة)، اللذي أقيم  في متحف التاريخ الطبيعي في لوس انجلس، وأيضا من المتوقع أن تسافر المومياء إلى متحف دنفر للطبيعة والعلوم في أواخر هته السنة  2016.

تجدر الأشارة أن العلماء في متحف (Field) في شيكاغو، قامو بفتح تابوت يحتوي على مومياء لصبي مصري عمره 14 عاما اسمه (مينيرديس)، وذالك للمرة الأولى منذ اكتشاف التابوت في عشرينات القرن الماضي.

و قد عثر العلماء في التابوت على ابن لكاهن وهو لا يزال ملفوفا في قطعة قماش التحنيط، التي تحول لونها الآن إلى الأصفر وعلتها الكثير من الأتربة، والتي دُفن فيها الصبي نحو 500 سنة قبل ميلاد السيد المسيح.

وكان العناء مع ذلك بالنسبة للعلماء هو أن جسد الصبي يرقد منذ فترة طويلة جدا، تجعل من المستحيل إزالة الكفن عن وجهه أو جسمه، خوفا من أن ينهار على الفور إلى غبار وأتربة.

لذلك فقد كانت أصابع القدمين هي الجزء الوحيد الذي يمكن أن يراه العلماء، بعد أن فتحوا تابوته للمرة الأولى منذ وفاته المفاجئة.
وكان من بين العلماء المشاركين في فتح التابوت العالم الأثري (J.P. Brown) من متحف (Field) في شيكاغو، وثلاثة علماء آخرين، استخدموا فقط مشابك معدنية تم وضع قياساتها بدقة كبيرة، لرفع غطاء التابوت الهش.
جانب من أعمال الترميم الحاسوبي و التقني للمومياء
 

وتمت عملية كشف الغطاء عن المومياء، ضمن مشروع بدأه العلماء في المتحف للحفاظ على مومياء الابن (مينيرديس)، ابن أحد أهم الكهنة الكبار في وقت وفاته.

وكان متحف (Field) في شيكاغو قد حصل على المومياء منذ عشرينات القرن الماضي، عندما تلقاها من جمعية شيكاغو التاريخية، وتعد المومياء جزءً من مجموعة المومياوات المصرية الكاملة الموجودة في المتحف والبالغ عددها 30 مومياء.

dimanche 23 octobre 2016

الوندال الجرمانيون و حقيقة الألوان الفاتحة عند الأمازيغ (بحث تفصيلي)


لطالما طرح موضوع "الوندال" في أكثر من مناسبة من طرف منظري التيار القومي العربي لأثبات أصول أوروبية للأمازيغ قبل الفترة الأسلامية خصوصا ذوي البشرة البيضاء منهم في منطقة بلاد المغرب الكبير و الحزام الأطلسي الجبلي الممتد بين تونس و المغرب مرورا بالجزائر...

وخلافا للفترة الأموية و العباسية، فقد ترك الوندال أثار و تركة تاريخية لهم في شمال أفريقيا و جنوبي أوروبا تثبت تواجدهم في البحر المتوسط طوال مائة سنة. على عكس الأمويين و العباسيين اللذين لم يتركوا أثارات تثبت وجودهم في نفس الفضاء ولو على قلتها و ندرتها.

لكن، الأهم في الموضوع هو هل ترك الوندال الجرمان بصمات أو تأثيرات جينية عبر التزاوج مع الأمازيغ بمعنى هل لهم أحفاد يعيشون بيننا الأن في شمال أفريقيا؟

من هم الوندال؟

الوَندال (أو الفَندال) هم إحدى القبائل الجرمانية الشرقية (مواطنها بين أسكندلافيا و شرقي ألمانيا)، اقتطعوا أجزاء من الإمبراطورية الرومانية في القرن الخامس الميلادي وأسسوا لهم دولة في شمال أفريقيا مركزها مدينة قرطاج وضموا إليها جزيرة صقلية والعديد من جزر البحر المتوسط.

دخول الوندال لشمال أفريقيا

وقبل أنطلاقهم نحو شمال أفريقيا، سكنوا جنوب إيبيريا لمدة من الزمن وفي سنة 435 ميلادية منح الرومان لجايسريك (ملك الوندال) مناطق في شمال أفريقيا بموجب صفقة سياسية.

فبدأ الوندال ببناء سفن تقلهم نحو الضفة الأخرى لمضيق جبل طارق وقامو بعبور الجزء الغربي لشمال أفريقيا عبر مسالك جبال الأطلس بموافقة مبدئية من الأمازيغ (للسماح لهم بمواجهة حلفاء روما) ولتحقيق مكاسب سياسية منها الاستقلال عن سلطة روما و بموافقتها، وفي سنة 439 ميلادية، سقطت قرطاج في يد الوندال وبعدها قام جايسريك بغزو صقلية وسردانية وقرشقة وجزر البليار وأدخلهم في ملكه.

مناطق نفوذ الوندال و مواجهة الأمازيغ

وعند توسعهم في جزر البحر المتوسط الغربية، أستطاع الوندال أبعاد وصد هجمات الرومان في حين لم يستطع الوندال التوسع في في أفريقيا الشمالية كثيرا و بقيت حدودهم حول ما يعرف حاليا ب (تونس) و الشريط الساحلي الشرقي للجزائر، في حين لم يستطعوا أخضاع مقاطعة طرابلس الليبية و لا نوميديا الوسطى و الغربية و موريطانيا الطنجية و القيصرية.

المملكة الوندالية في أقصى توسعاتها سنة 470ميلادية


وعلى مايبدو، فأن التواجد الوندالي لم يكن مرحبا به من طرف الساكنة المحلية فقد كان اختلاف عقائد الوندال مع روما الكاثوليكية أو دوناتيي قرطاج مصدرا لتوتر وصراع دائم بينهم. فأغلب ملوك الوندال باستثناء هلدريك قاموا باضطهاد الكاثوليك حلفاء روما إبان حكمهم في شمال أفريقيا إذ قاموا بنفي كهنتهم وتدمير كنائسهم وحتى تحريم اعتناقهم للأريوسية دين الوندال.

ماجعل الوندال في مواجهة مباشرة مع الرومان و البيزنطيين بدون تواجد حلفاء لهم خصوصا على خط المدن الموالية لروما كقرطاج و هيبو-ريجيوس Hippo Regius اللتان تعرضتا لنقص حاد في ساكنتهما بسبب سياسات الوندال المعادية لهما في حين بقي الأمازيغ على حافة الصراع وعلى الحياد (ولو مؤقتا، خصوصا في عهد التأسيس) وتحكموا في الأقتصاد و الزراعة اللذي كان يعتبر رئة الأمبراطورية الرومانية سابقا، لكون شمال أفريقيا أغنى مقاطعات روما و أساس قوتها، ما أضعف كثيرا المملكة الوندالية، مايفسر سبب اخر من اسباب توجه الوندال نحو غزو جزر صقلية و سردينيا و التوجه نحو روما.

أنقراض الوندال من شمال أفريقيا

تعرض الوندال و بشكل مستمر لهجومات و ضغوط ألحقت بهم خسائر عسكرية أضعفت من مساحة تمدد مملكتهم في شمال أفريقيا من طرف الأمازيغ و أصبحوا فقط يسيطرون على ثلث مساحة تونس الحالية، فيما فقدوا الكثير من الأراضي منذ عهد أخر ثلاث ملوك وندال من أصل خمسة حكموا شمال أفريقيا و ذالك منذ عهد الملك Thrasamund ثرازاموند (496–523 ميلادية).

وما كاد جيليمير Gelimer يتولى الحكم حتى قتل هيلديرك Hilderic و أتباعه ونشبت بسبب ذلك حرب برية بحرية بينه و بين الإمبراطور جستينيان الأول Justinian I و بلغ أسطول البيزنطيين 500 قطعة و أسطول الوندال 150 قطعة.

و كان القائد البيزنطي بيليزاريوس Belisarius قد عسكر عند قرطاج لمدة أسبوعين و اقتحموها بعد ذلك دون مقاومة وحاول جيليمير أن يجمع فلوله و يستدعي جيشه بسردانيا غير أنه انهزم انهزاما ساحقا وفر بنفسه قبل أن يستسلم لأعدائه الذين نقلوه إلى غالايسيا هو و أسرته حيث عاش بقية حياته، وبانهزامه انتهت دولة الوندال  التي استغرق حكمها قرابة قرن.

رأى بعض المؤرخين ان أعداد الوندال اللتي كانت في شمال أفريقيا مقدرة بحوالي 80ألف شخص في بداية حضورهم، بالاعتماد على نقليات المؤرخ البيزنطي Procopius، في حين يرى المؤرخ Peter Heather أن عدد المحاربين الوندال  محصور فيما  بين 15الف و 20ألف مقاتل.

لكن وبسبب الحروب المتوالية و سياسات التجويع التي مارسها الأمازيغ ضد الوندال بحكم تحكمهم في الأراضي الزراعية و الأقتصاد، بالأضافة للحروب المتوالية معهم و مع غيرهم، كل ذالك أدى الى أضعاف أعداد الوندال بشكل كبير، حيث يقول المؤرخ Roger Collins أنه وبعض أنهيار دولتهم، وموت العديد منهم .. ثم نفي الكثير من الوندال نحو القسطنطينة و العمل داخل الجيش الأمبراطوري البيزنطي اللذي أحتواهم، فيما تم سبي نسائهم في مدن شمال أفريقيا بعد سيطرة بيزنطة عليها وما تبقى تم أرساله الى الممالك القوطية بأسبانيا.

وثائقي عن مملكة الوندال، تجدون فيه كل التفاصيل التاريخية المذكورة أعلاه


------------------------------------------------

أذن تاريخيا وكما هو ملاحظ فموضوع "الوندال" شديد الوضوح بتعدد الدراسات التاريخية حوله و توافر الأدلة و الشهادات اللتي تعود بنا الى القرنين الخامس و السادس ميلاديين سواء من طرف الرومان أو البيزنطيين وغيرهم، لكن هناك ألحاح مستمر و متواصل من طرف منظري التيار القومي العربي ب تكرار أطروحة أن الأمازيغ حاليا لهم أصول وندالية-جرمانية؟

مستشهدين بصور لأمازيغ من ذوي البشرة البيضاء و الشعر الأشقر و العيون الفاتحة كدليل على أصول وندالية-جرمانية
 بحد زعمهم،  بل هناك من قال أن الأمازيغ جينيا مختلطون بالوندال و كثير منهم هم من أحفادهم؟

رغم أن ان هته الادعاءات لا دليل تاريخي  يساندها، بل حتى الباحثون الغربيون أنفسهم لا يجرئون على القول أن الأمازيغ بهم دماء وندالية، وعلى أي .. فالنرى هل علم الجينات يساند هته المزاعم؟

حاليا تعتبر الهابلوغروبات الأبوية التالية، مكونات أصلية للشعب الجرماني التاريخي اللذي عمر شرق و وسط أوروبا و شمالها و ظهر بشكل أساسي بعد العصر البرونزي وهي كالتالي: 
  •  I2-M223
  • R1a-Z284
  • R1b-U106
  • R1b-L238
وكما هو ملاحظ في الخريطة اللتي تمثل الهابلوغروبات الجرمانية، فهي غائبة تماما عن شمال أفريقيا وتظهر بنسبة ضعيفة جدا خارج أوروبا خصوصا بتركيا.


صور أمازيغ بشعر أشقر و أحمر (الشعر الفاتح) و عيون فاتحة


قد يتسائل سائل ويقول ان لم يكن الوندال الجرمان سبب الألوان الفاتحة في العيون و الشعر عند الأمازيغ فمن أين أكتسبوه؟

الجواب بكل بساطة، هو ان الألوان الفاتحة عند الأمازيغ فيما يخص عيونهم و بشرتهم و شعرهم راجع بالأساس الى ألية التطور و الـتأقلم و الأنتقاء الطبيعي، فالأمازيغ و كبقية البشر من العرق الأبيض، يمتلكون جينا يسمى ب OCA2 وهو موجود في كروموسوماتهم.

OCA2 يعمل على تشفير البروتين P اللذي يساعد على أنتاج الميلانين اللذي يمنح التعددية في أكتساب الألوان الفاتحة لكل من العيون و البشرة و الشعر، حيث يعمل على ايقاف القدرة عند الجين المجاور ل OCA2 لكي لا يحفظ اللون البني للعين في القزحية، ما يسمح بتمييع اللون و كسبه ألوانا وخصوصا اللون المخضوضر اللذي يتميز به كثير من الأمازيغ.

وكما هو معروف فأن خاصية تخليق الفيتامين D في الجلد مرتبطة أيضا بنسبة تلقي الأشعة فوق بنفسجية، وكلما كانت النسبة شحيحة كلما زادت حاجة الجينات من مساهمتها في تشفير البروتينات المسؤولة عن الألوان الفاتحة المستقبلة لأكبر كمية للأشعة البنفسجية لتعويض النقص في الفيتامين D.

معظم شمال افريقيا تقع شمال خط العرض المشبع بقصف دائم للاشعة الفوق بنفسجية الضعيفة


وبما أن المغرب الكبير يقع على مستوى شمال خط العرض اللذي يتلقى أشعة فوق بنفسجية ضعيفة فأن خاصية تفتيح البشرة و الشعر و العيون نحو الألوان الفاتحة ستكون نتيجة طبيعية لتوفير حاجيات الجسم من الفيتامين D، لكن المناطق المرتفعة في المغرب و شمال أفريقيا تصلها كميات ضعيفة من الأشعة الفوق-بنفسجية مقارنة بالسواحل و المناطق الداخلية، ما يجعل جينات الأمازيغ مضطرة  الى أكتساب ألوان فاتحة في العيون و البشرة و الشعر أكثر فأكثر.

وهذا مايفسر، سبب تواجد أمازيغ بشعر أشقر و بني فاتح و أحمر و عيون خضراء و تارة زرقاء شاحبة خصوصا في مرتفعات الأطلس و الريف و القبائل.

مع العلم، أن كثير من أطفال الأمازيغ يولدون بشعر أشقر أو أحمر لكن سرعان مايفقدون تلك الألوان في شعرهم عند بلوغهم سن الرشد لتتحول الى بني فاتح. وهذا يدل أن عملية التطور جارية على المستوى المحلي يساعدها في ذالك عملية الانتقاء الطبيعي في أختيار الشريك.

في الصورة أسلفه مقياس حراري لشمال أفريقيا خلال فصل الشتاء، حيث تنزل درجات الحرارة الى مادون 10درجات تحت الصفر في المرتفعات، مايعني ان الأشعة الفوق-بنفسجية ستكون ضعيفة بالتالي فأن أجسام الأمازيغ مضطرة لتخليق الفيتامين بشكل أكبر عبر تفتيح ألوان أجسادها لجلب أكبر كمية ممكنة من الأشعة.


و للأحاطة، فأن اللون الأزرق للعيون مثلا ظهر في محيط البحر الأسود لمهاجرين قادمين من البحر الأبيض المتوسط حدث لسلف مشترك بينهم طفرة جينية تسببت للون عينه البني الى تميعه و تحوله للون أزرق ناصع، ما يعني أن الأوروبيين من ذوي العيون الزرقاء ينحدرون مباشرة من سلف متوسطي حدثت له طفرة في محيط البحر الأسود.

وهذا ينفي بشكل أو بأخر، علاقة ألوان العيون و البشرة و الشعر بالجنس الجرماني او الاوروبي بشكل عام بل و يربطه كنتيجة للتطور ليس ألا و بأصول مرتبطة بجنس البحر الأبيض المتوسط القديم اللذي يعتبر الأمازيغ أساسه.

وأخيرا قبل الختم، لابد من التذكير أن القرينات الأنثروبولوجية و الأركيولوجية أثبتت أن ساكنة شمال أفريقيا تمتعت بالألوان الفاتحة قبل وصول الوندال أليها منذ ألاف السنين.

نساء من الفترة النيولوثية بشعر أحمر و أشقر و بني من صحراء تاسيلي بالجزائر


المصريون القدماء من عهد المملكة القديمة بين (2345-2181 ) سنة قبل الميلاد، بعيون فاتحة و زرقاء


رسومات و مومياءات ملكية مصرية قديمة يظهر فيها الشعر الأشقر و الأحمر 



وأخيرا أمازيغ جزر الكناري (الغوانش) حيث وجدهم الأسبان بشعر بني فاتح و أشقر و أحمر 


رابط

samedi 22 octobre 2016

أعادة أحياء و ترميم رفات جمجمة محارب أغريقي من الفترة الماسينية (اليونان القديمة)


أعادة أحياء و ترميم رفات جمجمة محارب أغريقي من الفترة الماسينية في جزيرة كريت اليونانية، ويقدر عمر وفاة الرجل في الفترة الموافقة لأزمة العصر البرونزي في شرق المتوسط حيث قدر الباحثون عمر وفاته فيما بين 1420 ألى 1550 سنة قبل الميلاد.

يشار ان قبر المحارب وبجانب الرفات العظمية وجدت فيه نفائس أثرية وحلي و مجوهرات و اسلحة و فخاريات و بقايا أكل ومعبودات وقطع نقدية مما يعني أنه دفن بطريقة تكريمية تمجد فيه روحه.

معلوم أن محاربي الفترة الماسينية كانوا جزئا لا يتجزأ من فيدرالية شعوب البحر القوية و المنظمة عسكريا و سياسيا وكانت تشن غارات و حروب على ضفاف شرق المتوسط أبتداءا من غربي الأناضول حتى الشام و شمالي مصر و ساهمو بشكل كبير في أبادة العديد من شعوب تلك المنطقة وعلى رأسهم الكنعانيون بحيث أستعبدوا نساءهم و أكثروا من نسلهم على حساب المحليين.

في الصورة، نموذج ترميمي حاسوبي لجمجمة المحارب الماسيني وكما تلاحظون شكله يحيل الى وجوه الشوام المعاصرين وخصوصا اللبنانيين.

vendredi 21 octobre 2016

اكتشاف حفرية سلف جديد لإنسان كان معاصرًا للوسي

اكتشاف حفرية سلف جديد لإنسان كان معاصرًا للوسي

حفرية لوسي، أشهر قريب للإنسان ، سادت وحدها كملكة وقت ومكان مُهمَّين في تطوُّر الإنسان في إثيوبيا منذ 3.2 مليون سنة مضت ، في الوقت الذي ظهرت فيه الأدوات الحجرية البدائية في شرق إفريقيا، الآن ، عثر علماء يعملون بالقرب من مكان اكتشاف “لوسي” على عظام لفكين وأسنان (الصورة أعلاه)، تظهر بأنها تعود إلى نوع سابق غير معروف لأحد أقرباء الإنسان.

إن كان ذلك صحيحاً ، فإن النتيجة قد تؤكد الأدلّة الأخرى الممكنة على أن لوسى لم تكن تعيش وحدها ، وتوسع مجموعة أسلاف جنسنا المحتملة من ال Homo ، لكن بعض المشككين يقولون أن الحفريات الجديدة قد تكون لأفراد مختلفين من نفس نوع لوسى.

منذ اكتشاف لوسي في منطقة عفار في إثيوبيا في عام 1974، اكتشف الباحثون العديد من الحفريات المخصصة لأنواع لها، وهي Australopithecus afarensis، وتعود إلى قبل ما بين 3.7 مليون و 3.0 مليون سنة. هذا هو الإطار الحاسم للتطور البشري، مع الأدوات الحجرية المدّعى اكتشافها في كينيا المجاورة، التي يرجع تاريخها إلى ما قبل 3.3 مليون سنة.

ويعتقد أن أقدم عضو معروف من جنس Homo حتى الآن يعود إلى حوالي 2.8 مليون سنة، هذا التقارب في الوقت، والخصائص التشريحية التى تشير الى أولئك البشر الأوائل، جعلت نوع لوسى المنافس الأساسي باعتباره سلف- جد – لجنس Homo ، لكن الصورة أصبحت أكثر ضبابية في السنوات الأخيرة ، فهناك فرق من الباحثين تعمل في كينيا وأخرى بعيداً في تشاد قد تعرّفوا على حفريات عاصرت لوسي، تنتمي إلى نوعين آخرين مرشحين ليكونوا من أسلاف الإنسان.

لكن هناك بعض الباحثين الآخرين يشككون في ما إذا كانت هذه الحفريات متباينة ومختلفة بما يكفى لتمثيل أنواع جديدة.

ففي أخر أصدار جديد من مجلة Nature ، فريق بقيادة يوهانى هايلى سيلاسييه ، عالم المتحجرات البشرية في متحف كليفيلاند للتاريخ الطبيعي في أوهيو، أبلغ باكتشاف أجزاء من فكين علويين وآخرين سفليين، بالإضافة لبعض الأسنان المرتبطة معهم، من نوعين في منطقة عفار بإثيوبيا ، تبعد 35 كيلومتراً فقط عن مكان اكتشاف لوسي، الأنواع الجديدة المكتشفة ، والتي أطلق عليها الفريق إسم Australopithecus deyiremeda ، وجدت في رواسب تعود إلى مابين 3.5 و 3.3 مليون سنة ، يعنى ذلك اشتراكها مع لوسى في كلٍ من الزمان والمكان والعشيرة أو النسب.

هايلى وزملائه يقولون أن الحفريات تختلف عن لوسى وأنواعها في عدة أشياء ، لديها أسنان أصغر ، عظام الخدين موجهة للأمام أكثر ،الفك السفلى أكثر متانة ،والطبقة الخارجية للأسنان أكثر سمكاً.

كيف يمكن لنوعين مختلفين أن يكونا أكثر قرابة لبعضهم البعض من أنواع الـ Australopithecus تعيش في نفس الوقت ونفس المكان؟

يقول هايلى : ” لو كان سمك الطبقة الخارجية للأسنان ومتانة الفك السفلى مؤشرات علي التكيف الغذائي، أن Australopithecus deyiremeda ربما تكيفت أصعب وأكثر صرامة، وأكثر تناولاً للمصادر الغذائية الصلبة التي تحتاج لكشط (تقشير)، مثل النباتات والأعشاب الشجرية الصلبة ، أكثر من أنواع لوسى، بالرغم من أن النوعين الموصوفين موجودين فى نفس الوقت".

 ” إلا أنه من الممكن أن يكونا قد نشأ في وقتين مختلفين. وجود الحفريات حتى الآن يشير إلى أن Australopithecus deyiremeda قد جاءت بعد أنواع لوسي ويمكن أن يكون قد تفرع منه"

مخطط تموقع الحفرية الجديدة (Australopithecus deyiremeda) ضمن مشجرة جنس الHomo أفقيا


تقول كارول وارد عالمة الأنثروبولوجيا في جامعة ميسورى بكولومبيا، أن الادعاء بوجود أنواع جديدة هو معقول، استناداً على أدلة محدودة، تقول أيضاً “الحفريات تقع خارج نطاق الاختلاف عن أي نوع من الأنواع الموصوفة حتى الآن”. 

على الرغم من أنها تعتقد أن هناك حاجة إلى جلب مزيد من العينات لإجراء مقارنة صحيحة حقاً ” وقالت:” التنوع موجود بالتأكيد” في أقارب الإنسان من هذا الوقت ، وهذا يعني أن ” لوسي” لم تكن وحدها، تقول وارد : بدلاً من ذلك، كانت على الأرجح يرافقها أنواع australopithecines مختلفة تحتل مجموعة من بيئات إيكولوجيّة متنوعة، ” هذه المرونة قد تكون السبب الرئيسي لنجاح ظهور أقارب الإنسان في وقت مبكّر ، منها Homo ، الذي نشأ في نهاية المطاف ” كما أضافت كارول وارد.

 المصدر

jeudi 20 octobre 2016

اكتشاف نقوش في كهف بأيبيريا قد يصل عمرها إلى 14.500 عام


وصف الخبراء نقوشا بكهف قد تعود لأكثر من 14.500 سنة بأنها " أكثر ما تم اكتشافه إثارة للذهول والإعجاب" على الإطلاق في شبه الجزيرة الأيبيرية، فقد تم العثور على نحو 50 نقشا بمدينة ليكيتيو بإقليم الباسك، وشملت النقوش خيولا وثيران وماعز وأسدين.
وبعض النقوش أكبر بكثير مما عثر عليها في السابق – حيث بلغ طول نقش لحصان 150 سنتيمترا.


وقالت التقارير إن الكهف كان معروفا للسكان المحليين ، ولكن لم يغامر أحد بالتوغل 50 مترا للداخل حيث توجد لوحة النقوش البالغ طولها 15 مترا.

وتتكون الرسوم من نحو 30 حيوانا إضافة إلى شبه دوائر وخطوط بعضها مماثل لأشكال تم العثور عليها في بيرينيه الفرنسية.
ومن بين الأشياء المتشابهة أيضا رسوم الأسدين وتكنيك النقش، مما يشير إلى احتمال وجود علاقات بين مجموعتين من الصيادين في المنطقتين.


ويعتقد أن عمر هذه النقوش يتراوح بين 12.000 سنة و14.500سنة، ولن يفتح الكهف للجمهور بسبب صعوبة الوصول إليه والحاجة للحفاظ على الرسوم، ولكن السلطات تقول إنها سوف تستخدم التكنولوجيا لمنح الجمهور رؤية جيدة لهذا الاكتشاف قدر الإمكان.

وسيناقش الخبراء هذا الكشف في مؤتمر خاص في نهاية الشهر الجاري.

بأتفاق مع ال AFP

نتائج جينية أمبراطورية لرفات منغولية مؤرخة بين 1130–1250 ميلادية


ظهرت مؤخرا نتائج جينية أمبراطورية لرفات منغولية مؤرخة بين 1130–1250 ميلادية، أصحاب الدراسة الجينية يعتقدون أن أصول أسلاف هؤلاء المنغوليين هي في مكان ما من غرب-أوراسيا....

هته النتائج تقع على السلالتين R1b و R1a (في الصورة أسفله)


معلوم أن R1b-M343 في المناطق الجغرافية المرتبطة به لها نفس الامتداد الجغرافي لحكم كلخانات المغول الماضية بما في ذلك منطقة الحشد الذهبي (من جبال الأورال إلى سيبيريا الغربية، التي تضم روسيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء وبولندا وأذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان)، و إيلخانية ( إيران والأقاليم المجاورة بما في ذلك أرمينيا وتركيا وجورجيا وأفغانستان وسوريا وطاجيكستان)، وجاغاطاي (من بحر آرال إلى جبل التاي، بما في ذلك باكستان (الهزارة)، أوزبكستان، كازاخستان وطاجيكستان والهند، والصين)، مما يوحي بقوة ارتباط وثيق بين النمط الفرداني للهابلوغروب Y-R1b-M343 مع الإمبراطورية المغولية الماضية.

مصدر الدراسة Gavaachimed Lkhagvasuren Et Al 2016

أكتشاف موقع أثري في تونس يعود لـ100 ألف عام قبل الميلاد


أعدت فرانس 24 تقريرا مصورا عن الموقع العاتري المكتشف مؤخرا بتونس حيث توصل فريق من الباحثين الأثريين التونسيين والبريطانيين مؤخّرا إلى اكتشاف موقع أثري بمنطقة نفطة من ولاية توزر يمتد على مساحة 7 هكتارات.

وأظهرت الحفريات التي قاموا بها بالموقع العثور على بقايا حيوانية وهياكل عظمية احفورية وأدوات صيد من الحجارة الصوانية يستخدمها الإنسان البدائي يعود تاريخها إلى ما بين 80 و100 ألف عام من الحقبة العاترية .

وقد كنا قد خصصنا له مقالا لموضوع الأكتشاف على موقعنا في رابط التالي

mercredi 19 octobre 2016

أصول الشعب المصري


تعددت نتائج تحاليل الحمض النووي على ساكنة جمهورية مصر وذالك منذ دراسة Lucotte 2002 الشهيرة وكلها خلصت الى تأكيد نفس النتائج سواء على الصعيد المحلي أو الوطني.

حيث يلعب موقع مصر على الطرف الشمالي الشرقي لأفريقيا دورا كبيرا في فهم طبيعة أصول أسلاف المصريين المعاصرين، ومنذ نهاية العصر الحجري الحديث بدأت مصر تعرف تغيرات في حركات الهجرات و الاستقرار البشري فيها خصوصا في منطقة وادي النيل، ماعكس فيما بعد على تنوع الأسلاف و اللذي يعزى أيضا الى الأحداث التاريخية المسجلة.

حاليا التركيبة الجينومية للمصريين تضعهم  بعيدين عن الأوروبيين و الأفارقة جنوب الصحراء حيث يمكن القول أنهم كلستريا نصف شمال افريقيون (كالمغاربة و التونسيين) و نصف شرق أوسطيين (كالسوريين و الأتراك).

وأقرب الشعوب لهم شبها لم في تركيبتهم الجينية داخل أفريقيا هم الجزائريون يليهم الليبيون ثم في الشرق الأوسط نجد الفلسطينيين و الأردنيين و السعوديين.

يصعب حاليا مقارنة بيانات تحاليل الحمض النووي لرفات مصرية قديمة من عهد ماقبل الأسرات و الممالك الفرعونية بتلك للمصريين المعاصرين لفهم طبيعة الاختلافات في أسلاف المصريين عبر العصور، رغم أن هناك رأيا عاما سائدا ان المصريين حاليا وخصوصا طبقة الفلاحين هم الذرية الطبيعية لمصر الفرعونية اللتي انتهت مع نهاية العصر البطلمي.

لكن هذا الرأي يحتاج لتدقيق و دراسات، فكما هو معلوم عرفت مصر القديمة وخلال فترات الأسر عدة مشاكل ديمغرافية  و أجتماعية و سياسية فمن أمراض و جائحات و حروب قضت على أكثر من نصف ساكنة البلاد في أكثر من مناسبة، زد الى ذالك هجرات الشعوب الهندو-الأرية أبان فترة أزمة العصر البرونزي و استيطان القبائل الأمازيغية لمصر القديمة منذ فترات جد مبكرة سابقة لعهد الأسرات وحتى في الألفية الأولى  قبل-ميلادية ثم و اخيرا هجرات الرعاة و الرحل من الأريين الهيكسوس من الشرق الى وادي النيل و توسعات النوبة و الأشوريين والفرس و استقرار الأغريق في الساحل الشمالي، كلها معطيات تاريخية تشير الى حصول هجرات كانت شائعة في مصر القديمة لكن تحتاج الى تحقيقات جينية للتدقيق في طبيعة التنوع الجيني بمصر حاليا.

وعلى العموم، لا يختلف الكثير من المختصين في أن التنوع الجيني الأبوي في مصر هو قديم و عتيق وسابق للفترة الأسلامية على الأقل، في حين يوجد هامش محدد في 10% أو أقل (بحدود5%) يرجع للتأثيرات التاريخية خلال الألفي سنة الأخيرة من جهة الأباء الوافدين على مصر (وهذا يشمل الفترة الأخمينية والرومانية و البيزنطية و العباسية والفاطمية و المملوكية و الأيوبية و العثمانية و البريطانية).

وعلى عكس بلاد الرافدين اللتي فقدت الأستمرارية الجينية لجيل المؤسسين للحضارة فيها، فقد حافظت مصر على الأساس الأبوي الجيني اللذي كان سببا في ظهور حضارة مصر القديمة وهو المركر او الهابلوغروب الأبوي المعرف ب E1b1b1.M35 ويقدر المختصون وجوده بمصر بحوالي 40الف الى 12الف سنة قبل الميلاد وهو مايوافق الفترة الأيبرومورزية في شمال أفريقيا، بنسبة 52,3% بالنسبة لشمال مصر و الدلتا، مقابل 31% لجنوب مصر (الصعيد المصري) بحسب دراسة Arredi et al. (2004).

وبالأعتماد على نتائج الحمض النووي للرفات النوطفية في الهلال الخصيب، يمكن القول أن الهابلوغروب E1b1b1.M35 قد أتى من مصر الى بلاد الرافدين و الشام في فترة جد مبكرة على الأقل منذ الفترة الهولوسينية اي مايوافق 12ألف سنة قبل الميلاد، و رغم أن النتائج النوطفية تقع على مستوى التحور الشقيق لE-L19/V257 المعرف ب E-Z830 فأنه حاليا من الصعب التفريق بين التحور E1b1b1-M81 و E1b1b1-M78 كسلالتين مستقلتين، رغم أنه سوق أعلاميا أن M78 يمثل سلالة المصريين القدماء بسبب التواجد العالي لتحوراته السفلي بمصر و الممثلة في E-V12* و E-V22 و E-V32 و E-V65.

توزيع نسب E1b1b1-M78 وتحوراته في مصر وفق دراسة Cruciani Et al 2007


فكما هو معلوم M78 مع باقي التحورات في E1b1b1.M35 هو الأكثر حداثة فيه بحسب دراسة Trombetta Et Al 2015، كما أن تحوره العلوي V68 يوجد غربا (منطقة غرب أوروبا = أيبيريا و أيطاليا) بالاضافة ألى ان تحوره الأساسي وجد أيضا بالمغرب مع أحد أقدم تحوراته وهو E-V65.

 بالتالي فأنه من الناحية الفيلوجينية من الصعب القول أن V68/M78 سلالة مستقلة عن شقيقتها الكبرى E-Z827 (E1b1b1b) التي تضم  E-L19/V257 وE-Z830 وهما يمثلان سلالة الأمازيغ و الأمتداد الأيبرومورزي في الشام أبان فترة الهولوسين و العصر النحاسي مايعرف بالنوطفيين.

لذالك فأن V68/M78 تبدو كمرشح أقوى كمركر جيني أبوي للفترة القفصية في شمال أفريقيا ويبدو الـتأثير القفصي واضحا في عهود ماقبل الأسرات مايوافق فترة انتقال صناعات السيراميك و الفخار و الأواني القفصية الى وادي النيل من الصحراء الغربية (نبتا بلايا) كمثال.

وكما هو معروف فقد سكن القبصيون المناطق الداخلية من شمال أفريقيا الحالية، خصوصا في المروج العشبية وعلى ضفاف البحيرات والصحراء (التي كانت مكسوة بالعشب) غير أنه في العصر الحجري الحديث، منذ 9000 سنة قبل الحاضر، بدأ القفصيون بتدجين الخرفان والماعز والثياثل و البقر والرعي بها، فضلا عن مواصلتهم لصيد الحيوانات الأخرى، إذ يعدّ القبصيون أول الرعاة في تاريخ الإنسانية وكانت تنقلاتهم تبدأ من سيناء المصرية حتى بلاد أفريقيا جنوب الصحراء والى الجزائر غربا.

حركة الترحال و الرعي يبدو واضحا أنها بدأت من محيط مصر بجانب كل من ليبيا و شمال السودان، حيث أنتقل القفصيون من الشمال الشرقي لأفريقيا جنوبا حتى الصومال وما ورائها ويظهر ذالك جليا في المركر الجيني E-V32 اللذي يشكل 77% من الصوماليين، هذا الهابلوغروب انطلق من شمالي وادي النيل و ليبيا في الفترة الممتدة بين 5000الاف الى 3000 سنة قبل الميلاد، مايحيل الى أصول ليبو-مصرية قديمة (قفصية بالذات) من جهة الاباء لجزء كبير من الأثيوبيين و الصوماليين و كثير من شعوب القرن الأفريقي.

فقد أظهرت بعض الأبحاث أن بعض المجتمعات القبصية قامت بنوع من الزراعة اللتي أدت الى ظهور معتقدات و أديان، حيث أن الحفريات أظهرت أن طرق دفنهم لموتاهم توحي بأنه كانت لديهم معتقدات بحياة أخرى بعد الموت، إذ كانوا يدفنون موتاهم في أوضاع مختلفة (منها الوضع الجانبي المثني)، مزينة أبدانهم بحجر المُغْرَة، مرفقين بأدواتهم وأوانيهم، وهذا يبدو أنه له تاثير ثقافي و أجتماعي خصوصا في عهد الاسرات المبكر بمصر القديمة.

ولعل عامل الاستقرار و توفر المياه و الاراضي الصالحة للزراعة هي ما دفعت القفصيين الى أستيطان وادي النيل ما أدى الى ظهور مجتمعات متفرقة على طول وادي النيل منذ نهاية الألفية الخامسة قبل الميلاد (مثل البداري والعمرى بمصر والأخيرة تعتبر إحدى ثقافات عصر النحاس المبكرة والتي قد تدعم الادعاء بان مصر هي التي بدأت هذه الصناعة) أما أشهرها فكانت تلك اللتي ظهرت في منطقة الفيوم، واللتي كانت مسؤولة عن ظهور الثقافة الهارفية المؤسسة للغات السامية في بلاد الرافدين و الشام بالأعتماد على القرينات الأركيولوجية.

 وتبقى مسألة التبادلات الثقافية و الحضارية بين مصر القديمة لعهد ماقبل الأسرات وبين بلاد الرافدين و الشام أنتقالية و مترابطة وكانت في الاتجاهين معا ، في حين تأثرت مصر القديمة بنمط العمران و البناء الطيني لبلاد الرافدين في الفترة الممتدة بين 3000 الى 3200 قبل الميلاد، وذالك قبل تعرض بلاد الرافدين لأكتساحات الشعوب الهندو-أرية و الزاغروسية الايرانية المبكرة ما عجل بفك أرتباط مصر القديمة بباقي حضارات بلاد الرافدين في وقت جد مبكر على المستوى الحضاري الثقافي و اللغوي.

أما على المستوى الجيني وكما هو معلوم فالهابلوغروب E1b1b1-M123 مقدر بحوالي 3% في الشام ماعدا الأردن حوالي 30% و 2% بالعراق، أما في مصر فهو بحدود %10 و أقل، وهو المركر الجيني اللذي يربط مصر بباقي الهلال الخصيب في الفترة الممتدة بين 12ألف سنة قبل الميلاد الى حوالي 3000الاف سنة قبل الميلاد، وفي نفس الوقت يربطها بدول أخرى مثل الجزائر و ليبيا و بلاد القرن الأفريقي وبدون الكشف عن طبيعة التحورات بشكل تام واللتي غالبا هي على E-M34 يظهر جليا انها بين تأثيرات من العصر النحاسي من الهلال الخصيب و اخرى أيبرومورزية سابقة للفترة القفصية رغم ان القفصية امتداد طبيعي لها.

وأخيرا الهابلوغروب E1b1b1-M81 و رغم كونه يمثل سلالة الأمازيغ الى انه تواجده بمصر مازال حصرا ينظر الى تواجد الأمازيغ بمصر القديمة و مصر الأسلامية، فبغياب تحوراته العليا و تنوعاته بها ك L19 و Z827، يبقى هذا الطرح هو سيد الموقف وتقدر نسبته بحوالي 11% في شمال مصر و 28% في غربها و 6% في الصعيد، فرغم ان مصر مجرد امتداد طبيعي لشرق شمال أفريقيا فمازال ينظر الى المكون الأمازيغي كمكون دخيل خصوصا على المستوى الـتأريخي و الثقافي و السوسيولوجي والسياسي، رغم ان الأمازيغ ليسوا حصرا على سلالة واحدة لانهم يشملون عموم تحورات E1b1b1.M35 بسبب غلبة الطابع الأيبروموزي و القفصي للأخير.

أذن وكما يلاحظ فأن تحورات E1b1b1.M35 المشخصة في E1b1b1-M81 و E1b1b1-M78 و E1b1b1-M123 تبدو مترابطة بشكل أو بأخر وكلها تعود للعهد الحجري الحديث و الهولوسيني محددة في الثقافتين القفصية و الأيبروموزية المسؤولتين عن ظهور قومية الأمازيغ بشمال غرب أفريقيا و المصريين القدماء في وادي النيل و الساميين الأوائل في بلاد الرافدين بالتالي فأن التدخلات الحضارية و القومية منذ فترات مبكرة بين حملة هته التحورات الأبوية في مصر، يمكن تفسيره في أطار تشاركها لنفس نمط الثقافة و اللغة (الأفرو-اسيوية) و الأصول المباشرة و نفس السمات المورفولوجية و الاثنية.

مايعني منطقيا أن حملة الهابلوغروب الأبوي E1b1b1.M35 في مصر حاليا ينحدرون من أصول مصرية قديمة وأخرى شقيقة لها ومن نفس العرقية و الأرومة.

اما ثاني أهم هابلوغروب أبوي في مصر فهو J-M304، وتبلغ نسبته في شمالها حوالي 9,1%  لكل من التحورين J1 و J2 على التوالي، أما في الصعيد المصري فيبلغ نسبة 20,7% ل J1 و نسبة 3,4% ل J2 بحسب دراسة Arredi Et Al 2004.

لكن أعلى نسبة لJ-M304 فهي مسجلة عند الأقباط وتصل لحوالي 45% بحسب دراسة Hassan Et Al 2008.

ويغلب التحور J2a على تحورات J2 بمصر، وهو هابلوغروب ظهر أبان فترة أزمة العصر البرونزي والحديدي في شرق المتوسط مع بدأ أجتياح القوميات الهندو-أرية للشرق الأوسط و شرق المتوسط و أشتعال فتيل الحروب الأناضولية-البلقانية حول بحر أيجه بين ممالك الحيثيين و اللويين وغيرهم.

ويترافق هذا مع عصر المملكة الوسطانية بمصر القديمة اللتي عرفت جائحات و أمراض قضت على نسبة هامة من ساكنة البلاد بالأضافة للحروب المتوالية في الجبهة الشرقية في بلاد كنعان و تلك على البحر المتوسط مع فيدرالية شعوب البحر القادمة من بحر أيجه و هجرات سراح الماشية من جبال زاغروس و الاراراط عبر بادية الشام و سيناء نحو مصر فيما يعرف بدخول الهيكسوس اللذي كان سببا في أنهيار الدولة المصرية وقيام حكم الرعاة لمصر القديمة.

 J2a لم يدخل مصر وحيدا في العصر البرونزي لكن الأكيد رافقته سلالات أخرى كالسلالة J1 و ٌR1b و T و R1a وG2a، فهناك أراء حديثة ترى و تقترح أن بعضها أتى الى مصر أبان فترة التمدد الأشوري و الهجرات القادمة من بلاد الحيثيين و الحوريين و الميتانيين... وهناك رأي أخر يذهب الى ان ملوك مصر القديمة استقدموا العمالة الأسيوية من هته الممالك في أطار العمل في الجيش أو في الزراعة أو أشغال البناء الخ.

فالدولة المصرية احتاجت بشدة لليد العاملة لفترات متقطعة خصوصا عندما تتعرض ساكنتها للجائحات المرضية اللتي كانت تقضي على الساكنة النشيطة فيها وكان معدل الأعمار المتوسط لا يصل في أحسن الأحوال ل30سنة.

وكما هو معلوم الهابلوغروبات G2a و R1a و و R1a و R1b في الشرق الأوسط مرتبطة بقوميات أرية و قوقازية و تركمانية حاليا لها خلفيات تاريخية تعود للممالك الزاغروسية و الأناضولية الأرية، وتشكل نسب مهمة لدى قوميات مثل الأرمن و الأتراك و الأيرانيين و القوقازيين و الأكراد.

تجدر الأشارة ان قاعدة البيانات في يخص الهابلوغروبات G2a و R1a وR1b تضعنا أمام تحورات متنوعة فمثلا السلالة R1b في مصر متنوعة و يوجد عليها ثلاث فروع قارية فهناك الفرع الأسيويR1b1a1 (M73) و الفرع الأوروبي-الأناضولي R1b1a2 (M269) و الفرع الأفريقيR1b-V88.

تسجل السلالة R1b نسبة 9,9% في شمال مصر و نسبة 13,8% في الصعيد و أعلى نسبة توجد عند الاقباط بنسبة 15%، أكثر من نصف نسبتها يعود للفرع الأفريقي R1b-V88، اللذي يعتقد أنه دخل مصر أنطلاقا من الشام قبل حوالي 6000سنة قبل الميلاد و ربما أكثر بالأعتماد على كثير من الدراسات الجينية اللتي قدرت عمر التواجد بحساب الTMRCA و ال FORMED AGE، لكن هذا المعطى يصطدم بغياب تواجد هذا الهابلوغروب في الشام ابان فترة الهولوسين و العصر النحاسي والبرونزي أيضا، بل وجد في عينات أيرانية زاغروسية تعود للعصر الحجري الحديث لكن على الفرع الأسيوي و الأوروبي-ألاناضولي، ما يدفعنا للأعتقاد أن R1b دخل مصر في فترة أنتقالية بين المملكة الوسطانية و الجديدة على الأقل بل و الأغرب أن الفرعون توت أنخ أمون ظهر على الفرع الأوروبي-الأناضولي R1b1a2 (M269) مايدفعنا للأعتقاد بحدوث أختراق لفدرالية شعوب البحر القادمة من بحر أيجه لمصر القديمة و استيطان بعض منها للأراضي المصرية او أستقرار حيثي و ميتاني  محتمل و قادم من سوريا و الأناضول.

 بحيث أن R1b1a2 (M269) في مصر لا يمثل كليا التواجد الأوروبي كحال بعض الجاليات الفرنسية و الايطالية و البريطانية في العصر الكولونيالي، أما بالنسبة للفرع الاسيوي R1b1a1 (M73) فلا يوجد أدنى شك انه مرتبط بشكل او باخر بمهاجرين قادمين من الأناضول و أيران و أرمينيا بالذات على عصور متزامنة او متباعدة (الحيثيين، الميتانيون، الفرس الأخمينيون، الأتراك العثمانيون، التركمان، الأرمن، العباسيون، السلاجقة ألخ)

بنهاية الأمر فأن R1b في أغلبه دخل مصر أبتداءا من العصر البرونزي رفقة باقي الهابلوغروبات الأوراسية ك J2و J1 و T وG و R1a.

السلالة G في مصر تقع في أغلبها على التحور G2a3 ومن الوهلة الأولى، فأن أول أنطباع لها يشير ألى أصول أناضولية و ايرانية بالدرجة الأولى، نظرا لتركز و أنتشار فروعه و مكان نشأته في المنطقة الأيرانو-أناضولية، ولحد الساعة لا توجد معطيات دقيقة حول طبيعة التحورات فيه لكن ماهو متوفر يشير الى كون السلالة G دخيلة على مصر مايفتح باب الأحتمالات أبتداءا من العصر البرونزي الى غاية الفترة الكولونيالية وقد قدرت نسبتها في حدود 9,5% حسب دراسة Luis Et al 2004 على عامة مصر.

ثم السلالة R1a وكما هو واضح فهي سلالة دخيلة و معروفة على أنها مرتبطة بالقوميات الهندو-أرية القادمة من سهوب أوراسيا، وشكلت جزءا مهما في تاريخ أمبراطوريات اسيا و أوروبا على مدى العصور وبغياب تحديد طبيعة التحورات فيها في مصرـ تبقى الأحتمالات قائمة على كل السيناريوهات الممكنة باعتبارها سلالة دخيلة وتقدر نسبتها في مصر بحوالي 2,5%.

أما بالنسبة للهابلوغروبين T و J1، فقد تبين من خلال نتائج الحمض النووي للرفات النوطفية في الشام، أن الهابلوغروب T ظهر في العصر النحاسي بالشام بينما J1 ظهر في العصر البرونزي ما جعل البعض من المختصين يجزم في ان الهابلوغروبين لهما علاقة ارتباطية وحضورهما متلاحق. فدراسات كثيرة أقترحت أنهما دخلا أفريقيا أنطلاقا من جبال زاغروس منذ أكثر من 9000سنة و انتشرا فيها عبر نشر الرعي و الترحال حتى افريقيا جنوب الصحراء تحت لواء الثقافة القفصية.

 ورأي أخر يرجح ظهورها حتى العصر البرونزي اي في عهد المملكة الوسطانية في مصر القديمة او في فترة غزو الهيكسوس للأراضي المصرية بالاعتماد على عمر J1 في مصر و شمال افريقيا المقدر بين 2000 الى 1400سنة قبل الميلاد.

أما السلالة T فعمرها أقدم من J1 بأفريقيا و مصر بالذات، لكن الأكيد انها حضرت قبله و رسمت له خط الهجرة التتبعية، و لأنها ظهرت في الشام أبان العصر النحاسي فيمكن القول أنها دخلت مصر مع نهاية المملكة القديمة اللتي أنتهت بسبب جفاف وادي النيل في الفترة بين 2500 الى 2100قبل الميلاد، هذا و يشار الى السلالة T في تحورها T1a1 تسجل نسبة مرتفعة في الصعيد المصري بما يناهز 10% في حين لا تتجاوز 2,3% في الشمال، ويلاحظ هنا مدى أقتران T بالهابلوغروب J1 بالنسب العالية في أماكن تواجدهما في القارة الأفريقية خصوصا في القرن الافريقي اللذي أستقبل هاتين السلالتين أنطلاقا من صعيد مصر.

وألى حين التثبت من ذالك لابد من أجراء تحاليل الحمض النووي أضافية للمومياءات المصرية في عهود الأسرات وماقبل الأسرات، لفهم طبيعة حضور الهابلوغروبات الأبوية الحالية في مصر عبر العصور.

أما بالنسبة للـتأثيرات الحديثة المقرونة بالألفي سنة الأخيرة فأن أقواها يتمحور حول ظاهرة النخاسة و الأسترقاق في فترة العصر الوسيط الأسلامي حيث قدرتها دراسة Henn Et al 2012 بنسبة 14% أتوسوميا وهي غالبا من جهة الأمهات مؤرخة بحوالي  700 سنة كأقصى تقدير نحو مصر و شملت عبيدا من الأماء من ذوات الأصول نيلو-صحارية الصحراوية و جنوب-صحراوية.

والنسبة قد تكون مرتفعة بشكل كبير خصوصا في الصعيد المصري و الواحات في الصحاري المصرية حيث يلاحظ نسب مهمة للهابلوغروبات الأبوية الخاصة بقوميات الهاوسا و الأومو و النوبة بالأضافة للقوميات البانتو-كونغولية واللتي تعرضت للأسترقاق نحو مصر، كالهابلوغروب E1b1a الخاص بالبانتو وتتراوح نسبها بين 0% ألى 6,5% بين واحات مصر و مناطق متفرقة منها.

و الهابلوغروبين A و B الخاص بالنوبة و الأومو فنسبه تتراوح بين 2,3% بشمال مصر ألى 28% بواحة سيوة، بينما يلاحظ أن الهابلوغروب الأبوي R1b-V88 والمرتبط بقوميات الهاوسا يسجل أعلى نسبه بصعيد مصر بحوالي 13.8% و واحة سيوة بنسبة 28% و نسبة 9,9% بشمال مصر، مايدل على أن مصر في العصر الوسيط أستقدمت عبيدا من القومية الهاوساوية بشكل أساسي، رغم ان R1b-V88 وتحوراته لم يتم التحقق في طبيعتها بعد و ترجح الأن في صالح هجرات أوراسية في العصر الحجري او البرونزي، عوض ترجيحها لفترة العصر الوسيط الأسلامي المرتبطة بظاهرة نخاسة العبيد من أفريقيا جنوب الصحراء.

وكما هو واضح فأن تأثير النخاسة و الأسترقاق من أفريقيا جنوب الصحراء على ساكنة مصر جينيا أكبر بكثير من مجموع الـتأثيرات الخارجية القادمة من محيط مصر منذ نهاية العصر البطلمي فيها، ويشمل ذالك (الفترة الأخمينية و الرومانية و البيزنطية و الأسلامية و الاستعمارية).. في حين لا يوجد تأثير مفترض لهجرات عربية قادمة من الجزيرة العربية خلال فترة أنتشار الاسلام أو العصر الفاطمي اللذي شهد وفق روايات تراث النسابة هجرات ما يعرف بقبائل بني هلال و بني سليم و معقل الى مصر.

لذالك أقترحت دراسة Lucotte 2002 نسبة أقل من 10% (بحدود5%) لكل الهجرات المحتملة من أوراسيا خلال الألفي سنة الأخيرة، بينما رجحت نسبة أكثر من 15% لهجرات من افريقيا جنوب الصحراء خلال نفس المدة بسبب ظاهرة النخاسة  و استرقاق العبيد من أفريقيا جنوب الصحراء.
  
معلوم أن اسواق القاهرة لوحدها وخلال ال 1200سنة الأخيرة أستجلبت مايقارب 2مليوني شخص من العبيد الأفارقة الزنوج ماتسبب في تمازج هؤلاء مع الساكنة المحلية ما عجل بظهور خلاسيين في نهاية المطاف.

أذن كخلاصة للمادة البحثية فأن المصريين المعاصرين ينحدرون بشكل خاص من مصر القديمة اللتي أنتهت مع نهاية الدولة البطلمية في حدود 80% كأقصى حد، بينما ماتبقى كنسبة فهي تطغى عليها تأثيرات قادمة من أفريقيا جنوب الصحراء بسبب تجارة الرقيق الاسلامية في العصر الوسيط، ونسبة تتجاوز 5% بقليل مرتبطة بكل الأحداث اللتي عرفتها مصر منذ 2000سنة الأخيرة.

توزيع نسب الهابلوغروبات الأبوية في مصر بحسب دراسة Arredi Et al 2004


خارطة توزيع الهابلوغروبات في مصر و الدول المجاورة لها وفق دراسة Badro Et al 2013



رابط
رابط
رابط
رابط
رابط