mercredi 31 août 2016

نتائج فحص التركيبة الجينومية لساكنة الجمهورية الجزائرية


في دراسة جينية حديثة شملت عدة مناطق بدولة الجزائر، تباينت النتائج و المعطيات من منطقة لأخرى و رغم أن القائمين بالبحث حاولوا استقرائها بطريقة معممة بالقول أن أنها تعكس تأثيرات قادمة من أسيا و أوروبا و أفريقيا جنوب الصحراء على الساكنة المحلية لكن في فترات سابقة للأحداث التاريخية المعروفة.

كما أن الدراسات الأنثروبولوجية تقدم تفسيرات لا تذهب في دعم طرح التأثيرات التاريخية من جهة الغزاة خلال الألفي سنة الأخيرة على الأقل ماعدا بالنسبة لظاهرة النخاسة الأسلامية للرقيق من الزنوج خلال العصر الوسيط.

الدراسة الحالية (Bekada et al 2015) جائت مقاربة لنتائج دراسات سابقة وهي  Arredi et al. 2004 و Robino et al. 2008 و Shi et al. 2010، وبالنسبة لمناطق الفحص فقد تمت على الجزائر العاصمة و مدينة وهران و الرقيبات بالجنوب الغربي بتندوف و تيميمون  (قبائل زناتة).

الهابلوغروب أو السلالة الأبوية (الذكرية)، الأكثر شيوعا في الجزائر بحسب الدراسة كانت من نصيب E1b-M81 حيث سجل معدل :

80% عند الرقيبات
53.85% بالجزائر العاصمة
41.25% بوهران
48.57% تيميمون 

الملاحظ أن هاذا الهابلوغروب و رغم غلبته النسبية في الجزائر الأ أنه يسجل في أغلب الأحوال نسبة تقارب النصف في عموم البلاد، ماعادا عند الرقيبات و المزاب (دراسة Shi et al. 2010)، يمكن فهم تركزه بنسب عالية عند الرقيبات بسبب القرب الجغرافي للمغرب حيث المعدلات هناك تسجل مافوق 80% كمعدل أدنى. لكن بالنسبة للمزاب فيمكن تفسيره بسبب العزلة الجغرافية و الأجتماعية و تاريخها الخاص.

أما بالنسبة للساحل و الشمال والوسط الجزائري وباقي الصحراء الجزائرية فنسبة 50% لE1b-M81 مع أحتساب E1b1b1-M35، تبدو منطقية أذا ما راجعنا أرشيف الدراسات الأنثروبولوجية اللتي شملت عدة مواقع جزائرية تعود للعصر الحجري الحديث

(مراجعة Physical Anthropology of European Populations" by Ilse Schwidetsky, B. Chirelli, Olga Necrasov, 1980)

 فبأعتبار أن E1b-M81 و E1b-M35 يمثل الساكنة المحلية ذات الأصول المشتي أفلية (المشتانية) فأن الأحافير الأركيولوجية أظهرت انه قبل 5000سنة الى 6000سنة قبل الحاضر، بدأت الساكنة المشتانية في الجزائر بالأنحصار فاسحة المجال لوصول مهاجرين قادمين من الصحراء الأفريقية الكبرى ممثلين في الثقافة القفصية (المتوسطيون القبليون) ، ورغم ان ألمشتانيين في تلك الفترة بدئوا في تطوير ملامحهم و شكل رؤوسهم الى رؤوس طويلة و مربعية  dolicho- or slight mesocephalic واللتي وجدت في عدة مواقع أركيولوجية ألا أن جزءا مهما منهم كان يشكل عنصرا مهما في تكوين المهاجرين الجدد من القفصيين.

وهاذا يتماشى مع الهابوغروب E1b1b1a-M78 اللذي تترافق ظهور فروعه مع الفترة القفصية اللتي عرفت ظهور (المتوسطيين القبليين) حيث يسجل نسب معتبرة في الجزائر وهي كالأتي :

15.38% بالجزائر العاصمة
2.50% بوهران
2.86% بتيميمون 

الأ انه ظهر ألى جانبهم ذوي الرؤوس المستديرة و القصيرة Brachycephalic، فمن خلال دراسة الرفات اللتي تم أستخراجها من حقبة العصر الحجري الحديث و البرونزي في شرقي الجزائر و من ولايتي خنشلة و باتنة وأخرى على الساحل الجزائري، تبين أن المهاجرين الجدد كانو يمثلون نسبة 60% من الرفات و 40% فقط تمثل ذوي الاصول المشتانية العائدة للعصر الحجري الأعلى.

و رغم أن نسبة 60% وجدت انها تحمل صفات و ملامح مختلطة بين أصحاب الرؤوس الطويلة و القصيرة حيث أخذت منحى يجمع بين الأثنين، الأ أن الخبراء قدروا نسبة 10% تعود للعنصر الأرمينيودي و 10% تعود للألبي وقد وجد في مواقع مجياليتية بالجزائر بشكل خاص و أخرى كانت تعرف أنتشار رعي الأبقار و الماشية.

وكما هو معلوم فأن عنصر الأرمينيود ذي الرأس القصير نشأ بالقرب من أرمينيا في جبال الأراراط و زاغروس.. وهاذا يتواكب مع ظهور الهابلوغروب J-M340 اللذي تبين بدوره أنه نشأ في العصر الحجري في أيران في جبال زاغروس في اخر دراسة ADNA منجزة و قد دخل القارة الأفريقية في فترة العصر البرونزي و ربما أواخر العصر الحجري الحديث أيضا.

كما أن عنصر الأرمنيود ينتشر بكثافة في مناطق أنتشار الهابلوغروبين J1 و J2 بالاعتماد على خرائط التوزيع، وقد سجلا معا نسب مهمة في الجزائر وهي كالتالي:

10% عند الرقيبات
19.23% بالجزائر العاصمة
25% بوهران
11.43% بتيميمون 

وكما هو ملاحظ فأن J-M340 خصوصا فرعه J1 ينتشر في الصحراء الجزائرية و تتضاعف نسبته في الشمال، وبأعتبار الصحراء بيئة طاردة، يمكن القول أن الشمال أستقبل هجرات جنوبية ساهمت في تغيير الديمغرافية المحلية وما يعزز هاذا الطرح تواجد هابلوغروبات ذات طبيعة صحراوية و أفريقية جنوب الصحراء ك  E1b1a-M2 وE2 -M75 و R1 -M173 وE1a-M33 ، أذ منطقيا لا يمكن القول أن J1 قدم الى الشمال الجزائري لوحده هكذا...

الخريطة توضح هجرات الرعاة و الرحل من صحاري شرق سوريا و سيناء نحو أفريقيا ابتداءا من الالفية السابعة قبل الميلاد ... ما يوافق انتقال الثقافة الزرزانية من جبال الارارط و زاغروس نحو افريقيا و تحولها لنمط الثقافة القفصية في القارة الافريقية اعتمادا على تأريخ الاحافير و البقايا العظمية و الصناعات التي تعود لتلك الفترة في مغاور و كهوف شمال افريقيا و غرب اسيا. وفق تسلسلها الكرونولوجي



و رغم أن هناك جهات تحاول كل ما في وسعها بتسويقه كسلالة أحادية لما يعرف بهجرات بني هلال و سليم و معقل على مشاريع في Family Tree DNA، فأن هاذا الطرح غير منطقي بالمرة ولا يوجد مايدعمه على المستوى الجينومي او الاركيولوجي و الانثروبولوجي خصوصا في غياب دراسات عن التركيبة الجنومية للقبائل الأصلية (القيسية اليمانية و قبائل الحجاز و السعودية و اليمن) رغم أن هناك دراسات تشير الى أستحالة تتبع الروايات العربو-أسلامية من اساسه.


وبالأعتماد على نتائج التنوع السلالي الذكوري بالجزائر نجد أن السلالة E1b1a-M2 تسجل نسب مهمة :

3,3% عند الرقيبات
10% بوهران
22.86% بتيميمون 

الدراسة أشارت و بكل وضوح أن هته السلالة وجدت بنسب عالية عند زناتة بتيميمون  و ذالك مراده بالأساس الى تواجد الحراتين اللذين ينتحلون مواريث أمازيغية بسبب التمزغ داخل النسيج القبلي لأمازيغ الصحراء الجزائرية بعد كساد تجارة النخاسة و العبيد بأنتشار التمدن و التحضر حيث لم يعد الحراتين عبيدا في مزارع و حقول الواحات كما كان سابقا بل ذابو و أنصهروا في مجتمع أسيادهم من زناتة و صنهاجة بالصحاري الجزائرية.

المثير أن مدينة وهران في الغرب الجزائري تسجل أيضا نسبة 10% لهته السلالة الافريقية جنوب الصحراء، ويكمن تفسير ذالك كون المدينة عرفت هجرات كبيرة من الجنوب الغربي و الصحراوي الجزائري مؤخرا و استقبلت توافد الحراتين عليها بشكل مكثف.

يشار ألى أن وهران كانت تعتبر أكبر مدينة أستيطانية في الجزائر من طرف المعمرين الفرنسيين وكانت المدينة تعتبر مركز صناعي و فلاحي هام أذ تسير مئات الالاف من مزارع العنب لأنتاج الخمر و الزراعات الموسمية و الصناعية.

وهاذا كان يتطلب يد عاملة تم أستقطابها من واحات الصحراء الجزائرية حيث كانت تجربة الحراتين في العمل في حقولها و مزارعها أحدى الاسباب التي شجعتهم الى العمل و الهجرة و الاستقرار بوهران قبل استقلال الجزائر و بعدها.

أما بالنسبة للمفاجئة الكبيرة اللتي حملتها نتائج الدراسة فكانت على السلالة R1 -M173 حيث سجلت معدلات متشابهة بين كل من وهران و تيميمون، الدراسة لم تخبرنا للأسف عن طبيعة التحورات فيمكن أن تكون على الفرع الأوروبي M269 أو الأفريقي V88 أو هما معا وهي كالتالي:

7.50% بوهران
8.57% بتيميمون 

لتزداد الأمور دهشة مع تطابق النسب على هابلوغروبات أخرى يعتقد أنها غير موجودة في أفريقيا نهائيا، كحالة الهابلوغروب Q- M242  اللذي يسجل نسبة تقارب 3% بتيميمون  و 2,5% بوهران، الدراسة لم تحدد على أية فرع ولكن وجدنا ان هته النسبة هي نفسها تقريبا في بعض المناطق الفرنسية خصوصا منطقة الألب.

خارطة أنتشار المعمرين من المستوطنين الفرنسيين بالجزائر و تركزهم في الجهة الغربية للجزائر



حاليا من الصعب القول أن كلا من  R1 -M173 و Q-M242 هو بسبب تزاوج المعمرين الفرنسيين بالجزائريات أو استقرارهم بالجزائر، فعلى ما يبدو فأن هاذين الهابلوغروبين وجدا أيضا في كل من مصر و السودان و ليبيا بنسب مثيرة ومتقاربة، بالتالي يمكن القول أن هاذين الهابلوغروبين لهم امتداد صحراوي شمال أفريقي ماقبل تاريخي (ربما الفترة القفصية)، هاذا أذا أخذنا بعين الأعتبار تواجد العنصر الألبي في الجزائر منذ عصور مبكرة (العصر الحجري الحديث) ويبدو أنه قدم مع المتوسطيين القبليين أي القفصيين وهو حاليا مقرون بالهابلوغروب R1.

هابلوغروبات أخرى ذات طبيعة و أنتشار صحراوي هته المرة وجدت بالجزائر العاصمة محددة في  E1a-M33 بنسبة تقارب 4% و رغم أن أقدم تحورات هته السلالة موجود في كل من الجزائر و المغرب، ألا أن تواجدها الحصري بالجزائر العاصمة وغيابها عن باقي المناطق الجزائرية ماعادا بتيميمون  بنسبة 2.86% ، يؤكد الأتجاه الصحراوي لها.

حركة صعود الرحل الكبار و الرعاة نحو شمالي الجزائر بصفة خاصة كان أمرا شائعا منذ عصور قديمة وحتى يومنا هاذا



أذن وكما يتضح من خلال معاينة نتائج السلالات الذكرية في الجمهورية الجزائرية يتضح بشكل قوي مدى تأثير الهجرات ماقبل تاريخية من الصحراء الأفريقية الكبرى نحو الساحل الشمالي وما يعزز هاذا الطرح تواجد سلالات أمومية ذات طبيعة أفريقية جنوب الصحراء مرتبطة بهجرات الرعاة و سراح الماشية عبر سهوب و مراعي أفريقيا و أوراسيا و ربما تعود للفترة القفصية و البرونزية.
كحال السلالة L3e-mtDNA و فروعها حيث سجلت في الجزائر العاصمة لوحدها نسبة تقارب 20%.

يليها السلالة L2-mtDNA حيث سجلت نسبة تقارب 12% في الجزائر العاصمة وهي في شمال أفريقيا أيضا مرتبطة بتحركات نيوليثية للرعاة و سراح الماشية و الرحل اللذين كانو يجوبون المراعي في أفريقيا بحثا عن الكلأ ومنابع المياه بعد نهاية العصر الجليدي الأخير في المنطقة الواقعة بين السافانا بوادي النيجر و الهضاب العليا.

وبأستثناء السلالات الأمومية الأفريقية جنوب الصحراء، نجد السلالة الأوراسية J-mtDNA تسجل أعلى معدلاتها بالجزائر العاصمة بحوالي 15% و بمعدل وطني يصل الى 4% ، هته السلالة الأمومية مقرونة أيضا بتحركات الرعاة و سراح الماشية بعد نهاية العصر الجليدي خصوصا في الفترة النيوليثية و البرونزية وهي تترافق بنسب عالية أينما وجد الهابلوغروب الأبوي J1 بشكل أخص حيث نجدها بمعدلات مرتفعة في السودان الشمالي ومصر و عند قبائل الهوسا و الشرق الأوسط خصوصا باليمن و أيران أي عند المجتمعات الرعوية المستقرة بشكل أخص.

السلالات الأمومية عند الجزائريين تثير الانتباه فعلا ونسبة 8% للسلالة X-mtDNA .وهي نسبة مرتفعة فرغم ان هته السلالة الأمومية تعتبر سلالة سكان أمريكا الأصليين ألا أنها دخلت ألى أفريقيا في وقت جد مبكر و قبل هجرتها من أوراسيا نحو الأمريكيتين، وقد وجدت بنسب مرتفعة عند سكان واحات الصحراء المصرية الغربية مايشير مرة أخرى و كما أسلفنا الذكر ألى هجرات قفصية صحراوية ماقبل تاريخية مرتبطة بالرعي و الترحال وهاذا يفسر نسبتها العالية في الجزائر.

سلالة أمومية أوراسية أخرى ولو بنسبة أقل وهي W-mtDNA  قادمة ايضا من أعماق أواسيا نحو أفريقيا ويبدو ان حضورها ايضا جد مبكر وعلى العموم فالجزائريون لوحدهم يحتفظون بنسب عالية منها في القارة الافريقية حوالي (1.08%-3.23%).

رعاة الابقار و الماشية في صحاري الجزائر (نقيشات صحراء الطاسيلي) 6000 ألى 4000سنة قبل الحاضر



يشار الى أن تيميمون تسجل أعلى معدلات الأمومة الافريقية جنوب الصحراء بنسبة تقارب 65% تبعتها الجزائر العاصمة بنسبة 38% و 22% لوهران بالجمع بين كل L-mtDNA Sequences.

بطبيعة الحال الدراسة بررت سبب تواجد الأمومية الافريقية جنوب الصحراء بين زناتة بتيميمون وذالك لتواجد الحراتين الممزغين.

صورة جماعية لساكنة تيميمون بالصحراء الجزائرية


في حين لم تذكر شيء فيما يخص طبيعتها في الجزائر العاصمة و وهران، و رغم ان جزء كبير منها يبدو انه قديم و مرتبط الفترة القفصية و البرونزية لرعاة الماشية و الرحل، فجزء أخر يبدو أيضا ظاهريا مرتبطا بنخاسة الأماء من العبيد الزنجيات في الفترة الأسلامية.. ونظرا لغياب دراسة معمقة حول طبيعة التحورات في هته السلالات الأمومية.  يبقى الطرح محصورا بين الرأيين.

خارطة التوزيع اللغوي الحاضر بالجزائر و هو لا يعكس حقيقة الأختلافات الجينية بين كل المناطق فيها 



الدراسة ختمت في أستنتاجها أن الأختلافات الجينية المسجلة بين المدن و التجمعات الجزائرية سواء كانت ناطقة بالأمازيغية او العربية (الدارجة الجزائرية) هي عامة ولا تخص أية تجمع دون سواه، وهي أشارة ضمنية ان ما يعرف بفترة أنتشار الأسلام ليست مسؤولة عن هذه الأختلافات بشكل أساسي أو تأثيرات تاريخية حديثة ولكن هي عميقة و تعود الى فترات ماقبل التاريخ بدليل أن الأختلافات الجينية عند الجزائريين توجد في أماكن بعيدة عن أية تأثيرات خارجية وخصوصا تلك في أعماق الصحراء.

مايفرض الجزم انه رغم الاختلافات الجينية في السلالات الأمومية و الأبوية فهي تعكس أصول محلية قديمة (أمازيغية) بالجزائر، وليس عربية أو أوروبية من جهة الأباء مع هامش للتأثير الأفريقي جنوب الصحراء بسبب ظاهرة النخاسة في الفترة الوسيطية الأسلامية من كلتا الجهتين (الأمهات و الاباء).

 في حين علقت أن الأصول الأوروبية و الشرق أوسطية الحديثة عند الجزائريين لوحظت من جهة الأمهات وليس الأباء و ذالك عبر دراسة ال X-Chromosome، وقد ألمحت ألى أن ذالك راجع ألى أحداث تاريخية معينة وجب على المؤرخين البحث في شأنها (القرصنة والسبي في الفترة العثمانية؟).

مصادر العينات المفحوصة في الجزائر حسب الدراسة بالأحمر


نتائج فحص الحمض النووي للسلالات الذكرية ال Y كروموسوم بالجزائر العاصمةـ وهران ، تيميمون، الرقيبات


lundi 29 août 2016

السلالة والهابلوغروب الأبوي E1b1b1b -M81 في المغرب


في اكبر دراسة جينية في تاريخ المغرب، قام باحثون من فريق متخصص من جامعة أكسفورد و معهد باستور بالرباط وكلية العلوم بالجديدة بتحليل نتائج فحص الحمض النووي لأكثر من 295 عينة من المناطق الأمازيغية بالمغرب أنطلاقا من الريف الشمالي حتى سوس و الأطلس الصغير. 

النتائج سجلت معدلات قياسية للهابلوغروب الأبوي E1b1b1b -M81 بالمغرب وهو المعروف بالمركر الجيني الخاص بالامازيغ، حيث ناهزت عند أمازيغ الريف مايقارب ال80%، وعند أمازيغ الأطلس 89,1% وعند أمازيغ سوس و الأطلس الصغير 98,5%

الدراسة سجلت غلبة الفرع E1b1b1b2-M183 في كل العينات بنسبة  65.1% ألى  83.1% في حين سجلت غياب للفروع E1b1b1b1-M107 و E1b1b1b2a-M165 ، مع تسجيل كثيف لحضور الباسال *E1b1b1b -M81.

ما يدل بشكل واضح ان هاذا الهابلوغروب نشأ في مرتفعات الأطلس في منطقة ما بين سوس و الريف ومن المرجح (الأطلس المتوسط) بسبب تواجد ال Basal في تلك المنطقة بنسب مهمة وفي الصورة أسفله خطوط أنتشار السلالة M81/M183 وخارجه.



خارطة توزيع و نسب E1b1b1b2-M183 بالمغرب اعتمادا على الاصول المحلية بدون اعتبار ال Rural Exodus أو الهجرات القروية و الدياسبورا نحو المدن الكبرى وذالك بالجمع مع بيانات و نتائج لدراسات سابقة. 



ماعادا النتائج، ففريق البحث لم يشر الى معطيات أخرى سوى لدراسات سابقة في حين أشارو الى عدة تعليقات منها تعليق (Bosch et al. 2001) حول أن السلالة E1b1b1b -M81 لها أصول تعود للعصر الحجري العلوي.

وما يعزز هاذا الطرح، الحساب الجديد لتاريخ النشأة لعمر M81-/V257 اللذي يصل حاليا الى 25 ألف سنة قبل الميلاد وأكثر، حيث يبقى هاذا المركر المرشح الاقوى للصفة الجينية الذكرية للايبروموريزيين اللذي عمروا المغرب قبل 40 ألف سنة حتى 10الاف سنة قبل الميلاد مايوافق العصر الحجري الأعلى (Paleolithic Era) وفق دراسة Trombetta et al 2015، اللتي عززت المعطيات بأكتشاف التحور E-Z827 اللذي يعتبر الجد الجامع ل M81 و أب V257/L19 مع ترشيح لأصول شمال أفريقية أمازيغية بنسبة 70% مع تأكيد مدعم أن  V257/L19 هو مركر شمال أفريقي أمازيغي بنسبة 100%.

وذالك خلافا لدراسات سابقة ك (Arredi et al. 2004) و (Semino et al. 2004)  اللتي كانت سابقا قد رجحت أن عمر  E1b1b1b -M81 لا يتجاوز 5600سنة اللتي لم تشر ألى أية تفاصيل فيما يخص التحورات او نسبها.

الترسيم السلالي لمشجرة السلالة E1b1b1-M35 بدون أحتساب تحورات حاسبات Z. و العمر الجديد التقريبي للسلالة E1b1b1b -M81 مشار أليه بالأصفر داخل المخطط (25.0 = 25.000 ألف سنة ق.م)
 وفق دراسة Trombetta et al 2015



وبهذه الدراسة ترتفع معدلات الهابلوغروب المتوسطي و الخاص بشمال افريقيا E1b1b1-M35.1 بالمغرب لتصل سقف مافوق التسعينات بالمئة، وبالتالي تجعل من المغرب أكبر دولة في العالم تمتلك معدلات قياسية للهابلوغروب E1b1b1-M35.1.

يشار الى أن مجموعات أمازيغية أخرى خارج المغرب لها نسب مهمة ل E1b1b1b -M81 كأمازيغ تونس حيث تصل عندهم لنسبة 100% و أمازيغ المزاب بالجزائر بنسبة 80% و امازيغ مالي بنسبة 80% و قبائل الرقيبات بنسبة 80% ألخ .. 


dimanche 28 août 2016

أليس روبرتس و سقطة Oase 2 بالفيديو و الصور


لم تكن تعلم أليس روبرتس Alice Roberts مقدمة برنامج  "رحلة الانسان المذهلة" (The incredible human journey) على ال BBC سنة 2009، أنها سترتكب جملة من الأخطاء كادت ستعصف بمسيرتها العلمية و مصداقيتها الأكاديمية و البحثية في ميدان علم الأنثروبولجيا و التشريح.

ففي أحدى الحلقات قامت بأذاعة مقابلة مع مرمم الرفات الجمجمية Richard Naive، تناولت فيها ترميم جمجمة Peştera cu Oase 2  من رومانيا، واللتي يقدر عمرها ب 40ألف سنة قبل الميلاد واللتي يبدو من الوهلة الأولى أنها تعود لأمرأة -رغم انه صعب تحديد ذالك - مع عدم تكامل باقي الرفات الأخرى المحددة لنوع الجنس... 

لكن المشكلة هي في الترميم  اللذي أنجزه Richard Naive حيث قدم فيها شكلا يجمع بين العنصر الزنجي الكنغولي و الخوزاني  بأعتباره أول أوروبي من جنس الأنسان العاقل بحسب أعتقاده.

بطبيعة الحال، لم تنتبه أليس روبترس للموضوع الا بعد فوات الأوان وبعد أذاعة الحلقة، حيث أنهال عليها وعلى المرمم سيل من الأنتقادات داخل أوروبا و خارجها و أتهمت المرمم بشكل خاص بتسويق أجندة سياسية و أيديولوجية تصب في صالح ال Afrocentrism.

 وفيما أختارت أليس روبرتس الصمت... تناولت عدة مواقع تعنى بالدراسات الأنثروبولجية هاذا الموضوع، و أبرزت أهم النقاط اللتي تغافلها المرمم نايف ريتشارد و أليس روبرتس.

 اولها هو أن الطفرات الخاصة بلون البشرة و لون الشعر و العيون تبين جينيا أنها ظهرت لأول مرة قبل 80ألف سنة قبل الميلاد و ربما أقدم من ذالك بكثير، وهاذا ما لم يتم أخذه بعين الأعتبار من طرف المرمم و مقدمة البرنامج.

فمادام الأنسان الأوروبي الأول قادما من أفريقيا فأركيولوجيا و كما هو معروف شمال أفريقيا كانت مأهولة سكانيا مع أستمرارية بشرية مقدرة بين 200ألف سنة ألى 80ألف سنة (الرفات العاترية) ، يليها توالي استمراري للثقافة الأوشتاتية مقدرة بين 60ألف سنة الى 1000 سنة قبل الميلاد، وهو مالم يتم أخذه بعين الأعتبار، في حين الأستمرارية البشرية في أفريقيا جنوب الصحراء شبه منعدمة.

لون البشرة، من أكبر المشاكل اللتي يتغافل عنها المرمم خصوصا بالنسبة للرفات البدائية وتلك القادمة من أفريقيا، فشمال أفريقيا تتعرض لوابل من الأشعة الفوق البنفسجية تحفز خلايا البشرة على التفتح وليس نحو التسمير. 

كما أن المناطق الأستوائية المحفزة على تسمير البشرة وخلال عصر البليستوسين كانت أبعد كثيرا عن تلك الحالية لأن محور الأرض كان أقل ميولا من يومنا الحاضر، حيث أمتدت الصحراء الافريقية الكبرى الى ضعف حجمها حاليا

وكانت تشكل حاجزا طبيعيا يمنع أية هجرات محتملة من البيئة الحارة الأستوائية المشبعة بالرطوبة مايدفع البشريات البدائية الى تكوين أنوف جمجمية على شكل دائرة لأستنشاق أكبر كمية ممكنة من الأوكسجين.

وهاذا الأمر غير موجود في الحفرة الأنفية لجمجمة Oase 2 حيث يتخذ شكل مثلث مايدل على تأقلم صاحبها في بيئة باردة لا تحتاج لتنفس كميات أوكسجين كبيرة بل تسعى لتقليصها .

مقارنة الجماجم الأوروبية الحديثة مع جمجمة Oase 2 و تطابق السمات التشريحية



مقارنة جمجمة Oase 2 بالجماجم الزنجية الكونغولية و أختلاف السمات التشريحية


بل والمشكلة انه حتى قومية الخوزان أي الصان في جنوب أفريقيا و ناميبيا، واللتي كان والى وقت قريب يعتبرها بعض المرممين مرجعا في تشكيل رفات قديمة، تبين أن بشرتهم ليست داكنة كما صورها Richard Naive في أسقاطه الفني على Oase 2.

البشرة الفاتحة للصان الخوزان



وعلى العموم، فأن ردة فعل Richard Naive بعد توارد الأنتقادات كانت متحفظة .. 

فقد برر عمله بالقول أن خبرته هي من أسعفته و أنه أعتمد على فهمه البسيط للمفاهيم الأنثروبولوجية الشائعة ولم يكن له خيار في الدخول في أدق التفاصيل لغياب باقي المعطيات (كتحاليل الحمض النووي)، معللا قوله  أن الجمجمة تمتلك فكاك كبيرة  بالتالي فهي بدائية تشبه تلك الأفريقية وبما أن أفريقيا هي أم البشرية و عليه فأن أوائل البشر يشبهون كل الأعراق في العالم و يجمعون بين خصائصها كلها ولكن كانو أفارقة (أشارة ضمنية بأعتقاده أن الأفارقة مجرد زنوج) رغم أنه صرح بذالك في مقابلته مع أليس روبرتس.

ثم ليعود و يعترف بعد ذالك قائلا أن جمجمة Oase 2 تشبه الأوروبيين المتأخرين و من سبقهم

لكن على مايبدو فأن Richard Naive تغافل عن نقطة مهمة وهي أن الأوروبيين الأوائل أمتلكوا فكاك كبيرة ولكن شبيهة بتلك عند النيادرتال، فالبشر الأوائل من الأنسان العاقل كانو يشبهون النيادرتال أكثر من أي جنس أخر وهو ربما ما لم يؤخذه Richard Naive و Alice Roberts بعين الأعتبارأو تغافلوه، وما يدعم هاذا الطرح هو نتائج فحص الحمض النووي لرفات Oase 1 حيث وجدت بها نسبة 6%-9% لأسلاف و جينات نيادرتالية.

وقد أشارت أليه المتخصصة (Cidália Duarte, et al. (1999 في أن Oase 2 و Oase 3 و Oase 1 كلهم يمتلكون ملامح بدائية تشير الى اختلاط وقع بين النيادرتال و الأنسان العاقل، وأن ذالك ليس مراده ألى أنها جماجم زنجية أفريقية.

نتائج الحمض النووي أيضا ترفض بشكل قطعي أن يكون Oase2 أفريقيا فشقيقه Oase 1 ظهر على السلالة الأبوية الأوراسية F و السلالة الأمومية الأوراسية N، وهته المركرات الجينية لم تنشأ بأفريقيا جنوب الصحراء على أقل تقدير كما لا توجد فيها نهائيا.. 

بالأضافة لذالك فأن أقدم الجماجم اللتي تشبه الزنوج حاليا هي محدودة و أشهرها Asselar بمالي و المقدر عمره ب6000الف سنة كما أن أولى المروفولوجيات الشبيهة بالزنوج لم تبدأ بالظهور الأ قبل 12الف سنة وذالك ما أثبتته أحفورة Iwo Eleru بنجيريا.

ما يجعل Richard Naive و Alice Roberts في موقف جد محرج، لأنهما جزما أن أوائل الأوروبيين من الأنسان العاقل قدموا من أفريقيا و خصوصا من بيئتها الحارة المشبعة بالرطوبة بأعتبارهم زنوج بدون تقديم أية أثباتات مؤكدة ماعادا ترميم جمجمي تبين أنه سياسي وليس علمي.

وعلى العموم و رغم أن هته الواقعة العلمية حركت مياها راكدة داخل المجتمع العلمي المعني بدراسة الأنثروبولجيا و الأحافير، فأن كثيرا من المتخصصين نبهوا الى ضرورة تصحيح المفاهيم  فرغم مرور 7 سنوات مازالت بعض البرامج الوثائقية تكرر نفس الأخطاء خصوصا فيما يتعلق بترميم الرفات القديمة اللتي تعود للعصور الحجرية القديمة و تلك المرتبطة بالقارة الأفريقية.

حيث أصبح الألحاح شديدا على تقديم بيانات الحمض النووي لدراسة الطفرات المرتبطة بلون الشعر و العيون و البشرة كما حصل مع رفات La Brana الأسبانية و Motala السويدية مع التأكيد على تحديد السلالات الذكرية ال Y-DNA و الأمومية ال mtDNA.

فيديو أظهار مغالطات Richard Naive و مداخلة Alice Roberts 


samedi 27 août 2016

ما الذي يجري في منتديات الحمض النووي العربية ؟


تفتقد الكثير من مواقع و منتديات الحمض النووي العربية للمصداقية و الشفافية في تعاطيها لقراءة الدراسات الجينية و نتائج تحاليل فحص الحمض النووي للسلالات، فأغلب مسييرها من دول الخليج، خاصة الامارات و السعودية و الكويت و قطر، ويطغى على عملهم العصبية الدينية خصوصا فيما يعرف بتحديد "السلالة الأبراهيمية'' بحسب معتقداتهم.

لذالك نجد أغلب المواضيع مخصصة فقط للطعن في أنساب بعضهم البعض بمسميات قبلية تعود لتراث النسابة الشفهي، ففي هته المنتديات كل السلالات البشرية هي عربية بداية من J1 و J2 و T1 و R1b و A3b و E وB2 و L و R1a و G2a و G1 و Q الخ الخ... 

السبب راجع بالأساس لخوف مسيريي هته المنتديات من تفشي ظاهرة الطعن و التشكيك في القومية العروبية و الاسلامية القريشية، رغم أن ذالك التخوف لم يمنع من بروز أنقسام حاد بين مدراء مشاريع الفحص و المنتديات، فكل منتدى يسيره خليجي يقع على سلالة معينة يعتقد انها هي العربية و الاخريات عربيات بالحلف ومعناه أنها تنسب نفسها للعروبة كثقافة.

وهاذا راجع بالأساس لغلبة تيار مناصري السلالة J1 في هته المنتديات و اللذين عملوا بجد لانتقاء اصحاب المواريث اللتي يرون فيها انها "عربية قحة" وليست شعوبية، وبحسب مصادرنا ومنذ انطلاق و ظهور هته المواقع و المشاريع العربية على FTDNA، قام هؤلاء بفحص مئات العينات و هناك شكوك تحوم حول ما يقارب ال 3 الاف عينة منتقاة من دول الخليج و شمال افريقيا و العراق و الشام و تركيا و اسبانيا و ايطاليا الخ ... 

ولم يتم الاعلان سوى على بضع عشرات و الاخرى تم اخفائها و اقبارها لان نتائجها كانت صادمة ولم تخرج على السلالة المراد ايجادها تارة تحمل اسماء دول او مناطق جغرافية او قبائلية و عشائرية.

ومنذ أكثر من ست سنوات (تاريخ مغامرة الخليجيين في تحديد سلالة الرسول عبر فحص الحمض النووي)، تغيرت الكثير من الامور فقد أنسحب كثير من مدراء هته المنتديات و المشاريع بعد توالي خيبات الأمل و الوصول الى الباب المسدود، بسبب رؤية خاطئة منذ البداية أعمتها العصبية العقائدية و الايديولوجية المبنية على النسب الشريف و تراث القيل و القال.

بالنهاية، لم يستطع مسيروا هته المنتديات و مشاريع الفحص الى الوصول أية نتيجة تذكر او الى القيام بدراسة علمية منهجية خاضعة لشروط و ابجديات فحوص الحمض النووي البعيدة من اية تأثيرات عقائدية أو فكرية، او الخروج الى أستنتاج معزز بالعينات مع اسماء اصحابها و أرقامها و دراسة معمقة للتحورات و غير ذالك.

بل كل ما هناك، شلل شبه كلي يعم هته المواقع واللتي تنم عن قلة حيلة مع كثير من التعصب للذات بدون أية أثباتات تذكر.


vendredi 26 août 2016

أعادة أحياء أسلاف الأمازيغ الى الحياة بعد أكثر من 25ألف سنة قبل الحاضر (المشتي الأفلي)


الإيبيروموريزيون، كرومانيوم المغرب، الوهرانيون أو الأوشتاتيون ، المشتانيون (بالإنجليزية: Ibero-Maurusian) أو المشتي الأفاليون Mechtoids نسبة الى موقع مشتا أفالو بمنطقة القبائل بالجزائر اللذي أكتشفت به رفات مؤرخة بحوالي 25الف سنة قبل الحاضر في سنة 1967،  

هي كلها مصطلحات أنثروبولوجية و أركيولوجية تطلق على أسلاف الأمازيغ الحاليين اللذين عمروا ساحل شمال افريقيا و المغرب الكبير حتى مالي جنوبا و ألى  أسبانيا و جنوب فرنسا شمالا، في الفترة بين العصر الحجري القديم العلوي والعصر الحجري الوسيط حوالي 20.000 إلى 10.000 سنة قبل الحاضر.

لكن هاذا التأريخ الأن، يصعد بين الفترة 60الف الى 40ألف كأقصى حد ألى حدود 3000 سنة قبل الحاضر بسبب تواتر نتائج فحص الحمض النووي لرفات تافوغالت الايبرومورزية و تأكيد استمرارية التواجد الايبرومورزي في موقعي الحطاب  I و II حتى حدود الالفية الاولى قبل الميلاد بالاضافة الى تطابق السمات المرفولوجية للرفات الجمجمية للعصر النيوليثي و تلك ما قبلها و ما بعدها كحالة موقع كهف الحلوف نواحي مكناس بالمغرب و مواقع أخرى لها تراتبية أحفورية على صعيد الطبقات ما يكشف عن استمرارية محلية و تطور للثقافة و الصناعة الحرفية لنفس المجموعات البشرية في نفس المواقع وهو أمر شائع.

بعض من المواقع الأحفورية لأنسان الكرومانيوم بين أوروبا و شمال أفريقيا العائدة للعصر الحجري العلوي



بينما تعتبر الثقافة القفصية النيوليثية أمتداد طبيعي لنفس الجنس البشري وهو الايبرومورزي اللذي عمل على تطوير تقافته بصناعة الفخار و السلال و رؤوس السهام ألخ... وقد أمتدت هته الثقافة في عموم شمال أفريقيا ماعدا المغرب حيث طغت عليه الثقافة المشتانية الأولية (الايبرومورزية).

أمتداد الثقافة القفصية و المشتانية الايبرومورزية في الفترة النيوليثية



تمت أعادة أحياء شكل الأنسان المشتي الأفلي من طرف فريق من المتخصصين بأشراف من Elisabeth Daynes وبتعاون مع Jean Noel Vignal و عمل ل Djillali Hadjouis. (الصورة اعلى المقال)

معرض صور ترميم جمجمة مشتي أفلي 



يشار ألى أن جمجمة الإنسان المَشْتِيّ الأَفَلِيّ المكتشفة بمنطقة القبائل الجزائرية تشبه في كثير من تفاصيلها و تضاريسها الجمجمية تلك الموجودة لرفات الكرومانيوم بجنوبي غرب فرنسا، وأيضا تلك باسرائيل العائدة للفترة الهولوسينية.

خصوصا الجماجم النوطفية واللتي خضعت رفاتها الى تحليل فحص الحمض النووي و خرجت نتائجها علي السلالة E-Z830 وهي السلالة الشقيقة للسلالة الأمازيغية V257/L19 ، وهما تنحدران من السلالة الشمال أفريقية الأمازيغية E-Z827، مما يشير بدون أدنى شك ألى أمتداد مبكر للأمازيغ في ربوع شمال أفريقيا من الشام بالقارة الأسيوية حتى جنوبي أوروبا قبل حوالي 20ألف سنة قبل الميلاد كأقل تقدير.

كرومانيوم جنوبي فرنسا بعد أعادة أحيائها 





نتائج تحاليل فحص الحمض النووي للشعب الفلسطيني


في دراسة جينية حديثة على السكان الفلسطينيين العرب المسلمين و المسيحيين من اسرائيل و أراضي السلطة الفلسطينية و حركة حماس ( الضفة الغربية و قطاع غزة)  تم نشر نتائج تحاليل فحص الحمض النووي  لسلالاتهم الذكرية من جهة الأباء و تمت مقارنة النسب فيما بين المجموعتين المسيحية و المسلمة لفهم الأختلافات عند أسلاف الفلسطينيين و أصلها.

يذكر أن مجموع العينات التي استخدمت في الدراسة كان 44 عينة فلسطينية مسيحية و 119 عينة فلسطينية مسلمة.

وهذه هي نتائج تحاليل فحص الحمض النووي للY كروموسوم الخاص بالسلالات الأبوية عند الفلسطينيين


و يلاحظ مثلاً ارتفاع نسبة السلالة J1 لدى المسلمين مقارنة بالفلسطينيين المسيحيين، وكما هو معروف فأن السلالة J1 أكتشفت بنسب مهمة عند بدو النقب و سيناء بنسب تصل الى حوالي 65%، و رغم أنه لم نستطع تحديد ألى أي الفروع تنتمي أغلب النتائج الفلسطينية، ولكن بالاعتماد على قاعدة بيانات دراسة Chiaroni et al 2010 يمكن القول أن أغلبها خارج  J1a2b2a-L222.2 بحيث فقط 33% من J1 عند الفلسطنيين تنتمي للفرع  (L147.1 (J1a2b2، مايعني أصول زاغروسية أيرانية قادمة من العصر البرونزي المتأخر وهو ماتسانده نتائج رفات العصر البرونزي في عين الغزال بالأردن (هجرة رعاة الماشية الهندو أريين نحو كنعان أبان أزمة العصر البرونزي).

وخلافا لذالك، نجد أن  السلالة E1b1b لدى المسيحيين مرتفعة مقارنة بالمسلمين، السلالة  E1b1b في الشام هي الأقدم أطلاقا وقد وجدت في معظم نتائج فحص الADNA للرفات النوطفية في العصر الهولوسيني و الرفات الغاسولية والهارفية للعصر النحاسي بالهلال الخصيب.  كنا قد تناولناه في موضوع سابق في موقعنا وهو على الرابط التالي

غير أنه لم نستطع معرفة أية فروع للسلالة  E1b1b يقع فيها المسيحيون من الفلسطينين و المسلمين وبالنظر الى نتائج فلسطينية على FTDNA و 23andme يمكن القول أنها متنوعة بين أصول مصرية و أمازيغية تنحصر بين الفرعين M78 و M81 ثم يليها الفرع M34 المنحدر من M123 وهو الأن ينظر كهابلوغروب نوطفي و شمال أفريقي في أن الوقت ويصعب التفريق بينهما وبسبب أن معظم تفريعاته الحالية هي موجودة في القرن الأفريقي حتى أفريقيا الجنوبية واللتي  انتشرت في العصر البرونزي و ينظر أليه ك هابلوغروب الشعوب السامية الأصلية خصوصا على فرعه M34.

حاليا فأن الفرع  E1b1b1c1-M34 بصفة عامة مقدر بحوالي 3,4% عند الفلسطينيين، مايعني أن معظم الفلسطنيين حاليا لا ينحدرون من كنعان أو العموريين او العبريين الأوائل أو الشعوب السامية الأصلية عبر جهة الأباء أي أنهم بيولوجيا أنقرضوا و أضمحلوا منذ فترة أزمة العصر البرونزي.

 و ما يلاحظ أيضاً، هو تواجد السلالة I بفروع عديدة لدى الفلسطينيين المسلمين و انعدامها لدى الفلسطينيين المسيحيين. مايشير ألى تأثير أورو-أناضولي و كردي.. كما نجد نسبة مهمة للسلالة G2a وG1a عند المسيحيين وقد تكون ربما بسبب الأرمن أو الهندو أريين  من طوائف مسيحية شرقية كالنسطوريين و جماعات أخرى أعتنقت مفاهيم مسيحية كالزرادتشيين و غيرهم كثير.

ثم نلاحظ نسب متقاربة للسلالة J2 بفروعها الأرية الأيرانية و الأناضولية مع سلالات اخرى ك R1b و R1a و T تقريبا بنفس النسب عند كلا الطائفتين، مايشير الى تأثير فارسي و أوروبي  وأناضولي و هندو أري ومايعزز ذالك تواجد الهابلوغروب H الخاص بالغجر الهنود وهو مركر يدل على هجرات الغجر مع الأريين انطلاقا من الهند نحو غرب أوراسيا. نفس الشيء نجده مع السلالة البلوشية الأيرانية L اللتي توجد بنفس النسب عند كلا من المسيحيين و المسلمين الفلسطينيين والمرافقة للهجرات الأرية.

وأخيرا والمثير للانتباه فعلا، هو تواجد سلالات خاصة بالمغول و التركمان وهي السلالة C3 و Q بنفس النسب تقريبا، مما لا يدعو للشك تأثير الغزو المنغولي على عموم الشرق الأوسط و تزاوج النساء الشرق أوسطيات مع جنود هولاكو و جنكيز خان و أل عثمان.

مفاد الدراسة يبدو شاملا و يعطي فكرة واضحة عن أسلاف الفلسطينيين، في أنتظار ظهور نتائج فحص مقبرة عسقلان الفلستينية على ناشيونال جيوغرافيك واللتي ستكشف الكثير من التفاصيل المهمة حول تاريخ الاستيطان في بلاد كنعان عبر التاريخ.

jeudi 25 août 2016

نتائج تحاليل فحص الحمض النووي لقبائل الرقيبات في الصحراء الغربية لشمال أفريقيا


في دراسة جينية حديثة عن ساكنة دولة الجزائر، نشرت نتائج متعددة لعدة مناطق و تجمعات قبلية و سكانية في البلاد كان أبرزها تلك المتعلقة بقبائل الرقيبات في الجنوب الغربي للجزائر، و قد أحدثت نتائج فحص الحمض النووي لقبائل الرقيبات نواحي تيندوف هزة سياسية كبيرة قد تقلب الكثير من المسلمات خاصة فيما يتعلق بالمسألة الثقافية و الهوياتية و الأجتماعية لسكان الصحراء المتنازع عليها بين المغرب و جبهة البوليساريو.

النتائج أظهرت من دون أدنى شك، أن قبائل الرقيبات وخلافا لما تروجه عن نفسها سواء أعلاميا أو تراثيا كونها قبائل تنحدر من الشرفاء الأدارسة من جهة و من جهة أخرى أنها قبائل حسانية تنحدر من أصول مشرقية من بني معقل و سليم، تيبن أنها لا تمت لتلك الأدعاءات بأية صلة.

فزهاء أكثر من 80% من رجال قبائل الرقيبات ينحدرون من أباء أمازيغ مباشرة حيث يطغى عليهم الهابلوغروب الأمازيغي E1b1b1b -M81 حيث اعلى النسب العالمية له تسجل عند أمازيغ المغرب و تونس و الجزائر (بين 80% ألى 100%).

والنسبة ترتفع الى 85% باحتساب الباسال E1b1b1-M35، الموجود في أمازيغ المغرب بنسب مهمة مقدرة بين 3% ألى حدود 10%.

جدول نتائج فحص الحمض النووي للسلالات الذكرية عند الرقيبات (معلمة بالأصفر)


ثم يليها الماكرو- الهابلوغروب (J -M304 (xJ2 ، بنسبة 10%  بدون تحديد لأي فرع مع أحتمالية متوقعة ل J2 وهو مايعتبر مفاجئة غير متوقعة، وجدير بالذكر ان J2 وجد عند قبائل صحراوية في السودان و الجزائر و ايرتريا و اثيوبيا لها أصول ليبية أمازيغية قديمة، وهو ما يرجح أنها مرتبطة بأصول ليبية من برقة Cyrenaica  تعو لفترة نهاية العصر البرونزي في شمال أفريقيا، عندما نزل جزء من شعوب البحر على ساحل برقة و اختلط بأمازيغها فبدئوا باكتساح الصحاري الافريقية فيما يعرف بتوسعات الجرمنت اللتي كانت تشن حرب أبادة في حق الصيادين من الزنوج البدائيين قبل ان يختلطو معهم بحكم السبي و تجارة الرقيق. أو ربما بسبب انتشار ثقافة السيراميك الكارديالية و رعاة السهوب من أوراسيا نحو أفريقيا فيما بين العصر النحاسي و البرونزي.

وما يدعم هاذا الطرح كون بعض المصادر تشير أنه في القرنين الثاني والثالث أحدث الاجتياح الروماني لمناطق شمال إفريقيا خللا في التركيبة الديمغرافية لسكان الصحراء الغربية (المغربية)، حيث قدمت من صحراء ليبيا ومناطق الشمال قبائل صنهاجة وزناتية الأمازيغية واستقرت في الصحراء الغربية (المغربية).

السلالة M81 ظهرت في جبال الأطلس المتوسط بسبب تركيز الBasal خاصتها في تلك المنطقة بنسب عالية و توسعت فيما بعد نحو الجنوب و الشرق أنطلاقا من شمال المغرب
 ( هجرات قبائل صنهاجة و زناتة الأمازيغية)



ثالت أهم نسبة وجدت عند الرقيبات هي للهابلوغروب E1b1a-M2 بحوال 3,33% وهو خاص بأفريقيا جنوب الصحراء و التجمعات النيجرو-كاردوفانية ما يعتبر أشارة الى تواجد طبقة للعبيد من الزنوج ذابت و انصهرت في النسيج القبلي للرقيبات من جهة الأباء.

وأخيرا الهابلوغروب R1b بنسبة 1,67%، وهو أيضا يعتبر مفاجئة فبعيدا عن السواحل اللتي من المفترض انها شهدت احتكاك أوروبي أمازيغي.. نجد هته السلالة في أعماق الصحاري الافريقية، مايدل انها كانت في شمال أفريقيا على الأقل في العصر البرونزي ويمكن ربطها بتوسعات الجرمانت أو تحركات رعاة السهوب القادمين من أوراسيا مع بدايات العصر البرونزي أو بسبب توسع مفترض للثقافة الكارديالية في صحاري افريقيا في فترة العصر النحاسي بما يعرف بتوسعات المزارعين الأوروبيين الأوائل.

وبالنسبة للأسلاف الأمومية عند الرقيبات، فتقريبا مثلت الأمومة الأفريقية جنوب الصحراء نسبة 26% من مجموع الأمهات بينما البقية أي 74% هي نسب خاصة بالأمومة الأمازيغية المعرفة بالغرب-أوراسية. والعجيب فعلا أن الأمهات من السلالة الراقية HVII Sequences تشكل نسبة 36% وهي مقاربة لنسبها عند الناطقين بالدارجة بالمغرب، و أقل بقليل عند الأمازيغ اللذين تتراوح نسبتها عندهم بين 40% الى مافوق 60%.

ثم تأتي الأمهات الأمازيغيات العتيقات الممثلة في السلالة U6 و U5، حيث سجلت نسبة في حدود 10% وهي تقريبا نفس نسبتها عند أمازيغ المغرب و تقارب المعدل الوطني. للأشارة أعلى نسب هته السلالة وجدت عند أمازيغ المزاب بالجزائر و أمازيغ الريف و الأطلس بالمغرب.

ثم سلالات أمومية أخرى عتيقة بشمال أفريقيا من قبيل M1 بنسبة 2% منتشرة بشكل أخص في الجزائر و مصر.

ثم السلالة R0a   بنسبة 8.33% و(9.26%; 0.93%  R0a1a)  وهي من اعلى النسب في العالم وتوجد بنسب عالية في القرن الافريقي، يقال على أنها ظهرت بالجزيرة العربية في اواخر العصر الجليدي (لا توجد دراسات معمقة في موضوع هته السلالة).

والبقية على نسبة مختلفة و ضعيفة لكل من J و T , K و N وU لا تتجاوز في احسن الأحوال 1%، وهي كلها سلالات أمازيغية أيضا بتحورات شمال أفريقية خاصة في معظمها و عتيقة. و تعرف بأنها 'غرب-أوراسية'.. كانت في شمال أفريقيا قبل 40الف سنة قبل الميلاد.

أذن وكما يتضح من خلال دراسات طبيعة الهابلوغروبات الأمومية و الأبوية عند قبائل الرقيبات فيتضح بدون أدنى شك، ان أصولهم أمازيغية بشكل واضح مع هامش محصور بين 25% ألى 15% يرجع لتأثيرات من العصر البرونزي المتأخر بشمال أفريقيا و تجارة الرقيق للعبيد الزنوج من العصر الوسيط الأسلامي.

في حين لايوجد منفذ لأي أدعائات من قبيل ان الرقيبات و قبائل الصحراء الغربية ( المغربية) هي عربية او مشرقية.. 

عينات الرقيبات في الجنوب الغربي للجزائر كما هو مشار أليها في الخارطة





mercredi 24 août 2016

السلالة الجينية للأسرة الملكية السعودية، أل سعود


على مايبدو فأن السلالة T ليست حكرا فقط على سلالتي أل الصباح و أل خليفة كما أسلفنا ذكره سابقا في موضوع نشرناه عن نتيجة فحص تحليل الحمض النووي للأسر الحاكمة لدولتي الكويت و البحرين.

فأن عينة أخرى من أسرة آل سعود بالبحرين، تمت بقرابة لأسرة آل سعود بالمملكة العربية السعودية، و يدعون ب آل سعود البحرين، وهي معنونة ب Saud Bahrain

 رقم العينة M7684، على السلالة T1.

و بحسب بلجريف Belgrave  (و هو مؤرخ مهتم بأصول سكان الخليج)، فإنه قال: إنها ترجع لأسرة من الدرعية و هي تشترك مع ذات الأصول مع العائلة الملكية بالعربية السعودية.

ثم إن فحوصات فاميلي تري دي إن إيه توحي بصلة جينية بين نتائج الأسر الحاكمة للبحرين و الكويت و السعودية، و التي توارثت مكانتها بأقتدار، و الصلة بينهم صحيحة بنسبة 99%. 


وقد حاولنا الاستفسار عن صاحب العينة و سبب عدم ذكرها من طرف مدراء مشاريع الحمض النووي العربية، ولكن على مايبدو هناك نفي بشأنها و بشدة، رغم أنهم لا يتوانون عن القيام بفحص الألاف من الخليجيين من ذوي المواريث الملكية أو الأميرية أو الشريفة ومعظم النتائج يتم أقبارها و أخفائها اذا ام تكن على السلالة المرغوب فيها عندهم وهي J1 وخصوصا على الفرع   J1a2a المعرف بL222.2

يشار الى أن ، السلالة T نشأت في جنوب أسيا مابين غرب أوراسيا و جنوبها، (الهند و باكستان)، بحسب  (Underhill et al. 2001a).

مع العلم أن تواجد السلالة T في القارة الأفريقية أقدم بكثير من تواجدها بسلطنة عمان والجزيرة العربية وتقدر فيها بعمر تقريبي يصل الى 14الف سنة قبل الميلاد بينما في الجزيرة بأقل من 1600 سنة (Underhill et al. 2001a) .

باقي التفاصيل عن سلالة أل صباح و أل خليفة في هاذا الرابط

lundi 22 août 2016

بالصور والفيديو ... مومياء فرعونية تعود للحياة بعد 2000 عام


تمكن فريق من العلماء بجامعة "ملبورن" الأسترالية من إعادة ترميم مومياء لوجه امرأة فرعونية، يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عاما، وإعادتها إلى الحياة باستخدام التكنولوجيا الحديثة، وذلك وفقا لما ذكرت شبكة ABC الإخبارية.

جدير بالذكر أن الباحثين والخبراء القائمون على عملية إعادة الترميم، لا يعلمون سوى القليل من المعلومات عن تلك السيدة، التى يطلق عليها اسم "مريت آمون"، والتى يعتقد الخبراء أنها توفيت فى سن مبكر، يتراوح ما بين 18 إلى 25 عاما.

وأشار العلماء إلى أن عملية إعادة الترميم كانت بمثابة بوابة إلى الماضى والحياة فى مصر القديمة.

ويشار إلى أن مومياء "مريت آمون" كانت موجودة ضمن مقتنيات جامعة "ملبورن" منذ أكثر من 100 عام، ولا يعلم أى من الموجودين كيفية وصولها إلى هناك، فوجودها بمثابة لغز.

وأقدم العلماء على عملية إعادة الترميم عندما قاموا بفحص المومياء للتأكد من أنها محفوظة بشكل جيد، وبالفعل كانت فى حالة جيدة تسمح بإعادة ترميمها والتعرف على هيئتها الأصلية؛ ومن أبرز التقنيات التى قاموا باستخدامها الطباعة ثلاثية الأبعاد والأشعة المقطعية، فضلا عن الاستعانة بالعلوم الشرعية والفنية للتعرف على ملامح الوجه الأصلية.



والآن وبعد أن تمكن العلماء من إعادة ترميم الوجه والتعرف على شكل "مريت آمون"، فسوف يعملون خلال الفترة القادمة على كشف المزيد من المعلومات عن حياتها، كالمكان والفترة الزمنية التى عاشت خلالهما، وأسباب وفاتها فى سن صغيرة.

ويذكر أن العلماء قد اكتشفوا بالفعل أن "مريت آمون" تعانى من فقر الدم، وهم الآن يحاولون معرفة ما إذا كان لذلك علاقة بوفاتها.

ومن المقرر أن يتم عرض المومياء اليوم الأحد فى جامعة "ملبورن".


حاملي السلالة E1b1b1 هم أول من أدخل البشرة البيضاء لأوروبا


يفترض أن البشر المعاصرين الذين خرجوا من إفريقيا واستوطنوا أوروبا منذ 40.000 سنة كانت لديهم بشرة داكنة، وهو أمر شائع ولكن غير مؤكد بدليل أن الطفرة الجينية المسؤولة عن البشرة المتفتحة او البيضاء كانت في أفريقيا حتى قبل خروج البشر منها لأول مرة في التاريخ و هي المعرفة بالطفرة (APBA2 (OCA2، ما يجعل المختصين لا يجزمون بفرضية ان البشرة الداكنة هي أول خاصية لونية ظهرت عند الأنسان العاقل.

و رغم أن البيانات الجديدة لرفات La Brana المؤرخة بحوالي 8000 سنة، وهي تعود لصياد وجامع للثمار في إسبانيا  وأخرى لصيادين من لوكسمبورغ والمجر، تبين ان لديهم أيضاً بشرة داكنة، بحيث كانو يفتقرون إلى الجينين SLC24A5 ، و SLC45A2 ، والذي يؤدى إلى صباغة الجلد،  كحال البشرة الشاحبة اللون وهي الموجودة في أوروبا اليوم. 

فأن ذالك لا يعني أن الأوروبيين الأوائل كانو من أصحاب البشرة الداكنة، بدليل ظهور نتائج أخرى لصيادين وقاطفي ثمار من شمالي أوروبا ، حيث وجد العلماء  سبعة أشخاص من المنطقة الأثرية ( موتالا) البالغة من العمر 7700 سنة في جنوب السويد، لديهم تنوع في جين الجلد الفاتح SLC24A5، و SLC45A2، على حدٍ سواء، و وُجِد أن لديهم أيضاً الجين الثالث HERC2/OCA2 الذي يُحدث لون العينين الأزرق، وربما يسهم أيضاً في ظهور اللون الفاتح في الجلد والشعر الأشقر.

ومن ثم، فإن الصيادين-جامعى الثمار في أقصى الشمال كان لديهم شعر أشقر وجلد شاحب اللون بالفعل، لكن أولئك القاطنين بوسط وجنوب أوروبا كانت لديهم بشرة داكنة، مايحيل الى أن أوروبا عرفت هجرات مختلفة لمجموعات بشرية عديدة قادمة من انحاء متعددة من أوراسيا بدليل أن سلالة أنسان La Brana الأسباني هي C وهي سلالة شرق جنوب-أسيوية، ظهرت في مكان ما في بين باكستان و الهند الصينية.

لكن الغريب في الأمر هو أن القادمين من القارة الأفريقية و عكس ما كان يعتقد سابقا فأنهم كانو حاملين للجين المؤدي لتفتيح البشرة مايعني انهم بيض البشرة، حيث تعايشوا مع جامعي الثمار والصيادين الأصليين بأوروبا واختلطوا بهم، حيث حملوا معهم الجينات المسببة لتفتيح البشرة واللتي اجتاحت أوروبا فيما بعد عن طريق التزاوج، بحيث أصبح الأوروبيين القاطنين بوسط وجنوب أوروبا لديهم بشرة أفتح من ذي قبل، حيث نشروا النوع الآخر من الجين SLC45A2،  واللذي كان عند مستويات منخفضة حتى قبل 5800 عام.

و قد حدد العلماء و المختصون صفة أصحاب السلالة الذكرية اللتي عملت على نشر الجينات المسؤولة عن تفتيح البشرة بحيث حددوها في حملة الماكرو-هابلوغروب E1b1b1 M35.1 واللذي تم توصيفه بأخر سلالة ذكرية خرجت من أفريقيا باتجاه الشرق الادنى و أوروبا واللتي مازالت منتشرة لحد الساعة في القارات الثلاث بنسب مهمة. حيث وجد الباحثون سلسلة من الطفرات تعرف بال Alleles وهي المسؤولة عن تفتيح البشرة  لدى حاملي هته السلالة.

و يجزمون أن هذه الجينات واقعة ربما تحت الانتقاء القوي، لكن أقرب التفسيرات للجينات التي تسبب صباغة الجلد، هو زيادة تخليق فيتامين”D”، حيث إن الناس الذين يعيشون عند خطوط العرض الشمالية لا يحصلون على القدر الكافي من الأشعة الفوق بنفسجية لتجميع فيتامين”D” تحت الجلد ، لذلك أتاح الانتقاء الطبيعي حلين لهذه المشكلة، تطوير البشرة شاحبة اللون التي تمتص الأشعة البنفسجية بكفاءة أكبر، أو تسهيل هضم اللاكتوز وفيتامين”D” الموجودين طبيعياً في الحليب.

وكما هو معلوم فأن خاصية تخليق الفيتامين D في خطوط العرض الشمالية و هضم اللاكتوز في الحليب و الألبان مرتبط بوجود نمط للتغذية يعتمد على الرعي و التدجين و الزراعة المبكرة على أقل تقدير، وهو مايطابق حالة حملة الهابلوغروب E1b1b1 M35.1 اللذي تبين أنهم مارسوا الزراعة المبكرة منذ اكثر من 12ألف سنة قبل الميلاد وذالك ما أظهرته نتائج تحاليل الحمض النووي للرفات النوطفية باسرائيل و الأردن.

تجدر الأشارة الى أن  المزارعين اﻷوائل الأوروبيين  أيضاً لم يكن باستطاعتهم هضم الحليب ، نفس الشي بالنسبة لرعاة (اليمنايا) الذين جاؤوا من السهوب الأوراسية نحو أوروبا قبل 4800 سنة واللذين كانوا على السلالة R1b ويعتبرون حاليا أجداد معظم الأوروبيين من جهة الأباء، بحيث كانوا يفتقرون إلي نسخة من الجين -LCT – الذي يسمح للبالغين بهضم السكريات الموجودة في الحليب، ولم يكن ذلك حتى قبل 4300 سنة حتى أصبح هضم اللاكتوز لا بأس به في أوروبا.

مناطق التعرض للأشعة الفوق النفسجية فوق خطوط العرض المسؤولة عن تفتيح البشرة



في الصورة أعلاه ، مغربي أمازيغي
(نسبة E1b1b1 M35.1  تصل الى 100% عند أمازيغ المغرب و تونس)




dimanche 21 août 2016

أدولف هتلر من أصول مغربية ؟


منذ أعلان نتيجة فحص سلالة الفوهرر الألماني و زعيم النازية (أدولف هتلر) سنة 2010، تناسلت الكثير من مقالات الرأي و الأخباريات حول طبيعة التحور اللذي ينتمي أليه أدولف هتلر في الماكرو-هابلوغروب E1b1b1- M35.1 ، فهي جميعها تتفق أن السلالة الهتلرية ليست أرية في أصلها، وأنها تنتمي لسلالة غير أوروبية، وجد نادرة في أوروبا عموما. 

بل حتى لم تشر للفرع الأوربي V13 للسلالة الشمال أفريقية M78  المنتشر بشكل مهم في البلقان و جنوب و وسط أوروبا، حيث أشارت الى أن سلالته توجد بشكل كبير و مركز في دولة المغرب و خصوصا عند قومية الأمازيغ في شمال أفريقيا، في أشارة ضمنية للسلالة M81 ، ولفهم الحيثياث أكثر نعلم أن  هذا الكشف العلمي حقق في مختبرات  علم الوراثة البشرية  وكان نتيجة جهد خاص قام به محقق صحافي اسمه جان بول موردرس ويعمل في مجلة Knack البلجيكية الصادرة أسبوعياً باللغة الهولندية، والتي نشرت تحقيقها عن الموضوع في عدد  صدر الإثنين 23-8-2010 في بروكسل.

وما فعله موردرس بالتعاون مع مؤرخ اسمه مارك فيرميرن، هو أنه سعى للحصول على عينة من الحمض النووي لـ 39 قريباً من أقرباء أدولف هتلر من اواخر الجيل الثاني، والجيل الثالث، ومن بينهم ألكسندر ستوات هوستون، القريب من بعيد لمؤسس الحزب النازي، ويعيش في لونغ آيلاند بنيويورك وقد بلغ عمره 61 سنة، فتتبعه الصحافي طويلاً حتى رآه في أحد الأيام يسعل مستعيناً بورقة كلينيكس رماها في ما بعد بسلة صغيرة للقمامة في شارع بنيويورك، فأسرع والتقطها، لأن فيها كان جزءاً من لعابه الذي استخرجوا منه عينة من حمضه النووي.

وكان موردرس قد حصل قبلها على عينة من الحمض النووي أيضاً لابن عم من بعيد لهتلر، وهو مزارع اسمه نوربرت ويعيش في النمسا، لكنه كان في حاجة للتأكد من صحة ارتباطه جينياً بهتلر الذي لا يملك عينة من حمضه النووي، وحتى يتأكد بأن الرجلين أولاد عم جينياً، ويقربان بالفعل لهتلر، فقد لجأ إلى مختبر علمي أجرى له فحوصات على حمضيهما النوويين معاً، ووجدهما متطابقين تماماً.

ثم عرف موردرس من أحد المختصين بفحوصات الحمض النووي في المختبر أن البصمتين الوراثيتين لقريبي هتلر تحملان نوعاً من الكروموزومات نادرة الوجود في البصمات الوراثية للألمان بشكل خاص، كما أن وجودها قليل أيضاً في أوروبا الغربية.

وعرف أيضاً أن الكروموزوم النادر منتشر بنسبة 25% في اليونان ومثلها في صقلية بالجنوب الإيطالي، وبنسبة 80% في الصومال وأكثر منها قليلاً في شمال إفريقيا، ولدى المغاربة بشكل خاص، كما لدى التونسيين والجزائريين والليبيين، ولدى يهود شمال إفريقيا، من أشكيناز وسفرديم، كذلك لدى اسرائيليين من اصل مغربي يقطنون في البلاد، لذلك كتب تحقيقاً بالمجلة البلجيكية التي سألت مختصين بعلم الوراثة البشرية عما يعنيه وجود جين مشترك بين هتلر ومغاربة الشمال الإفريقي.

وقال : أن من سألتهم أن هتلر لا بد أن يكون متحدراً من جد قديم مشترك بينه وبين أمازيغ المغرب أو الجزائر أو تونس وليبيا في الشمال الإفريقي، وربما كان الجد يهودياً من الشمال الإفريقي أيضاً، لكنه ليس أوروبياً من الناحية الجينية بالتأكيد.

وهاذا ما جعل المحقق الصحافي يستنتج ان ادولف هتلر ينحدر من سلالة يهودية مغربية  أو من أصول مغربية بعيدة و أن أقرباؤه حاليا من جهة الأباء هم في المغرب وتونس والجزائر وليبيا والنمسا والدانمارك وحتى اسرائيل.