dimanche 31 juillet 2016

طارق بن زياد بين الأسطورة و تاريكس القوطي


كثير من الدراسات الأكاديمية و النقدية تشكك في رواية فتح الاندلس المعتمدة على التراث الأسلامي، يرى الاسباني أنطونيو غالا ان أسم "طارق" هو حديث في اللغة الفراهيدية و السيبويهية (اللغة العربية) ، اذا تم مقارنتها باوائل القواميس و المعاجم ( قاموس أبن منظور و قاموس المحيط للفيروز أبادي و قاموس مقاييس اللغة لأحمد بن فارس).
لذالك فأسم "طارق" بن زياد مستحدث و أضيف الى قائمة الاسماء العربية ومن المستبعد جدا أن يكنى او يسمى به شخص من أصول أعجمية وخصوصا أن كان أمازيغيا في العصر الوسيط، لذالك فان قصة طارق بن زياد تعتبر حكاية أسطورية لماضي ضبابي، لذا إقترح أن يكون طارق هو تصحيف لإسم قائد قوطي منشق: تاريكس، على وزن رودريكس (لذريق:أخر ملوك القوط) على الصورة.

يرى أولاغيIgnacio Olagüe أن أخبار فتح الأندلس بدئ بكتابتها بعد قرن من تاريخ حدوثها، وقد كتبت اعتماداً على بعض الروايات المصرية التي سمعها طلاب جاؤوا من الأندلس إلى القاهرة.. 
فسمعوا ما سمعوا عن الفتح المزعوم. وإذن، وبعد مئة سنة من دخول العرب إلى الأندلس، راح المسلمون يبالغون في وقائع الفتح إلى حد الأساطير. ولكن المسيحيين، في المقابل وجدوا أن خرافة الفتح تناسبهم لتفسير هذا التحول في إسبانيا.. نحو الإسلام.

ولكن أي إسبانيا هذه التي تحولت؟ إنها إسبانيا "الآريوسية" الموحدة.

لقد كان بين الطلاب الأندلسيين العائدين من القاهرة "ابن حبيب"" الذي وضع كتاباً في التاريخ ضمَّنه المعلومات التي سمعها في شأن الغزو.

وكان هذا الكتاب مفتاح كل ما بني بعد ذلك في مسألة اجتياح العرب إسبانيا. ولكي نأخذ فكرة عن أهمية هذا الكتاب، يذكّرنا إغناسيو أولاغي، بما قاله المؤرخ الألماني "راينهارت دوزي" في كتابه "بحث في إسبانيا. تاريخها وأدبها في القرون الوسطى": "ألم يتكون لديك أيها القارئ انطباع بأنَّ ما تقرأ لدى ابن حبيب هو أقرب إلى نصوص ألف ليلة وليلة"..

يقول أولاغي: لو تم غزو إيبريا عربياً سنة 711م لكان كثير من المؤرخين الذين عاصروا تلك الفترة شهدوا على هذا الحدث الكبير. ولو فرضنا أن الحرب الأهلية أتلفت جميع الشهادات، لكان ينبغي أن تشير أخبار القرن التالي -يعني الثامن الميلادي- إلى هذا الحدث الكبير، ولو في نص واحد على الأقل. "وعندما يتعلق الأمر بغزو ما، فلا يمكن أن يكون دور الغزاة غامضاً، فالغزاة والمغزوون هنا متمايزون بشكل واضح. الغزاة من شعب غريب يحملون عادات ومفاهيم ثقافية تنتمي إلى حضارة أخرى يجهلها أبناء البلد المغزو.

لكن.. لم يظهر شيء من هذا القبيل في مانعرفه من تلك الحقبة. أما الأخبار التي نقلها ابن حبيب وزملاؤه في القرن التالي عن رواة القاهرة، فلم تنتشر وتترسخ في الرأي العام إلا ثمرة جهود استمرت قروناً طويلة. وحتى.. بعد مئة سنة من نشر كتاب ابن حبيب، لم يقبل الرواة البربر الذين نقَلوا معظم روايات الكتاب، النظرية، وقالوا إن غزو إسبانيا تم فعلاً..

ولكن من قبل المراكشيين(!) وكان يجب الانتظار حتى القرن الثاني عشر -الميلادي- لتتخذ الخرافة -خرافة الغزو- بنية متآلفة وغير متناقضة.

أما.. في الجانب الآخر فقد آثار ظهور الحضارة العربية الإسلامية في إسبانيا عقدة لدى المسيحيين الغربيين. ويبدو أن الكنيسة الكاثوليكية قبلت هذه الخرافة في النهاية على مضض."

ويمحص المؤرخ الإسباني مسألة عبور طارق بن زياد المضيق، بناء على رواية ابن حبيب بالطبع مشيراً في البداية إلى الصعوبات الجغرافية بقوله:
"للوصول إلى إيبيريا كان على العرب أن يجتازوا المضيق البحري الذي يفصل إفريقيا عن أوروبا. الجمل "سفينة الصحراء" الذي يسبب "دوار البحر" لمن يمتطيه دون خبرة. إنه سفينة صحراوية وليست بحرية. كذلك البربر، لم تكن لديهم سفن بحرية. حتى لو تزود العرب بالزوارق، فقد كان عليهم أن يجدوا الربابنة المهرة، خاصة أن مضيق جبل طارق الذي يصل ما بين البحر المتوسط الخالي من المدّ والجزر وبين الأطلسي، يشكل ممراً لتيارات قوية تسير في الاتجاهين، وتهزه على نحو دائم رياح عنيفة. إنه ممر خطير للغاية، ويعرف أنه مقبرة البواخر.".

حكاية الزوارق الأربعة .. والغزو

ثم ينتقل أولاغي إلى التدقيق في جانب آخر من الموضوع حسب ما ورد في "أخبار مجموعة" المنسوب إلى ابن حبيب(*) قائلاً:

"أعار المدعو أولبان- يوليان- العرب أربعة زوارق، لا يزيد الحد الأقصى لحمولة الزرق الواحد عن خمسين رجلاً إضافة إلى البحارة، ويحتاج طارق في هذه الحالة، لنقل جيشه إلى خمس وثلاثين رحلة، أي: سبعين يوماً.. تقريباً. ذاك أن هذا النوع من الزوارق يحتاج، على الأقل إلى يوم واحد ليقطع المسافة، وإذا حسبنا الأسابيع ذات الطقس الرديء، التي تتوقف فيها الرحلات، بلغت هذه المدة ثلاثة أشهر، ولا يمكن أن يتم إبحار كهذا، إلا إذا استطاع النازلون على شواطئ إسبانيا النجاة من مجزرة"

يستطرد المؤرخ الإسباني في الاتجاه نفسه فيقول:

"ينبغي القيام بمئة رحلة على الأقل، لنقل رجال طارق السبعة آلاف في ظروف عادية وشعب بحريٌّ وحده، من مثل أبناء مدينة قادش Cadés، على نحوٍ أساسي يستطيع أن ينجز مثل هذه العملية. خاصة أن شعب هذه المدينة وهي ساحلية تقع جنوب إسبانيا- كان يقوم برحلات إلى انكلترا منذ الألف الثالث قبل الميلاد بحثاً عن القصدير. فضلاً عن أن بحارة قادش تمكنوا من الإبحار بمحاذاة شاطئ إفريقيا الغربي. وربما توصلوا إلى الدوران حول إفريقيا."

يضيف أولاغي "أن هؤلاء البحارة هم الذين ساعدوا "الفاندال Les Vandales" الجرمان على الانتقال في الاتجاه المعاكس. وبعد مرحلة من الانحطاط البحري كان بحارة قادش مازالوا قادرين، في أوائل القرن الثامن، على امتلاك زوارق تستطيع نقل الجيوش. والسؤال هو: لماذا أدّى هؤلاء الأندلسيون هذه الخدمة إلى الذين جاؤوا لإخضاعهم. فلو سلّمنا أن "طارق" خدع الإيبيريين ونجح في إخفاء نواياه، فلماذا ساعد هؤلاء البحارة موسى بن نصير في نقل الدعم لطارق بعد بضعة أشهر؟!".

وفي المقابل يقول الدكتور شاكر مصطفى إن المؤرخين يتحدثون عن إحراق السفن التي جاء طارق عليها ليقطع أملهم في العودة، أو ليجعل العرب الذين لا يثقون به، يؤمنون أنه جعل نفسه والبربر الذين معه أمام مصير واحد.

رواية تشبه الخيال المسرحي

إنه رأى أن الشكوك تحوم حول هذه الرواية كلها التي تشبه الخيال المسرحي، فقصة إحراق المراكب إنما رواها أول من رواها الإدريسي في "نزهة المشتاق" وابن الكردبوس، وهما من القرن الهجري السادس، ثم رواها "الحميري" صاحب: أرض المعطار" بعدهم..
 فلماذا لم يذكرها المؤرخون السابقون على مدى خمسة قرون سابقة؟ 
والعملية نفسها، تروى عن عدد من القواد الذين سبقوا طارقاً، ومنهم كما يذكر الدكتور مصطفى: "أرياط الحبشي" الذي عبر البحر إلى اليمن، والقائد الفارسي الذي رافق سيف بن ذي يزن إلى اليمن و"أسد بن الفرات" فاتح صقلية إلخ. "ولماذا يحرق طارق السفن ولا يأمرها بالعودة إلى ساحل المغرب؟" "وكيف يحرق أسطولاً لا يملكه؟!"

.. أما قصة خطبة طارق بن زياد فهي قصة أخرى. وهي التي تنسب إليه وفيها يقول: "أيها الناس، أين المفر؟! البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر. واعلموا أنكم في هذه الجزيرة، أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام. وقد استقبلكم العدو بجيشه وأسلحته، وأقواته موفورة، وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم، ولا قوت إلا ما تستخلصونه من عدوكم...".

.. يقول د. شاكر مصطفى: إنها بليغة جميلة شائعة، ولكن الشكوك تحف بها بدورها. فمن أين لابن زياد هذه البلاغة؟ وكيف يخاطب جنداً كانوا في جمهرتهم من البربر الذين لا يفقهون العربية؟!

بدوره يقول الدكتورالمغربي عبد اللطيف أكنوش، أنها مسألة تاريخية "مستفزة" و تتعلق بشخصية القائد العسكري "طارق بن زياد"، مشككا في صحة خطبته الشهيرة التي قال فيها "أيها الناس، أين المفر؟، البحر من ورائكم والعدو من أمامكم".

وأورد اكنوش أنه تراءى له أن يسأل عن "الفارس البطل الذي فتح الأندلس، وقام "بنشر الإسلام" في هذا البلد الأوروبي خلال القرن الثامن الميلادي"، مضيفا أنه بتمعن "الخطبة" الشهيرة التي تعرف باسم "بطلنا البربري"، وجدتموها مطبوعة بالحماس والتجييش وإيقاظ الهمم".

وأردف الباحث أن "هذه الخطبة تبدو عربية قحة لا يشق لها غبار، تذكرنا بلغة علي بن أبي طالب، وابن تمام، وقس بن ساعدة، وغيرهم من جهابذة اللغة العربية"، قبل أن يتساءل "متى كان رجل بربري معجون بتراب بلدنا هذا، جديد العهد بالإسلام وبلغته العربية، قادرا على "نسج" خطبة بهذا المستوى من اللغة، بإيحاءاتها ومفرداتها الغريبة وإعرابها ونحوها".

واستطرد أستاذ العلوم السياسية قائلا "أبناء جيلي من المستعربين غرفنا من العربية منذ نعومة أظفارنا، ونجد أنفسنا عاجزين حتى عن قراءة وفهم "خطبة طارق بن زياد" من القراءة الأولى، فكيف لطارق"، مشككا في أن يكون لرجل بربري مغربي أسلم البارحة، اسم عربي هو "طارق"، أو يكون اسم والده "زياد".

وتابع شارحا "أسماء البرابرة آنذاك معروفة لدينا الآن انطلاقا من كتب التاريخ الأجنبية، بل وحتى العربية..نعرف ملوكا سموا "جوبا" و"يوغورتا" و"تيلاكاكين" وغيرها من الأسماء، وما أعرف أن منهم من سمي "طارقا" أو "زيادا" أو غيره" على حد تعبيره.

ونبش اكنوش مسألة ثانية تتعلق بما تتضمنه كتب تاريخ ابن الأثير، والطبري، من قصة تقول إنه في القرن السادس الميلادي، وأثناء الحرب التي اندلعت بين اليمن والحبشة، أن الملك اليمني، "ابن ذي يزن"، لما أحس أن الهزيمة آتية لا ريب فيها، راسل كسرى الفرس طالبا منه المساعدة "مقابل معادن ذهب اليمن وجواهره".

واسترسل "مادام أن ملك الفرس لم يكن مقتنعا بالفكرة لما فيها من مخاطر، أشار عليه ديوانه بأن يخرج من السجن عتاة القتلة وقطاع الطرق، ويمدهم بالسفن والسلاح، ويرسلهم لمساعدة اليمن، مقابل حريتهم إن هم أتوه بالذهب والجواهر التي وعده بها "ابن ذي يزن"...

وفعلا أخرج من السجن ما استطاع أن يخرج، وجعل على رأسهم رجل اسمه "برهام بن رستم"، أي رجل فارسي لا يفقه في العربية قيد أنملة، وعند رسو سفنه الحربية على سواحل اليمن، قام بإحراق السفن وتوجه لجيشه بخطبة: أيها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو من أمامكم..فوالله ليس لكم إلا الصبر فأنت أضيع من الأيتام في مأدبة اللئام".

ولاحظ اكنوش، ضمن مقالته، أن ما قاله الرجل الفارسي يشبه تماما الخطبة التي ألصقت برجل بربري، زعموا أنه كان يسمى "طارق بن زياد"، وذلك بفارق قرنين من الزمن بين الرجلين، إن صح فعلا وجودهما التاريخي"، على حد تعبير الأستاذ الجامعي.


غياب ظهور الهرطقات الأسلامية بالأندلس يقصي فرضية الغزو الأموي لها


الغزو الاسلامي لشبه الجزيرة الايبيرية ضبابي جدا و غير معروف بدون الاعتماد على مصادر التراث الاسلامي الشفهي ...

ترى الأخصائية الأكاديمية و أحد مؤسسي علم (تاريخ الأسلام المبكر) باتريشيا كرونا، في تحليلها الى كون جزء من العائلة الملكية القوطية استعملت الاسلام الحديث بنسخته الأموية (الهرطقة الأبيونية) و اللذي كان يشبه الأريوسية أنذاك ، عبر المرتزقة في خلق نوع من الاستقلالية من التبعية للكنيسة الغربية بروما و كامتعاض واضح لحكم الجرمان (الوندال ، القوط، ..) للبلاد الايبيرية.

مايفسر عدم بروز الهرطقات الاسلامية في اسبانيا شبه-المسلمة اضافة الى استقبالها للأنبياء الأمازيغ (صالح بن طريفة) وتحولها السلس من حاضرة مسيحية الى حاضرة اسلامية لم تساير كثيرا مايجري من تحولات عميقة للدين الاسلامي في العالم المتأسلم وخصوصا في شمال أفريقيا اللتي عرفت حركات أستعراب و أسلمة كبيرة خصوصا في الوسط و الشرق.

كردة فعل مباشرة عن سخط ساكنة الحواضر البيزنطية و الرومانية في شمال أفريقيا لسياسات القسطنطينة اللتي كانت جد عدائية و بتاريخ بشع مليئ بالمجازر و المذابح الجماعية تذهب فيها المصادر الى ذكر مابين 4 ألى 6 ملايين من البربر (الأمازيغ) اللذين لقو حتفهم بسبب الحروب المفتوحة بينهم و بين بيزنطة طوال الألفية الأولى ميلادية.

رابط

vendredi 29 juillet 2016

العناصر المشرقانية و تناويعها في MENA (الأرمينيود و الأيرانو-أفغاني) كنموذج + معرض صور



تعتبر العناصر المشرقانية Orientalid types أكثر التناويع انتشارا في شرق البحر الابيض المتوسط  و دول الشرق الأوسط و جزئيا في كل من أوروبا الشرقية و شمال/ شرق أفريقيا و أسيا الوسطى و جنوب اسيا (الهند وباكستان).

مبدئيا، العناصر المشرقانية Orientalid types تصنف كجنس البحر الأبيض المتوسط الشرقي ضمن خانة العرق القوقازي (الأبيض)، وهي عكس النوع البربري وتناويعه كالأطلسي المتوسطي و المتوسطي الكلاسيكي اللذي يتركز في غرب المتوسط، نجدها  تتميز بأختلافات أنثربومترية محددة رغم أنها مختلطة بشكل كبير في أماكن تواجدها خصوصا في شرقي المتوسط.

تحدد العناصر المشرقانية الرئيسية في عدة تصنيفات:

الأرمينيود Armenoid ،منتشر في عموم الشرق الأوسط و جزئيا في جنوب أوروبا وشمال/شرق أفريقيا و جنوب أسيا

الأيرانو-أفغاني Irano-Afghan، منتشر في عموم الشرق الأوسط

الديناري Dinaric ، منتشر في شرق أوروبا و شرق المتوسط

الأنديد Indid (النوع الهندي)، منتشر في جنوب أسيا و الجزيرة العربية

الألبي-الأسيوي (Alpo-Asiatic)، منتشر في عموم الشرق الأوسط

الميبتيدي Mebtid (النوع القوقازي الجورجي)، ينتشر في القوقاز و تركيا و ملاحظ في الهلال الخصيب و ايران و دول الخليج

البونتيد Pontid ، ينتشر في غربي الأناضول و شرقي أوروبا

الطوراني Taurid/Turkic type (النوع التركماني)، ينتشر في الشرق الأوسط و أسيا الوسطى

ولأنها مختلطة بشكل كبير جدا في الشرق الأوسط ، فأنه من الصعب أيجاد ساكنة محلية هناك أو أفراد يتمتعون بصفات غير مختلطة مع الأشارة انه ورغم ان العناصر المشرقانية مختلطة ببعضها منذ الاف السنين الا أنها اختلطت  بعناصر أخرى غير مشرقية ك الألبي-الأوروبي (Alpine)، و النوع البربري و تناويعه، و انواع العرق الزنجاني المختلفة ( النوع الكونغولي و البوشماني و البيكمتاني و الأستراليودي...) و الأنواع المغولية و الخلاسية منها ك النوع التركماني Taurid أو Turkic و قائمة أخرى طويلة.

ولعل أبرز عنصر سنركز عليه ولأنه الأكثر ملاحظة و تواجدا في الشرق الأوسط بغلبة نسبية و هو بكل بساطة الأرمينويد Armenoid .

يرتبط هذه العنصر تاريخياً بـ الحيثيين والاكراد والأرمن والآشوريون، ويوجد بكثرة في بلاد الشام خاصة الحزام الساحلي والمرتفعات الساحلية من أنطاكيا مرورا بسوريا إلى لبنان وفلسطين ويشكل الجزء الأكبر من أقباط مصر و أكراد كردستان العراق وأيضا يوجد الأرمنويد شمال بغداد مختلط بالأيرانو-أفغاني في تلك المنطقة وكذلك ينتشر في  الجزيرة العربية وهو في حالة خلاسية هناك مع أعراق غير قوقازية (بيضاء) خصوصا في الجنوب.

يرى بعض العلماء أن الأرمنويد نتج عن خليط قديم من العنصر الألبي القديم مع العنصر الإيرانو-أفغاني في المنطقة المحايدة بين إيران والقوقاز و الأناضول. 

والفرق بين العنصرين هو أن العنصر الألبي صغير مستقيم الأنف وشبه كامل استدارة الوجه بينما الأرمنويد كبير-معكوف الأنف كالإيرانو-أفغاني (ولكن هاذا الأخير أقل انعكافا أحيانا) كما أن وجهه أطول وأعرض من الألبي وجبهته عريضة مقوسة وبها استدارة قد تكون أحيانا شديدة الانحناء بينما الذقن والفك السفلي ليس بعريض مستدير كالألبي.

الصفات: هو عنصر قصير إلى متوسط القامة مربوع (مدبب) ضخم البنية ومستدير و معكوف الرأس عرضيا ،وهو  يوجد في أرمينيا و في شمال و وسط شبه الجزيرة العربية و في سواحل ومرتفعات الشام وكوردستان العراق وجزء منه يوجد في جنوب شبه الجزيرة العربية في اليمن و هي هجرة قديمة.

الأرمينيود، تحديد Biasutti - نماذج معيارية

ارمينيودي من سوريا
 
 أرمينيودي من لبنان


أرمينيودي من أيران

أرمينيودي من جورجيا (القوقاز)


 والأن مع ( صور تقريبية للنماذج المعيارية)

الأرمينيود بتركيا



أرمينيود بالجزيرة العربية



ويأتي بعد الأرمينيود في سلم الترتيب من ناحية كثافة الأنتشار و التواجد في الشرق الأوسط، عنصر الأيرانو-أفغاني

سمي بالعنصر الإيراني الأفغاني نسبة للمنطقة التي يكثر وينتشر فيها وهي تعتبر منطقته الأصلية وفي خارج تلك المنطقة يعتبر مجرد توسعات له ناتجة عن هجرات أو غزوات قديمة، ولا يعني أن كل من في تلك المنطقة من إيران وأفغاستان ينتمون لهذا العنصر ولكن أغلب من فيها لأن بها عناصر أخرى كالمنغول والدرفيد والفيديد المتواجدين في الهند و السند و الجزيرة العربية والأرمنويد المتواجد في الشرق الأوسط.

ينتشر في إيران وفي جزء من باكستان وفي أفغانستان وفي دول التركمان المجاورة لإيران من الشمال والشرق وأما في الدول العربية فيوجد في العراق بنسبة كبيرة (30%) و دول الخليج كذلك ونسبة كبيرة من كردستان وجزء منه في فلسطين والأردن و تركيا .

قدم هذا العنصر إلى إيران من الشمال البارد و قد اختلط بعنصر آخر أقدم منه وهو الفيديد والدرفيد و الأستراليود و الاندامان لذلك نجد البعض منه يحمل سحنة درفيدية هندية أو زيتونية خفيفة ويسمى هاذا الخليط المهجن ب النوع الأنديدي (النوع الهندي) Indid Type وهو منتشر بكثافة في الخليج الفارسي و دول الخليج و جنوب الجزيرة العربية و يشكل العنصر الرئيسي و الأبرز في كل من الهند وباكستان.

الصفات: يتميز أنه يشبه الأطلسي المتوسطي في طولية الرأس و الوجه ولكن الملامح شديدة الذبولة بالمقارنة مع الأول، تطغى عليها حالة الكأبة كاللتي هي واضحة الأرمينيود كما يتميز بأنف معقوف (معوج) و نحيف على غرار الأرمينويد اللذي يتميز بأنف أضخم حجما، مع فك سفلي يتراجع للوراء تاركا مساحة لبروز الأنف على الصعيد الوجهي مع قفا مدببة في مؤخرة الرأس و تسطح جمجمي شديد الانحناء بمساحة أصغر و جبهة منحنية عرضيا.

النموذج المعياري للأيرانو-أفغاني



 والأن مع ( صور تقريبية للنماذج المعيارية)

أيرانو-أفغاني ببلوشستان

أيرانو-أفغاني (أيران)
 أيرانو-أفغاني (سوريا)


أيرانو-أفغاني (دول الخليج) 



-أما في يخص أنتشار التناويع المشرقانية في القارة الأفريقية، فيلاحظ حضورها بشكل مهم في البوابة الرئيسية للقارة على أوراسيا وهي دولة مصر، حيث نلاحظ غلبة ملامح الأرمينيود على أقباط مصر و ساكنة الصعيد المصري، بينما يتواجد في حالة خلاسية في دولة السودان الشمالي حيث يشكل غلبة مهمة فيها.

وينتشر أيضا بشكل رئيسي في قبائل الباجا و التنجراي و الأمهرة في كل من اثيوبيا و أريتريا و دجيبوتي ، أما في منطقة المغرب الكبير فيلاحظ تواجد الأرمينيود بشكل رئيسي عند الناطقين بالدارجة وخصوصا في دول ليبيا و تونس و الجزائر بينما هو جد نادر في دول كالمغرب و موريطانيا.

 لكنه لا يشكل غلبة نسبية بقدر أن تواجده ملحوظ رغم حالته الخلاسية مع النوع البربري و الاثيوبيدي و الزنجي في أفريقيا، بحيث يمكن تحديده بواسطة شكل الرأس و حجمه الصغير و الأنف المعقوف المعوج و الكبير و القفا المدببة و العيون الكبيرة الذابلة (حالة بكاء).

أرمينيود من الجزائر 



لحد الساعة، مازال تواجد عنصر الأرمينيود بأفريقيا يثير جدلا، الا أنه وبحسب علماء الانثروبولجيا فهو قديم فيها وبدأ يدخل اليها منذ نهاية العصر الحجري الحديث مع هجرات الرعاة و الرحل من أوراسيا الى افريقيا، وغالبا يتم أقرانه بالعنصر العربي في الكتابات النازية القديمة وعند بعض علماء الأناسة. تحت مسمى العنصر العربي Arabid Type ... بل و يذهبون بالقول أنه حضر الى افريقيا بسبب الغزوات الأسلامية في الفترة الأموية وما بعدها.

يقرن عنصر الأرمينيود بحملة الهابلوغروب J (سواء J1 او J2) ليس فقط بسبب ان نتائج تحاليل الحمض النووي لأشخاص لهم هته الصفات الارمينيودية بل لأن مناطق انتشار الأرمينيود في العالم تتطابق مع مناطق انتشار الهابلوغروب J.

بتصرف






jeudi 28 juillet 2016

نهاية أسطورة الفنيقية في شمال أفريقيا


عالم الوراثة "سبنسر ويلز" وصاحب مشروع (الخريطة الجينية العالمية) ومدير الابحاث الوراثية و الاركيولوجية على ناشيونال جيوغرافيك و في تصريح مبطن للبنانيين  فهو يلمح على أنهم لا ينحدرون من اسلاف فنيقية و يقصي أي دور للفنيقيين في تأسيس قرطاج او الهجرة الجماعية أليها. ويحصر تأثيرهم في الجانب الثقافي فقط!

وذالك بعدما قامت بعثته باجراء فحوص و اختبارات الحمض النووي في كل من لبنان و الشرق و الاوسط و تونس و شمال أفريقيا و توصل بالنتائج القطعية اللتي دفعته الى مصارحة الجميع بل و يدعوهم الى الأصغاء مع أستعداده التام لمناقشة جميع التفاصيل.

mercredi 27 juillet 2016

أكتشاف موقع أنتجاعي ماقبل تاريخي و أعادة تأريخ موقع أوكايمدن الأركيولوجي


ضمن برنامج للبحوث الأثري أجرى بتعاون دولي بين المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث (الرباط) وجامعة كومبلوتنسي (مدريد) ، متكون من فريق مشترك من مغاربة وباحثين أسبان  فقد تم أعادت تأريخ موقع Oukkaïmedden أوكايمدن بعد سلسلة من المسوحات والحفريات الأثرية المعمقة .

موقع أوكايمدن المعروفة وطنيا ودوليا كمحطة للتزلج،  ألا انه قلة من الناس لا تعرف أن حوض هاذا الجبل العالي هو موطن لواحدة من أهم المواقع الأثرية للفن الصخري في جميع أنحاء شمال أفريقيا.

فمن خلال نقيشاته و لقاه الأثرية تبين انه ومنذ عصور ما قبل التاريخ وحتى اليوم ما زال المكان يعتبر منتجع و  تجمع صيفي  لمجموعة من القبائل الرحل في وسط جبال  الأطلس الكبير. و كما هو معلوم فأن كلمة أوكايمدن بالأمازيغية مكونة من كلمتين وهي تعني أوكاي Oukkaï: تجمع أو سوق،  مدن Medden وتعني  الرجال.

ومنذ ما قبل التاريخ و مع مرور العصور لم تمحي الذاكرة الجماعية لأبناء المنطقة عاداتهم في الانتجاع و التجمع الصيفي وفي نفس المكان رغم وجود الشواهد الاحفورية والاثرية اللتي تظهر انه موقع منتجعاتي و تجمعي منذ فترات جد مبكرة.

فالآثار في عين المكان واضحة للعيان من خلال المناظر الطبيعية، والفن التشكيلي أو التخطيطي منقوشة على ألواح الصخور: الحيوانات البرية (الفيلة والقطط الكبيرة، الظباء، المها، وحيد القرن، والنعام وغيرها ...)،  و الحيوانات الأليفة (الماشية والماعز والكلاب والخيول )، وشخصيات مجسمة والأسلحة المعدنية (الخناجر والرماح والفؤوس والسيوف والدروع والرماح).

و سابقا كانت الأوساط العلمية ترجح دائما ان هاذا  التمثيل الصخوري الاركيولوجي ربما يعود إلى العصر البرونزي (1800 إلى 900 سنة قبل الميلاد). وعلى الرغم من قرن من الأبحاث، لا أحد قد استطاع  حتى الآن تحديد او اكتشاف أماكن موطن هذا الانتجاع اللذي يرجع الى عصور ما قبل التاريخ.

ومع ذلك، فقد اكتشف الفريق المغربي-الإسباني موقع الانتجاع الأكثر قدما على الاطلاق وهو في أوكايمدن نفسها (الصورة)، و التي يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث الأوسط والنهائي (قبل 4000 إلى 3200 سنة قبل الميلاد). فقد عثر الفريق الأثري على أرض الحمولة الانتجاعية وهي عبارة عن أساس بناء  لكوخ يعود بنا الى عصور ما قبل التاريخ، حيث وجدت العديد من الأدوات الحجرية المنحوتة من كتل صخرية من حجر الصوان، فضلا عن العديد من أجزاء من المزهريات مزينة.

وعلى ما يبدو فأن الأطلس الكبير كان منطقة جذابة للسكن و التجمع بين قبائل الأمازيغ القدماء وكانت عادة الانتجاع و الاقامة المؤقتة للقبائل المرابطة حول المنطقة، وكان ذالك يحدث بانتظام طوال مراحل فترات ما قبل التاريخ وخصوصا العصور الحجرية. و العجيب فعلا أنه مازال قائما الى يومنا هاذا بل وحتى أسم الموقع يدل على أهميته و هوية أصحابه و نشاطاتهم المبكرة و الحديثة.

سلالة أبقار الZEBU الهندية تكشف أصول المجتمعات الرعوية في افريقيا + صور


في الصورة أبقار ال ZEBU الهندية في أسواق أثيوبيا، وبالأعتماد على حفريات المواقع الأركيولوجية في شمالي شرق أفريقيا و فحص بقايا العظميات الحيوانية  اللتي خلفها رعاة العصر البرونزي في صحاري أفريقيا، و التصنيف السلالي للبقريات الرعوية في العالم.

فقد تم التوصل الى أن ظهور و أنتشار سلالة أبقار الزيبو ZEBU الهندية في عموم شرق أفريقيا و القرن الأفريقي، و مساحات واسعة من أفريقيا الساحل و الصحراء  بل و حتى ألى أفريقيا الجنوبية، كان قبل حوالي 700 ألى 1000 سنة فقط !

ويعتقد أن من قام بنشرها في عموم أفريقيا هم مجموعات كوشية قادمة من بلاد السودان و أريتريا بالتحديد (ك مملكة أكسوم و مملكة ميرواي في بدايات الألفية الأولى ميلادية) وهي شعوب تمتهن الرعي و الترحال بالماشية وخصوصا الجمال و الأبقار و الأغنام.

أما فيما يخص  السلالة البقرية ZEBU الهندية فهي ظهرت لأول مرة في أفريقيا في بلاد مصر قبل 2000سنة قبل الميلاد، و أول من قام بتدجينها في أفريقيا هم الفلاحون المصريون القدماء  وكما هو معروف عند علماء الحيوانيات فهته السلالة البقرية هي سلالة أصلها من بلاد الهند و السند

ويعتقد أن المصريين القدماء ربما قامو بأستقدامها من الممالك الحيثية و الميتانية و الحورية في بلاد الهلال الخصيب. وهي ممالك هندوأرية ، جزء كبير من شعوبها قادم من أيران و أفغانستان و جزء من باكستان. 

أو ربما أن حركة رعاة من القوميات الهندوأرية نزحوا نحو مصر أنطلاقا من الهلال الخصيب و هم من قامو بأدخالها الى المملكة الوسطانية المصرية القديمة

وهاذا الرأي يدعمه الهجوم الكبير اللذي تعرضت له مصر القديمة في الفترة بين 1800 ألى 1400 سنة قبل الميلاد من طرف شعوب هندو أرية تدعى بالهيكسوس وكانت شعوب رعوية تمتهن الترحال و سرح الماشية. وذالك أثناء فترة ما يعرف ب أزمة العصر البرونزي واللتي عرفت حركات هجرات ضخمة عبر العالم القديم كان سببها التوسعات الهندوأرية من السهوب الأوراسية من أسيا الوسطى.

وكما يتضح من خلال هته المعطيات التاريخية و الأركيولوجية فأن الهجرات الهندوأوروبية نحو أفريقيا من أوراسيا هي واضحة بشكل جلي، و أبرز مثال هو أستمرارية حركات الرعي السهوبية اللتي مازالت منتشرة الى يومنا هاذا في عموم أفريقيا جنوب الصحراء وشمالها متمثلة في ماشية من سلالات أوراسية المنشأ، مايقود مباشرة ألى الجزم أن هؤلاء الرعاة و الرحل في أفريقيا بصفة عامة لهم أسلاف حديثة تعود على الاقل ألى العصر البرونزي قادمة من أوراسيا كمثال أسلاف الاثيوبيين و الشرق أفريقيين.

أبقار ال ZEBU الهندية في مصر القديمة (المملكة الوسطانية)



أبقار ال ZEBU الهندية في أثيوبيا و الصومال



أبقار ال ZEBU في الهند



أبقار ال ZEBU الهندية مع قبائل الماساي في افريقيا الشرقية (كينيا و تانزانيا )


قبائل الفولاني و الفلومبي مع أبقار ال ZEBU الهندية في الساحل و الصحراء
 ( أريتريا، السودان ، التشاد، بوركينافاصو، مالي، النيجر ، نيجيريا، السنغال..)


mardi 26 juillet 2016

السلالة و الهابلوغروب J1 في أفريقيا بين الحقائق و المعطيات (بحث تفصيلي)


السلالة أو الهابلوغروب J1 ، فرع مشتق منJ-M340، ولد ونشأ بجبال الأراراط و زاغروس بأيران وشرقي الأناضول (بلاد كردستان) منذ حوالي 9000 سنة قبل الآن، ثم ظهر منه فرع أخر وهو J1e-P58 ويعرف سابقا ب J1c3 و حاليا ب J1a2b  في نفس المنطقة الأيرانوـأناضولية.

ثم فيما بعد ذالك توجه جنوبا بحسب دراسة Tofanelli et al 2009 ، خصوصا في فترة العصر البرونزي أي قبل 1400 سنة قبل الميلاد نحو منطقة الجزيرة بين بلاد الرافدين و الشام، و عرج مباشرة نحو سيناء المصرية ثم السواحل الشرقية لمصر عبر البحر الأحمر نزولا نحو بلاد النوبة و من ثم بدأ بأتخاذ طرق متعددة للأنتشار في القارة الأفريقيا مكملا سيره نحو بلاد القرن الأفريقي (أثيوبيا و بلاد الفالق الافريقي العظيم) و غربا نحو الصحاري الليبية و الجزائرية ثم الى سهوب و سواحل المغرب الكبير وهو مايتوافق كليا مع خارطة أنتشار J1 في القارة الأفريقية.

يعتبر كلا من Tofanelli و Chiaroni و ثلة أخرون من أبرز المتخصصين اللذين رفضوا تماما أقحام الهابلوغروب J1 بالعرب أو أنتشار الأسلام فيما يعرف بالفتوحات الأسلامية أو حتى ذكر هجرات بني هلال و سليم و معقل ألخ.

حيث أكد Tofanelli أن هاذا الهابلوغروب و تحوراته و فروعه غير لائقة وغير مناسبة لتعقب الأنساب كعلامات تشخيص عرقي عند كل من اليهود أو العرب. (الصورة أسفله)، المصدر



معللا ذالك  أن وقت أنتشار السلالة J1 يتجاوز بكثير ظهور هاتين الأثنيتين (العرب و اليهود)  في التاريخ وقد حدد ذالك في المدة مابين 7700 و 5500قبل الحاضر أي مباشرة مع العصر النحاسي ثم بعد ذالك العصر البرونزي في منطقة الهلال الخصيب و الشرق الأوسط.

بل أكثر من ذالك ربط  الهابلوغروب J1،  ك مركر جيني خاص بأنتشار الرعاة و الرحل في الصحراء السودانية و الشمال أفريقية ثم أخيرا صحاري الخليج الفارسي. اللذين كانو يبحثون عن الكلأ و منابع المياه لماشيتهم و اللتي كان أغلبها من الجمال و الأبقار الهندية اللتي أدخلوها من أوراسيا نحو أفريقيا. وكانو يتنقلون على مساحات واسعة أنتهت بهم الى الاصطدام بشعوب القارة و الاندماج معها و نقل ثقافة الرعي و الترحال لها.

رفض Chiaroni و Tofanelli حول ربط J1 بالعرب كقومية أو سلالة، جاء أولا لأعتبارات أركيولوجية ثم أعتبارات جينية، فبسبب عمر التحور  YCAII* 22 اللذي يتجه نحو 7200 ألى 5500 قبل الحاضر مايوافق فترة ماقبل التاريخ. وليس ألى وقت أنتشار العرب بالاسلام او بعده 1350سنة قبل الحاضر وهو مرتبط بالمزارعين الرعاة في فترة مابعد الهولوسين. وهاذا ما عززه Chiaroni et al 2010 في دراسته قائلا :

المصدر

المسألة ستعزز أكثر بمراجعة و دراسة حديثة أخرى ، ل Alison Smith ET AL 2013 ، حيث أكدت أن الهابلوغروب J1 هو خاص بالرعاة و الرحل في منطقة الصحاري في جنوب غرب أسيا و القارة الأفريقية وانه لا يوجد أدنى شك ان هذه السلالة مرتبطة بانتشار الرعي و سرح الماشية بعد نهاية عصر الهولوسين وانه أنطلق بداية في مكان ما في الشرق الادنى قبل 7000الاف سنة قبل الحاضر. وأن أعلى نسبة و معدل يقع في شمال شرق أفريقيا في أشارة لدولة السودان الشمالي حيث تصل الى أكثر من 74%.

بل و ذهبت أبعد من ذالك عندما اشارت الى أن السلالة J1 بكل فروعها أخذت طريق أنتشار السلالة R1b1-V88 اللتي دخلت أفريقيا سابقا وذالك أنطلاقا من الهلال الخصيب وتوجد اعلى نسبة لها في شمال الكاميرون و عند قبائل الهوسا، حيث تنازعت و تقاسمت معها نفس مجال انتشارها و نفوذها ألا وهي دائرة الصحاري الأفريقية و الأسيوية ولكن كل في نطاق انتشار خاص به  داخلها.  (في الصور أسفله)، المصدر




بطبيعة الحال الأمور لا تتوقف هنا فقط، فهناك دراسة أخرى كنا قد أدرجناها حول أن المشارقة و العرب لم يغزوا شمال أفريقيا و أوروبا ، فقد أعتبرت أن الهابلوغروب J1 في شمال أفريقيا بكل تحوراته و فروعه فيها ، هو يعود الى فترات ماقبل التاريخ و لا علاقة بدخول العرب لشمال أفريقيا او أوروبا  و أعتبرته أحد الهابلوغروبات الأصيلة لشمال غرب أفريقيا رفقة M81 و M78 ،في (الصورة أسفله) ، المصدر



أذن مبدئيا وكما تلاحظون ، الكثير من الدراسات الجينية المعتمدة دوليا ، تنفي بشكل قاطع أي ربط للسلالة J1 بالعرب أو انتشار الدين الأسلامي أو حتى الاشارة ولو من بعيد ألى ما يعرف بالتغريبة الهلالية اللتي حصلت في الفترة الفاطمية.

ما يقودنا مباشرة ألى الجزم بشكل مطلق الى أن الأمر يتعلق بسوء فهم و تشويش متعمد حاولت فيه جهات أن تربط نفسها بهاذا الهابلوغروب و تلصق به صفة العروبة و العرق العربي بل وألى النسب الشريف لسلالة الرسول و النبي أبراهيم. كما وضحنا سلفا من خلال من مايروجه مدراء مشاريع و منتديات الحمض النووي من الخليجيين وقد أنطلقوا في زعمهم ذاك على الاعتماد الكلي للتراث الاسلامي الشفهي و خصوصا تراث النسابة و ذالك عبر أسقاطه على نسب الهابلوغروب J1 في الجزيرة العربية.

ولأن الجزيرة العربية يقوى عليها غلبة نسبية للهابلوغروب J1، فأن معظم تحوراته فيها قادمة من أيران و القوقاز و الاناضول و أثيوبيا و الشام، لذالك تم التركيز على الفرع J1c3dوحاليا تعرف ب J1a2b2، وهو بالكاد يصل نسبة 33% في السعودية ، لكن مشكلة هاذا الهابلوغروب أنه منتشر أيضا في الأناضول و القارة الافريقية و أوروبا و أغلب تحوراته الأساسية و الفرعية هي خارج الجزيرة العربية.

ما دفع الخليجيين الى اعتماد الفرع J1a2b2a - L222.2 كسلالة خاصة بالعرب الأقحاح ، ما يقصي تماما معظم اليمنيين و كثيرا من الخليجيين ، فبحسب دراسة الفهدلاوي فنسب هاذا الفرع في الجزيرة العربية هي كالتالي:

اليمن 2% ، سلطنة عمان 12% ، السعودية 10% ، الأمارات 21%، قطر 39%، البحرين 2%

لكن الأمور ستتعقد أكثر فأكثر بسبب ال TMRCA أو عمر الجد الجامع، فكما هو معلوم فأن J1a2b2a - L222.2 هو الأكثر أنتشارا في شمال افريقيا و شرق أفريقيا من بين كل فروع الهابلوغروب J1، لكنه عمره في أفريقيا أقدم بكثير من مثيله في الجزيرة العربية ، ماينسف تماما أي أمل أو حتى تلميح لربط هاذا الفرع من J1 بالعرب .

عمر  J1a2ba*-L222.2  ب مصر هو مابين (2100 سنة ألى 1000سنة قبل الميلاد)
وهو أقدم بكثير من مثيله بقطر ، صاحبة أعلى نسبة له في الجزيرة العربية وهي بعمر تقريبي فيها بحوالي (1500سنة الى 600سنة قبل الميلاد) ، وفي سلطنة عمان (1200سنة الى 500سنة قبل الميلاد) و عمره بالمغرب هو (1800 الى 500سنة قبل الميلاد)، و بتونس (1760 سنة الى 400سنة قبل الميلاد).

بالتالي وكما تلاحظون فأن أعمار الفرع J1a2b2a - L222.2 بشمال أفريقيا (من مصر ألى المغرب) ، هي تعود للعصر البرونزي وتتجاوز بكثير الفترة الاسلامية و مابعدها كالفترة الفاطمية اللتي من المفترض أنها شهدت هجرات عربية. بل و أقدم من نظيراتها في الجزيرة العربية ماينفي تماما أي أصل مباشر لها من هناك بل يمكن أن العكس هو الصحيح.

بل الأسوء من ذالك، ان مدراء مشاريع و منتديات الحمض النووي العربية من الخليجيين، يعتقدون أن بني هلال و سليم و معقل في شمال أفريقيا كانت فقط على الفرع J1a2b2a - L222.2 وفي نفس الوقت هي سلالة الرسول ، متناسين تماما أن تراث النسابة ينسب بني هلال و معقل و سليم الى اليمانية القيسية و أصولها من اليمن وليس الحجاز .. اليمن اللذي فيه نسبة 2% من J1a2b2a - L222.2.

5% في أقصى الحالات ... وهاذا أن دل فهو يدل على مدى اللخبطة الكبيرة اللتي وقع فيها هؤلاء و حجم التناقضات الصارخة اللتي وضعوا أنفسهم فيها.

ولعل أبرزها، التجاهل المتعمد لتواجد السلالة J1a2b2a - L222.2 في دولة شمالي السودان حيث تبلغ نسبتها 74%، وهي أعلى نسبة في العالم لهاذه السلالة . كما هو موضح في الخارطة 


وسنتاول عما قريب تفاصيل أخرى مثيرة و معطيات مستجدة عن وضعية الهابلوغروب J1 لأزالة اللبس عنه بربطه بالعرب قهريا





lundi 25 juillet 2016

الأسلاف الأوروبية للأشكناز اليهود غالبيتها من جنوب أوروبا



في دراسة جينية أتوسومية، و عبر تحديد مستوى الأختلاط داخل جينوم الأشكناز اليهود وبأستعمال نموذج مقاراناتي أوتوسومي لجينومات الشرق أوسطيين المعاصرين و الأوروبيين، عبر طريقة  التفريق بين الأصل النسبي لكل مكان في جميع أنحاء الجينومات المستعملة. اللتي تم الجمع فيها بين جينومات  الفلسطينيين و طائفة الدروز لتمثيل الأسلاف من الشرق الأوسط واختبار ثلاث جينومات لمجموعات أوروبية مختلفة لتمثيل الأسلاف الأوروبية. 

فانه وبهته الطريق المقارانتية مع هؤلاء الوكلاء الجينوميين، فقد تم تحديد  كمية الخليط الأوروبي عند جينومات الأشكناز اليهود بنسبة %35 إلى 55٪ .

وعلى مايبدو فأن ، أصول الأشكناز اليهود متنوعة وبالربط عبر البيانات الجينية فأن أصول اليهود الأوروبيين تم تحديدها من جنوب أوروبا [وليس ايبيريا أو فرنسا]. مع مساهمة قليلة من أوروبا الشرقية.
الدراسة حددت وقت الأختلاط في حوالي قبل 30 ألى 40جيل سابقا من يهود الأشكناز.

مايمكن أستخلاصه هو أن الأشكناز اليهود تقريبا هم 50% جنوب أوروبيين و 50% شرق أوسطيين. كما هو ظاهر في الصورة أسفله و اللتي توضح الPCA PLOT و التقارابات الجينية بين المجموعات الأوروبية و الشرق أوسطية المدروسة. حيث المجموعة الأشكنازية مثلت باللون الأزرق و تتوسط الPLOTs .



نتيجة الرئيس السوداني عمر البشير على السلالة J1

نتيجة لرئيس السوداني عمر البشير على السلالة J1

في سنة 2012، ظهرت نتائج فحص تحاليل الحمض النووي  من دولة السودان وكانت بعضها لأفراد عائلة البشير التي ينتمي أليها الرئيس السوداني عمر البشير و أخرى تخصه شخصيا.

رقم عينة الرئيس السوداني هي 207584 : Kit Number
معنونة بأسم :  Al Bashir Sudan 


و رغم التحفظ الكبير اللذي واجهه مدراء مشاريع و منتديات الحمض النووي العربية اللتي يسيرها خليجيون من دول الكويت و الأمارات و السعودية فقد سارعوا الى نفيها و نفي النتائج بشكل قطعي ثم بعد ذالك قالو أنها نوبية سودانية بموروث عربي بدون أي توضيحات،  ويبدو ان نفيهم و تحفظهم ذاك جاء بسبب ان النتائج لم تتناسب مع قناعاتهم سواء حول خلفية الرئيس السوداني أو مسيرته في تسيير السودان المحفوفة بجرائم حرب و أبادات جماعية في حق سكان ولاية دارفور شرق السودان أو بسبب كونه المسؤول الأول و الأخير عن انفصال السودان الجنوبي عن شماله وأيضا لأنه مطلوب دوليا لدى المحكمة الدولية لجرائم الحرب.

ولعل أبرز سبب، كونه نتيجته موجبة داخل التحور الذهبي L222.2 و اللذي يروج على اساس انه سلالة الرسول و أسماعيل الذبيح و النبي أبراهيم فنتيجة الرئيس السوداني كانت على الرمز الجيني J1c3d2 وحاليا تعرف ب J1a2b2L222.2، وهو ما أعتبر أساءة ربما لهته السلالة "الشريفة" أو "المقدسة" بحد فهم و أعتقاد مدراء مشاريع و منتديات الحمض النووي العربي. 

و سواء رفض هؤلاء المدراء الخليجيون، لهته النتائج السودانية أو أخفوها او تحفظوا عليها فأنه وجب التذكير أن دولة شمال السودان بها أعلى نسبة J1a2b2 - L222.2 في العالم بأسره و تصل الى 74% في المتروبول السوداني للعاصمة الخرطوم و أم درمان. ما يعني ان نسبة أحتماله أن يقع على هاذا الهابلوغروب هي 74% وهي نسبة عالية كأحتمالية.

كما هو موضح في هته الخريطة:


و بغض النظر عن النسبة، فالهابلوغروب J1 في القارة الأفريقية مرتبط بالهابلوغروبين T و R1b-ٍV88 و E1b-M34 فيها ، بما يعرف بأنتشار الرعاة و الرحل و سراح الماشية أبتداءا من  العصر الحجري الحديث الى أزمة العصر البرونزي  ، حيث أن حاملي هته الهابلوغروبات قامو بأدخال الابقار الأسيوية من سيناء نحو أفريقيا  الصحراوية في شمال أفريقيا و الى جنوب الصحراء و شرق أفريقيا و القرن الافريقي ، كما قامو بأدخال الجمال و التيوس. بحسب دراسة Smith ET AL 2013

وسنقوم بتناول حقيقة تواجد الهابلوغروب J1 في القارة الأفريقية بالتفصيل في منشورات مستقلة عما قريب.