vendredi 28 octobre 2016

الكشف عن طفرة جينية تساعد الإنسان الحديث على تحمل التسمم الدخاني


كشفت دراسة أمريكية لفريق من الباحثين في جامعة بولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية نُشرت في مجلة”MolecularBiology and Evolution”، (كشفت) أن الإنسان الحديث استطاع التكيف مع السموم  الدخانية الناتجة عن حرق الخشب مقارنة مع الإنسان البدائي، وذلك نتيجة طفرة جينية. هذه الطفرة جعلت الإنسان الحديث يتفوق على البشر البدائيين في عصور ما قبل التاريخ.

وحسب “Gary Perdew” أحد المساهمين في الدراسة و المختص في علم السموم الجزئي وعلم السرطان، فالإنسان الحديث يعتبر من الثدييات الوحيدة التي استطاعت التأقلم مع تحمل هذا التغيير الناتج عن السموم الدخانية الناجمة عن إضرام النار في الخشب المستعمل في طهي الطعام والتدفئة ولحماية أنفسهم.

التعرض لتركيز قوي من السموم الدخانية يمكن أن يضاعف من إمكانية التعرض لالتهابات تنفسية، وبالنسبة للنساء الحوامل، فالتعرض لهذا الدخان قد يزيد من خطر نقص الوزن عند الولادة وكذلك ارتفاع معدل وفيات الرضع، وهو ما تضمنته نشرة إخبارية بجامعة ولاية بنسلفانيا. 

حيث أن الدخان في حال استنشاقه يحتاج الى استقلاب مركباته والتخلص منها، و إلا فإنه سيؤدي إلى تسمم خلوي.

وساعدت الطفرة الجينية لمستقبلات الهيدروكاربورات العطرية (arylhydrocarbonreceptor) AHR  الإنسان الحديث على تجنب التسسم ببعض السمينات مثل  (les dioxines et les hydrocarbures aromatiques polycycliques).

وحسب  “Troy D. Hubbard”مشارك في ذات البحث، فإن جسم الإنسان القديم كان يضم أنزيمات الأكسدة الضارة بصحته.

وقد تمكن هؤلاء الباحثون من اكتشاف هذه الطفرة معتمدين على مقارنة جينات الإنسان البدائي مع جينات الإنسان  (Denisova)والإنسان الحديث الذي يعود إلى  4500سنة.

ووضح  “GaryPerdew”لمجلة “science et avenir” أنه يصعب معرفة متى ظهرت هذه الطفرة بالضبط، لاعتبار أن أقدم جينوم للإنسان العاقل تم فك شيفرته يعود إلى 4500 سنة فقط . 

ولكنه قد وجد قبل ذلك بكثير، وبحسب قوله أيضًا، فإن الإنسان المعاصر، يستفيد من هذه الطفرة التي تساعد على التأقلم مع استنشاق الدخان، ويضيف مؤكدًا على أنه لا يقول بأن الإنسان البدائي كان يموت بفعل استنشاق الدخان، ولكن من المؤكد أن الدخان قد يكون عاملًا مساهمًا في اندثاره وانقراضه.

أما عن كيفية تعرض الإنسان القديم للتسمم الدخاني فيقول عالم الآثار بجامعة نيويوك الأمريكية “David Wright”  أن الإنسان القديم كان يشعل النار في الكهوف، وهو ما قد يكون ساهم في تسميمه وبالتالي إمراض الإنسان القديم.

“مارلين باتو ماتيس”، من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي الفرنسي، تجيب عن خطورة دخان الكهوف على الإنسان البدائي وتقول:

“في حياتهم، والتي تغطي أكثرمن 300 ألف عام، كان البشر البدائيون يتقن النار وكذلك طهي الطعام، بما في ذلك النباتات – الأعشاب البرية  -كما تتضمن التحليلات الأخيرة من المخلفات الصغيرة في الأسنان، وكانوا يفعلون ذلك منذ آلاف السنين.”

فآخرالدراسات تشير إلى أن الإنسان البدائي كان يستخدم موقد االنار، وكان يقوم باستعمال الماء الساخن في كوخه.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire