mercredi 13 juillet 2016

أفريقيا أو أفري/أفران ومغالطة القارة السمراء

أفريقيا أو أفري/أفران ومغالطة القارة السمراء

أفريقيا أو أفري/أفران وتطلق على بلاد شمال أفريقيا خصوصا بين الفترة الرومانية و العصر الوسيط، أصل الكلمة أمازيغي صرف و نشأت من الكلمة الأمازيغية إفري أو إفران، وتعني الكهف، في إشارة إلى سكان الكهوف. ويشير إسم أفريقيا أو إفري أو أفير إلى قبيلة بنو يفرن الأمازيغية التي تعيش في المساحة ما بين الجزائر وطرابلس (قبيلة يفرن الأمازيغية).

وقد أصبحت قرطاج في العصر الروماني عاصمة إقليم أفريقيا، الذي كان يضم الجزء الساحلي الذي يعرف اليوم بليبيا وهو الأسم القديم لشمال أفريقيت. أما الجزء الأخير من الكلمة "-قا" فهو مقطع يلحق بآخر الكلمات الرومانية، ويعني "بلد أو أرض".

ومما حافظ على الإسم في أحد أشكاله أيضاً، إطلاقه على مملكة إفريقيا الإسلامية التي نشأت في وقت لاحق، تونس حاليًا وفق مصادر العصر الوسيط.

أطلق أسم ليبيا قبل أسم أفريقية على كل شمال أفريقيا خصوصا في الفترة الهيلينية و الاغريقية وقد ذكر هيرودوت (484 -424 ق.م.) ذالك في كتابه التاريخ:

يعرف الكتاب الرابع من هذا المصنف باسم الكتاب الليبي وقد تحدث في هذا الكتاب عن القبائل الليبية المتواجدة على المنطقة الممتدة من غرب منطقة وادي النيل وحتى سواحل المحيط الأطلسي بالإضافة إلى حديثه عن قورينا وشقيقاتها وبعض حوادث تاريخها.

وقد ساد الاعتقاد ولمدة طويلة أن النيل ينبع من جبال الأطلس ، وأنه في ممراته عبر جنوبي النوبة كان يقطنه هناك قوم وتم تسميتهم بالاثيوبيين وهي تعني محروقي الوجه بالاغريقية. وقد قال هيرودت أن هؤلاء الاثيوبيين كانو صيدا للقتل من طرف الجرمنت الليبيين.
  • يقول هيرودوت، ثم يردف القول :
- يسافر الجرمنتيون على عربات ذات خيول أربعة، ويصطادون بها الأثيوبيين سكان الكهوف، لأن الأثيوبيين سكان الكهوف كانوا يسرعون في سيرهم على الأقدام أكثر من أي قوم وصلتنا أخبارهم

بقيت أفريقيا جنوب الصحراء مجهولة وغير مستكشفة بالنسبة للعالم القديم و بقي الامر كذالك حتى العصور الوسطى وغالبا اشير الى جنباتها وخصوصا في مناطق السافانا ببلاد السودان عند المصادر الاسلامية. 

ومع انطلاق الحملات البرتغالية وتبعتها البريطانية و الفرنسية على سواحل غربي أفريقيا حتى الرجاء الصالح بجنوب افريقيا، بدأت لأول مرة ترسم خارطة القارة الافريقية بشكل كامل، وقد أطلق الأوربيون مصطلح افريقيا السمراء أو السوداء على جل المناطق جنوب الصحراء اللتي كانت وراء قواعدهم العسكرية في سواحل القارة الجنوبية للدلالة على الاراضي الغير المستكشفة.

لكن وبظهور حركات التحرر و الاستقلال على الصعيد العالمي حرف معنى افريقيا السمراء ليشكل القارة بأكملها لكونها القارة الغير معروفة و المجهولة واللتي تخرج من ظلماتها الى حظيرة باقي القارات العتيقة.

ثم غير المعنى ليدل على الافارقة في القارة باسرها ك عرق واحد و لون واحد و روج بسبب غلبتهم العددية و هاذا الطرح استغل بقوة من طرف منظمات عنصرية و ايديولوجية تسعى به الى تحدي الغرب و منافسة ما يعرف بالقارة البيضاء أي أوروبا كجزء من رد الدين بسبب الاستعمارخصوصا منظمة الأفروسنتريك، وهاذا مايتناقض تماما مع الوقائع التاريخية و الاركيولوجية و العلمية المعتمدة.

الصورة هي ل ليبيا أو أيفران كما وصفها هيرودت و المصادر الاغريقو-رومانية و الاسلامية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire