lundi 4 juillet 2016

شهادات الشعوب اللاعربية و اللاأسلامية في العصور الوسطى عن العرب و الاسلام


خلال المدة بين القرن الثامن ميلادية حتى القرن الثامن عشر ميلادي (أكثر من ألف سنة) ، أستعمل مصطلح "السراسنة" من طرف الشعوب الأعجمية للدلالة على طائفة دينية "المسلمون" وفي بعض الأحيان للدلالة على "البدو أو العرب أو القادمين من الصحاري و الممتهنين لحرفة القرصنة و الاسترقاق".

اما الاستعمال العام ، فكان للدلالة على "المسلمين بالدرجة الأولى ثم العرب بالدرجة الثانية" ، والغريب فعلا هو غياب كلي لمصطلحات مثل: اسلام - مسلم - المسلمين، العرب ، عربية .. عن المخطوطات السيريانية , القبطية , الارمينية, البيزنطية ، الاوروبية و الأمازيغية و الفارسية القديمة التي وصفت الشعوب التي استطاعت هزيمة الامبراطورية الساسانية والبيزنطية في القرن السابع الميلادي. و استعيض عنها بتسميتهم بالسراسنة.

نفس الامر ينطبق على كتب التاريخ في اوربا الى حدود القرن 17 م . اول ذكر لتسمية "مسلم " باللغة الفرنسية كان سنة 1551م. و اول اشارة لتسمية "اسلام " باللغة الفرنسية كانت سنة 1697 م، .... اول ذكر لتسمية "مسلم " باللغة الانجليزية كان سنة 1615م. و اول اشارة لتسمية "اسلام " باللغة الانجليزية كانت سنة 1613 م

قبل هذه التواريخ كان الاسلام يسمى ب " شريعة السراسنة " ، وكان الأوروبيون لا يستطيعون قبل هاذا الوقت التفريق بين المسلم و العربي فبالنسبة أليهم مصطلح سراسنة لا يعدو سوى طائفة دينية قادمة من جنوب المتوسط وغالبا كانو يسمون المسلمين بالمور Moors في أشارة للمغاربة الحاليين بالتحديد، أما بالنسبة للأغريق و الأمازيغ و الأقباط و السيريان و الفرس فالامر ليس متوقفا فقط عند الدين...بل يتعداه لتعجيم ذالك الدين .

فاليوم بالمغرب وبقية البلدان الأمازيغية مازال كثيرون منا لا يعلمون أن الأمازيغ القدامى قبل أو خلال القرون الأولى من ظهور الإسلام كانوا يسمون "العربية" بـ Taserɣint (تاسرغينت) وكانوا يسمون "العربي" بـ Aserɣin (أسرغين) وكانوا يسمون العرب بـ Iserɣinen (إيسرغينن).

كلمة Aserɣin الأمازيغية التي تعني "العربي" تطورت من كلمة Saraceni (ساراكيني) اللاتينية أو من كلمة Sarakenoi الإغريقية اللتين كان يطلقها الرومان والبيزنطيون والإغريق على سكان صحراء شمال شبه الجزيرة العربية.

فعندما احتل الرومان الشام وفلسطين/إسرائيل والأردن منذ القرن الأول قبل الميلاد. وفي الصحراء المجاورة قرب الحدود الرومانية عاشت قبائل سماها الرومان Saraceni (ساراكيني) واعتبروها من قبائل "البرابرة" Barbari مثلما فعلوا مع سكان شمال أفريقيا الأمازيغ والقبط ومع الفرس في آسيا والقبائل الجرمانية في أوروبا وشعوب أخرى، لأن كل من لا يخضع للحكم الروماني أو لا يتكلم الإغريقية أو اللاتينية هو من "البرابرة" حسب ذلك المنظور الروماني الإغريقي القديم.

 وكانت هناك فترات قام فيها الرومان بتجنيد رجال من قبائل Saraceni للخدمة في الجيش الروماني في منطقة الشرق الأدنى (الشرق الأوسط). وفي أوائل انتشار الإسلام والحروب الإسلامية البيزنطية أصبح البيزنطيون يطلقون Saraceni (ساراكيني) على كل المسلمين بمن فيهم العرب والترك والفرس. وأطلق الأوروبيون الأورثودكس أيضا Saraceni (ساراكيني) على مسلمي الأندلس ومسلمي البلدان الأمازيغية.

والمؤرخ الإغريقي بطليموس Klaudios Ptolemaios أطلق في مؤلفه الجغرافي Geographike Hyphegesis في القرن الثاني الميلادي كلمة Sarakenoi (ساراكينُوي) على سكان شمال غرب شبه الجزيرة العربية قرب سيناء.

إذن فمصطلح Saraceni (ساراكيني) اللاتيني وSarakenoi (ساراكينُوي) الإغريقي بدأ أولا (في الأدبيات الإغريقية والرومانية والبيزنطية) كمصطلح يدل على جزء من العرب أو جزء من سكان الشرق الأدنى، ثم تم تعميمه على كل سكان الشرق الأدنى، ثم عممه الأوروبيون على كل المسلمين.

ومن أقدم الأصول المحتملة لكلمة Saraceni اللاتينية وSarakenoi الإغريقية هناك الكلمة السريانية Sarqaye (سارقايه) التي تم استخدامها للإشارة إلى إحدى قبائل الرحل من صحراء شمال شبه الجزيرة العربية، من طرف كاتب سرياني غنوصي العقيدة اسمه Bardaiṣan في القرن الثالث الميلادي. وقد ذكر هذا الكاتب بالسريانية قبيلة Sarqaye (سارقايه) بجانب قبيلة Ṭayaye (طايايه) التي تعني ربما قبيلة "طيء" المسيحية في شمال شبه الجزيرة العربية.

وحسب اللغوي السويسري Werner Vycichl فالكلمة الأمازيغية Aserɣin (أسرغين) التي تعني "العربي" قد تكون تطورت في اللغة الأمازيغية انطلاقا من الكلمة القبطية Sarakenos التي هي بدورها اقتراض قبطي للكلمة الإغريقية التي تحدثنا عنها، والتي صيغة جمعها: Sarakenoi.

المهم في هاذا الموضوع هو كون أن شهادات كل الشعوب اللاأسلامية واللاعربية من خلال ما وثقته طوال تاريخها أكدت لنا على قضية محورية و أساسية في الموضوع هو أن السردية الأسلامية للتراث العربي الاسلامي الشفهي و الحكواتي لا ينقل الحقيقة ولا يؤرخ لأي شيء .... وهو يفتري على التاريخ و الحقيقة خصوصا الادعاء بوجود "قومية عربية" أو عصبية اسلامية أتضح ان كلاهما لم يكن موجودين .

الصورة أعلاه هو لانتشار مصطلح السراسنة في العالم القديم حتى حدود القرن الثامن عشر واستعماله من طرف العجم للدلالة على المسلمين أو العرب أو الاسلام أو اللغة العربية.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire