أنواع ما قبل التاريخ من شبيهات-الأنسيات البدائية لا يبدو صعب جدا أنها كانت تمارس عادات للتزاوج مع أنواع مختلفة منها. ففي دراسة أجريت في الهند للكشف عن طبيعة هجرات البشريات البدائية في آسيا عبر تحاليل الحمض النووي الجينية، لمجموعة صغيرة ماقبل-تاريخية من جزر الأندمان، تم الكشف فيها عن نتائج مذهلة وهي: اكتشاف سلف شبه-بشري جديد، على الأقل بالنسبة لبعض ساكنة دول جنوب شرق اسيا.
موقع جزر الأندامان في خليج البنغال (دولة الهند)
هاذه الأشباه البشرية المكتشفة و الغامضة يبدو أنها تعايشت مع البشر البدائيين و النيادرتال و الدينيصوفان، ولكنها كانت من فصيلة مختلفة. ولم يتبقى منها أي شيء على الأقل أركيولوجيا، وما تم العثور عليه حتى الان - مجرد بصمات جينية على جينوم شعب جزر الاندمان حاليا.
تم العثور على آثار الحمض النووي لهته شبه-بشريات الغامضة في عشر عينات لأفراد من قبائل الJarawa و قبائل Onge، الذين يعيشون في جزر أندامان، في عمق خليج البنغال. سلسلة اشرطة الحمض النووي لهته العينات تمت مقارنتها مع التسلسل الجيني ل 60 شخصا من البر الرئيسى لسكان الهند مع تاريخهم العرقي المختلف، و أيضا مع توافر البيانات الجينية لمجموعات بشرية حديثة أخرى، كما أكد أصحاب الدراسة.
شعب جزر الأندامان
" نتائج الدراسة أعطت الدليل القاطع على أن سلف الإنسان العاقل وهو هومو-هيدلبرغ ، قد أنجب و تطور إلى مزيد من التناويع البدائية للبشريات الأولية وليس فقط الى مجرد إنسان عاقل او نياندرتال او دينيصوفان، " تقول الباحثة بارثا ماجومدر من المعهد الوطني للطب الحيوي و علم الجينوم في كالياني في ولاية البنغال الغربية بالهند.
وأضافت ماجومدر: '' البشر اليوم، النيادرتال و الدينيصوفان (ويفترض أيضا رجل الكهف ل دير الأحمر بالصين) أنها كلها تنبع من سلف مشترك منذ حوالي 600،000 سنة -".
الدراسة تدعم أيضا النظرية العلمية القائلة أن جميع شعوب آسيا والمحيط الهادئ الموجودة اليوم تشترك في أصل واحد، يقول الباحثون و على رأسهم مايوخ موندال" أنهم جميعا ينحدرون من موجة واحدة من التوسع في عصور ما قبل التاريخ أنطلاقا من أفريقيا، وهو ما يتناقض في وقت سابق مع نظرية مستقلة ترجح موجتين من الهجرة من أفريقيا نحو أسيا، كما أشيع من دراسات سابقة"
وعليه فان الأبحاث الحالية تضع فرع جديد في شجرة التطور البشري، بدءا من جد غير معروف ظهر قبل حوالي 600،000 سنة. وهو جد الانسان العاقل و النيادرتال و الدينوصوفان اللذي ظهر من مشجرة النيادرتال بعد خروجه منها .
و الشي الوحيد و الواضح الأن أن هذه شبه-بشرية المكتشفة جينيا الأن أنشقت و خرجت من سلف مجهول.
ففي وقت لاحق في مسار التاريخ التطوري البشري، ترك الانسان العاقل أفريقيا وفي طريقه تزاوج مع إنسان نياندرتال. ثم واصل أعضاء من هؤلاء البشر المختلطين بالنيادرتال طريقهم نحو آسيا، حيث انقسموا هناك الى مجموعة من الشعوب. وعلى ما يبدو فأن بعضا من هؤلاء الناس، وهم أسلاف سكان جزر الاندامان تزاوجوا مع نوع اخر ثالث من شبه البشريات .
ويقول فريق البحث" أن هذا الأصل مفقود عند الأوروبيين والشرق آسيويين وغيرهم ماعادا عند سكان الأندامان وهذا يقدم لنا دليلا على أن البشر الأوائل كانو يختلطون مع شبيهات جنسهم" .
وبردف الباحثون قولهم " وجدت جينات الدينوصوفان في جميع أنحاء آسيا وجنوب شرق آسيا أي في معظم القارة الأسيوية، بل وحتى في بابوا و غينيا الجديدة - ولكن هي غير موجودة في جزر الاندامان."
وبردف الباحثون قولهم " وجدت جينات الدينوصوفان في جميع أنحاء آسيا وجنوب شرق آسيا أي في معظم القارة الأسيوية، بل وحتى في بابوا و غينيا الجديدة - ولكن هي غير موجودة في جزر الاندامان."
تعقيدات تجانس الانسان العاقل مع شبيهات الانسيات البدائية مازالت تعرف نوعا من التضاربات و الجدل . في الواقع ليس الجميع يجزم بهته النظرية - فالبعض يعتقد ان الإشارات الجينية للإنسان النياندرتال في البشر هي مجرد "أشباح جينية" من سلف مشترك قديم.
البعض الآخر يجزم و يؤكد بشكل قطعي . وذالك بفضل الدراسة اللتي كانت في شهر فبراير الماضي بخصوص اكتشاف جينات الانسان العاقل في رفات النيادرتال (عكس جينات النيادرتال في البشر).
النظرية تقول أن مجموعة من الانسان العاقل انشقت و غادرت أفريقيا عن لا يقل عن عشرات الآلاف من السنين في وقت سابق من المجموعة التي نشأ منها الانسان العاقل، ثم أثناء هجرته تزاوج مع النيادرتال قبل 100،000 سنة على الأقل .
على أي حال، فإنه من الواضح أن التطور و الظهور البشري أعقد مما تصوره الباحثون و المختصون.
وجب الاشارة الى أنه أركيولوجيا، كان هناك نوعين من شبيهات-الانسيات تعايشت مع الانسان العاقل في آسيا الحديثة إلى حد ما. واحد هو ما يسمى ب "الهوبيت" Hobbits الهومو فلوريس , Homo floresiensis ، كان نوعا قصيرا لا يصل حتى متر في قامته و طوله وهو كان موجودا على جزيرة فلوريس الإندونيسية منذ حوالي لل700،000 سنوات على الأقل ونجا حتى، على ما يبدو، منذ حوالي 60،000 سنة. أصله لا يزال محل نقاش ساخن.
إنسان آخر تعايش مع الأسيويين وهو أنسان دير الأحمر بالصين، ويعتقد أنه نجا بعد ما يصل إلى 10،000 سنة مضت. ماوجده العلماء من دير الأحمر كان عظم الفخذ، وكان صغيرا جدا مايشير أيضا الى انه كان قصير القامة. ولكن، يقول الباحثون، أن هذا العظم يبدو مثل عظم الفخذ عند الانسان الماهر، هومو هابيليس Homo Habilis والانسان المنتصب هومو اركتس Homo Erectus، واللذي سبق ظهور الانسان بنحو 1.5 مليون سنة.
على اليسار Homo floresiensis، بجانب جمجمة الانسان العاقل. يعتقد العلماء أن نوعا من Homo Erectus تضاءل حجمه و قامته بسبب تطوره في عزلة على جزيرة فلوريس
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire