في دراسة جينية حديثة عن ساكنة دولة الجزائر، نشرت نتائج متعددة لعدة مناطق و تجمعات قبلية و سكانية في البلاد كان أبرزها تلك المتعلقة بقبائل الرقيبات في الجنوب الغربي للجزائر، و قد أحدثت نتائج فحص الحمض النووي لقبائل الرقيبات نواحي تيندوف هزة سياسية كبيرة قد تقلب الكثير من المسلمات خاصة فيما يتعلق بالمسألة الثقافية و الهوياتية و الأجتماعية لسكان الصحراء المتنازع عليها بين المغرب و جبهة البوليساريو.
النتائج أظهرت من دون أدنى شك، أن قبائل الرقيبات وخلافا لما تروجه عن نفسها سواء أعلاميا أو تراثيا كونها قبائل تنحدر من الشرفاء الأدارسة من جهة و من جهة أخرى أنها قبائل حسانية تنحدر من أصول مشرقية من بني معقل و سليم، تيبن أنها لا تمت لتلك الأدعاءات بأية صلة.
فزهاء أكثر من 80% من رجال قبائل الرقيبات ينحدرون من أباء أمازيغ مباشرة حيث يطغى عليهم الهابلوغروب الأمازيغي E1b1b1b -M81 حيث اعلى النسب العالمية له تسجل عند أمازيغ المغرب و تونس و الجزائر (بين 80% ألى 100%).
والنسبة ترتفع الى 85% باحتساب الباسال E1b1b1-M35، الموجود في أمازيغ المغرب بنسب مهمة مقدرة بين 3% ألى حدود 10%.
جدول نتائج فحص الحمض النووي للسلالات الذكرية عند الرقيبات (معلمة بالأصفر)
ثم يليها الماكرو- الهابلوغروب (J -M304 (xJ2 ، بنسبة 10% بدون تحديد لأي فرع مع أحتمالية متوقعة ل J2 وهو مايعتبر مفاجئة غير متوقعة، وجدير بالذكر ان J2 وجد عند قبائل صحراوية في السودان و الجزائر و ايرتريا و اثيوبيا لها أصول ليبية أمازيغية قديمة، وهو ما يرجح أنها مرتبطة بأصول ليبية من برقة Cyrenaica تعو لفترة نهاية العصر البرونزي في شمال أفريقيا، عندما نزل جزء من شعوب البحر على ساحل برقة و اختلط بأمازيغها فبدئوا باكتساح الصحاري الافريقية فيما يعرف بتوسعات الجرمنت اللتي كانت تشن حرب أبادة في حق الصيادين من الزنوج البدائيين قبل ان يختلطو معهم بحكم السبي و تجارة الرقيق. أو ربما بسبب انتشار ثقافة السيراميك الكارديالية و رعاة السهوب من أوراسيا نحو أفريقيا فيما بين العصر النحاسي و البرونزي.
وما يدعم هاذا الطرح كون بعض المصادر تشير أنه في القرنين الثاني والثالث أحدث الاجتياح الروماني لمناطق شمال إفريقيا خللا في التركيبة الديمغرافية لسكان الصحراء الغربية (المغربية)، حيث قدمت من صحراء ليبيا ومناطق الشمال قبائل صنهاجة وزناتية الأمازيغية واستقرت في الصحراء الغربية (المغربية).
السلالة M81 ظهرت في جبال الأطلس المتوسط بسبب تركيز الBasal خاصتها في تلك المنطقة بنسب عالية و توسعت فيما بعد نحو الجنوب و الشرق أنطلاقا من شمال المغرب
( هجرات قبائل صنهاجة و زناتة الأمازيغية)
( هجرات قبائل صنهاجة و زناتة الأمازيغية)
ثالت أهم نسبة وجدت عند الرقيبات هي للهابلوغروب E1b1a-M2 بحوال 3,33% وهو خاص بأفريقيا جنوب الصحراء و التجمعات النيجرو-كاردوفانية ما يعتبر أشارة الى تواجد طبقة للعبيد من الزنوج ذابت و انصهرت في النسيج القبلي للرقيبات من جهة الأباء.
وأخيرا الهابلوغروب R1b بنسبة 1,67%، وهو أيضا يعتبر مفاجئة فبعيدا عن السواحل اللتي من المفترض انها شهدت احتكاك أوروبي أمازيغي.. نجد هته السلالة في أعماق الصحاري الافريقية، مايدل انها كانت في شمال أفريقيا على الأقل في العصر البرونزي ويمكن ربطها بتوسعات الجرمانت أو تحركات رعاة السهوب القادمين من أوراسيا مع بدايات العصر البرونزي أو بسبب توسع مفترض للثقافة الكارديالية في صحاري افريقيا في فترة العصر النحاسي بما يعرف بتوسعات المزارعين الأوروبيين الأوائل.
وبالنسبة للأسلاف الأمومية عند الرقيبات، فتقريبا مثلت الأمومة الأفريقية جنوب الصحراء نسبة 26% من مجموع الأمهات بينما البقية أي 74% هي نسب خاصة بالأمومة الأمازيغية المعرفة بالغرب-أوراسية. والعجيب فعلا أن الأمهات من السلالة الراقية HVII Sequences تشكل نسبة 36% وهي مقاربة لنسبها عند الناطقين بالدارجة بالمغرب، و أقل بقليل عند الأمازيغ اللذين تتراوح نسبتها عندهم بين 40% الى مافوق 60%.
ثم تأتي الأمهات الأمازيغيات العتيقات الممثلة في السلالة U6 و U5، حيث سجلت نسبة في حدود 10% وهي تقريبا نفس نسبتها عند أمازيغ المغرب و تقارب المعدل الوطني. للأشارة أعلى نسب هته السلالة وجدت عند أمازيغ المزاب بالجزائر و أمازيغ الريف و الأطلس بالمغرب.
ثم سلالات أمومية أخرى عتيقة بشمال أفريقيا من قبيل M1 بنسبة 2% منتشرة بشكل أخص في الجزائر و مصر.
ثم السلالة R0a بنسبة 8.33% و(9.26%; 0.93% R0a1a) وهي من اعلى النسب في العالم وتوجد بنسب عالية في القرن الافريقي، يقال على أنها ظهرت بالجزيرة العربية في اواخر العصر الجليدي (لا توجد دراسات معمقة في موضوع هته السلالة).
والبقية على نسبة مختلفة و ضعيفة لكل من J و T , K و N وU لا تتجاوز في احسن الأحوال 1%، وهي كلها سلالات أمازيغية أيضا بتحورات شمال أفريقية خاصة في معظمها و عتيقة. و تعرف بأنها 'غرب-أوراسية'.. كانت في شمال أفريقيا قبل 40الف سنة قبل الميلاد.
أذن وكما يتضح من خلال دراسات طبيعة الهابلوغروبات الأمومية و الأبوية عند قبائل الرقيبات فيتضح بدون أدنى شك، ان أصولهم أمازيغية بشكل واضح مع هامش محصور بين 25% ألى 15% يرجع لتأثيرات من العصر البرونزي المتأخر بشمال أفريقيا و تجارة الرقيق للعبيد الزنوج من العصر الوسيط الأسلامي.
في حين لايوجد منفذ لأي أدعائات من قبيل ان الرقيبات و قبائل الصحراء الغربية ( المغربية) هي عربية او مشرقية..
عينات الرقيبات في الجنوب الغربي للجزائر كما هو مشار أليها في الخارطة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire