أن أهمية فهم تاريخ نشأة المساجد و مأذنها يحيلنا الى أصل و منبع الدين اللذي عليه بنيت، وكما هو معلوم فأن الأدلة الأثرية و الأركيولوجية بهاذا الخصوص في شبه الجزيرة العربية هي شبه-منعدمة أن لم نقل منعدمة تماما، أذ يصعب تتبع و كشف أولى أساسات و بنايات العصر الأسلامي الأول (الفترة النبوية و الراشيدية) وخصوصا في مكة و المدينة، نظرا للحظر اللذي تمارسه السعودية على التنقيبات الأثرية و الأركيولوجية اللتي يشرف عليها غربيون و علماء أثار من عدة دول.
ولكن و رغم هذا المنع فأن أولى الأثباتات على وجود معابد دينية سابقة لتشكيل مفهوم المسجد عند المسلمين وجدت بالفعل في بلاد الشام وخصوصا في سوريا، فقد كان السوريون القدماء يعبدون الآلهة التي تسكن السماء، نظروا إلى النجوم وأطلقوا أسماء آلهتهم عليها.. كان الارتفاع إلى الأعلى اقتراب أكثر من الإله.. من هنا نشأت الطقوس العمودية الوثنية في معبد الربة السورية هيرا في منبج قبل المسيحية بقرون طويلة.. ومن ثم ظهرت الرهبنة العمودية المسيحية على يد القديس سمعان.
يقول امرؤ القيس:
تضيء الظلام بالعشاء كأنها............منارة ممسى راهب متبتل
هذا برج ملح الصرار في جبل حوران في محافظة الىسويداء.. يمكن أن بفسر من أين اتت فكرة المئذنة في المساجد الاسلامية والمنارات في الكنائس المسيحية..
المؤشرات تشير إلى أن هذا البرج هو أحد برجين بنيا في معبد الإله النبطي ذوالشرى..
فقد عثر على نقش بازلتي منقول من ملح الصرار إلى القرية المجاورة لها عرمان عليه كتابة باليونانية مؤرخة في العام 372 م..
جاء فيها:
جاء فيها:
{عزيز بن مغيرة وسليفانونس بن هتيم ونصر بن حنين ومعن بن تيم شيدوا البرجين في عام 267 بارثيوس اي في عام 372م.}
وهناك كتابة أخرى لنفس الاشخاص تتعلق بمبنى ديني عام ذي برجين.. وهناك نص في ملح أيضاً يذكر تقديم مذبح للمعبد من قبل كاهن ذو الشرى ناجي بن خير (ناجيوس بن خيروس).
كتب تاريخنا الاسلامي تؤكد ان المساجد الاولى في المدينة (يثرب) ومكة لم يكن لها مآذن حيث كان بلال يصعد إلى سطح المسجد ويؤذّن. وربما كانت مئذنة المسجد العمري في بصرى هي أولى المآذن في مساجد المسلمين ولكن أركيولوجيا لم يتم الـتأكد من هكذا زعم في ظل غياب لدراسات أركيولوجية مسايرة للسردية الأسلامية.
وبالنسبة لطبيعة البناء الحوراني والبرج المتصل به تؤكد انه كان معبداً للاله النبطي ذو الشرى لأن يشبه إلى حد بعيد معبد ذو الشرى في ملح.. وخصوصا البرج وهذا يؤرخ للفترة اللتي انتشرت فيها المسيحية في حوران في العصر البيزنطي.
وبالنسبة لطبيعة البناء الحوراني والبرج المتصل به تؤكد انه كان معبداً للاله النبطي ذو الشرى لأن يشبه إلى حد بعيد معبد ذو الشرى في ملح.. وخصوصا البرج وهذا يؤرخ للفترة اللتي انتشرت فيها المسيحية في حوران في العصر البيزنطي.
والابراج في معابد سوريا موجودة منذ القدم.. وخصوصاً في حوران حيث تكثر هذه الابراج في اللجاة والجبل بشكل عام.. وقد ظن البعض أن لها وظائف دفاعية او رقابية أو انها مدافن برجية كالتي في تدمر..
ولكن لا يوجد اي مؤشرات آثارية على ذلك، فابراج المراقبة كانت تقام في منطقة الليمس على تخوم الصحراء في مناطق خالية من السكان. ومن هنا فالوظيفة الدينية هي السبب وراء بناء هذه الابراج.. والتي تحولت إلى مآذن ومنائر في الثقافة الأسلامية فيما بعد، بل أكثر من ذالك فهو يشير الى محورية الثقافة السيريانية المسيحو-عبرانية الوثنية الصحراوية في بناء أولى لبنات الديانة الأسلامية.
ولكن لا يوجد اي مؤشرات آثارية على ذلك، فابراج المراقبة كانت تقام في منطقة الليمس على تخوم الصحراء في مناطق خالية من السكان. ومن هنا فالوظيفة الدينية هي السبب وراء بناء هذه الابراج.. والتي تحولت إلى مآذن ومنائر في الثقافة الأسلامية فيما بعد، بل أكثر من ذالك فهو يشير الى محورية الثقافة السيريانية المسيحو-عبرانية الوثنية الصحراوية في بناء أولى لبنات الديانة الأسلامية.
بأتفاق مع صفحة : كشف تاريخ القرامطة بشمال أفريقيا
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire