أنه لمن المثير للأنتباه في رواية الفتح العربي الأسلامي لشمال أفريقيا بين الخرافة و الروايات الضعيفة تاريخ المدعو والمسمى عقبة ابن نافع الفهري الأموي وكل تلك الاساطير اللتي نسجت حوله خصوصا ما يتعلق بضم مساحة تناهز أكثر من 5ملايين كيلومتر مربع في أقل من سنة!
سنبدأ بشيء بسيط جدا و هو المسافة التي قطعها عقبة ابن نافع ابتداء من تنصيبه سنة 62 هجرية لغاية مقتله صيف سنة 63 هجرية حسب الرقيق القيرواني (المتوفي سنة 420 هجرية) الذي كان وراء القصة الخرافية الكاملة للمدعو عقبة ابن نافع و التي تبناها أغلب المؤرخين الذين جاؤوا من بعده ، أما من سبقوا الرقيق القيرواني مثل ابن عبد الحكم ( المتوفي سنة 257 هجرية) كانت رواياتهم عن عقبة ابن نافع فقيرة جدا، هذا ويشار أن المخطوطات القديمة اللتي تؤرخ لتلك الفترة غير موجودة نهائيا، نفس الشيء ينطبق على باقي القرينات الأركيولوجية و الأثرية.
باختصار شديد المتتبع لرواية عقبة ابن نافع حسب الرقيق القيرواني سيصل الى نتيجة مذهلة مدهشة و واحدة هي كون عقبة ابن نافع قطع برا مسافة 8.500 كلم خاض فيها عدة معارك خرافية لأخضاع كامل شمال أفريقية علما انه أعاد بناء مدينة القيروان و عمرها و كل هذا في وقت قياسي لا يتعدى سنة واحدة !!
عزيزي القارئ استمع جيدا و أحكم بنفسك :
1) المدعو عقبة ابن نافع كان بدمشق حين عينه على أفريقية سيده السكير يزيد ابن معاوية ذابح آل البيت أي سنة 62 هجرية.
2) المدعو عقبة ابن نافع انطلق برا و ليس بحرا أو جوا.
3) في ذلك الزمن سرعة مسير الجيش تحددها سرعة مسير المشاة الراجلين على الأقدام و ليس سرعة البعير أو الخيل و هي تركض!
و لكي نوضح أكثر، لنأخذ مثالا أخر من التراث الشفوي الأسلامي و هو غزوة تبوك أو العسرة حيث خرج الرسول محمد مع جيشه من المدينة قاصدا تبوك على مسافة 555 كلم تقريبا حيث أستغرق ذهابا و إيابا 50 يوم فيها 15 يوم مكث في تبوك ثم رجع للمدينة أي قطع 1110 كلم في 35 يوم أي سرعة المسير تساوي 30 كلم تقريبا في اليوم -هذا أن صدقنا انه يوجد جيش نظامي في العالم يتحرك مشيا بدون أنقطاع ليوم كامل-
4) المدعو عقبة ابن نافع قطع برا مسافة 8.500 كلم تقريبا حسب رواية الرقيق القيرواني التي فرضت في التاريخ الرسمي لدول شمال افريقيا بقوة التواتر و الموروث الديني و الايديولوجيا القومية العربية.
أي أنه كان يحتاج ل : 8500 كلم تقسيم 30 كلم في اليوم = 283 يوم أي 09 أشهر و نصف لقطع كل هذه المسافة أي تبقى له 02 أشهر و نصف فقط أعاد فيهم تشكيل جيشه في معسكره بغدامس و أعاد بناء مدينة القيروان و تعميرها و خاض فيهم عدة معارك مثل معركة خوار بليبيا التي حاصر أهلها مدة شهر ، و معركة باغاية ثم معركة لمبيز ثم معركة أربة ثم معركة تيهرت ثم فتح طنجة ثم غزوة بلاد السوس ثم معركة تهودة حيث قتل !؟
أنه من الصعب فعلا تصديق هكذا رواية أو حتى مسايرتها بل ونجد بينها وبين باقي روايات الموروث الأسلامي مفارقات و تناقضات، ثم هل يوجد جيش في تاريخ البشرية يقطع مسافة 8500 كلم ماشيا 30 كلم يوميا لمدة 09 أشهر و نصف دون أخذ قسط من الراحة !!
ولكي تتأكد الصورة لابد من تذكير المتابعين وأغلبهم يصدقون روايات التراث الاسلامي الشفوي، أن أقصى و أصعب غزوة خاضها الرسول محمد هي غزوة تبوك التي قطع فيها جيشه مسافة 1110 كلم فقط في مدة 35 يوم (15 يوم مكثوا بتبوك) في الصحراء و رغم أنها فاتت بسلام دون قتال ، تعب المسلمون كثيرا حتى سماها الاله الاسلامي ب "العسرة" أي غزوة العسرة لطول المسافة المقطوعة في الصحراء (1110 كلم).
أنه ولمن السخيف فعلا أننا وفي القرن 21، سنسلم بقطع مسافة 8.500 كلم أغلبها في الصحراء مع خوض معارك ضد ملايين الأمازيغ و البيزنطيين في أقل من سنة دون عناء و بسهولة تامة من طرف سوبر-مان عفوا عقبة ابن نافع !!!
وهذا أن دل، فهو يدل على أن روايات التراث الأسلامي العربي حول شمال أفريقيا تقتقد للمصداقية و المنطق السليم وبالتالي لا يمكن أبدا الأخذ بها او أعتبارها تاريخا.
بأتفاق مع صفحة كشف القرامطة بشمال أفريقيا
و عن صفحة اصول وانساب الشعب الجزائري
اقرأ كتاب العبر لابن خلدون لتفهم جيدا
RépondreSupprimerكتب أبن خلدون لن تحل التناقض و اللامنطق
Supprimer