لا يوجد أدنى شك أن تربية الماعز و الأغنام قد بدأت بشكل منظم في الشرق الأدنى بين أيران و الأناضول و الهلال الخصيب في العصر الحجري الحديث، وعلى النقيض من ذالك فأن أستئناس الأبقار و الثيران كان منتشرا في عموم البحر الأبيض المتوسط قبل ذالك بمدة طويلة، فكما أثبت مواقع أركيولوجية في صحاري ليبيا و مصر و شمالي السودان فأنه مع نهاية العصر الهولوسيني كانت الساكنة في شمال افريقيا تأكل لحوم الأبقار و تشرب من حليبها و ألبانها.
كمثال موقعي نبتا بلايا و بير القصيبة حوالي 8,500 سنة قبل الميلاد، حيث وجدت فيهما بقايا عظام ابقار مطروحة ولكن لا يمكن تمييزها عن باقي الوحيش البقري اللتي وجدت في النقش الصخري عبر ربوع شمال أفريقيا و أوروبا.
لكن يتضح بشكل أركيولوجي جلي، أن حركات الرعي و التدجين المبكر و أدخال الأبقار قد بدأت في شمالي شرق أفريقيا بالاعتماد على تأريخ المواقع الرعوية القديمة عبر القارة الأفريقية و أتضح أنه كلما توغلنا جنوبا، كلما كان عمر التدجين و استئناس الثيران و الماشية حديثا،
مايعني أن الرعاة في أفريقيا كانو قادمين في الاساس أنطلاقا من شمال شرق القارة الأفريقية نازلين جنوبا في فترة مقدرة بداية بين 5000 الاف سنة قبل الميلاد حتى الألف الأخيرة قبل الميلاد اللتي توافق أزمة العصر البرونزي.
هاذا المعطى الأركيولوجي يدعم ما توصلت أليه أخر الدراسات الجينية حول أصول الأفارقة جنوب الصحراء، وخصوصا مجتمعات القرن و الشرق الأفريقي و المجموعات التي تمتهن الرعي المتنقل. ففي دراسة قد نشرناها سابقا حول رفات MOTA بأثيوبيا في موقعنا، تبين أن هته الشعوب تحمل حوالي نسبة 25% ألى 30% لجينات المزارعين الأوروبيين الممتهنين للرعي و تدجين الماشية.
وبالاضافة لذالك ، هناك معطى جيني أخر، يتمثل في وجود طفرة جينية ل تحمل اللاكتوز وهي حديثة النشأة عند مجتمعات شرق أفريقيا وهي بعمر مقدر بحوالي 5000سنة قبل الميلاد وبالمقارنة مع الأوروبيين و الأمازيغ فهاذه الطفرة موجودة عندهم قبل ذالك بحوالي 10الاف سنة قبل الميلاد مايتوافق أركيولوجيا مع أسلفنا ذكره، وهته الطفرة الجينية مسؤولة عن استمرارية بقاء انزيم اللاكتاز اللذي يؤدي ألى تحمل اللاكتوز، هاذا الانزيم يحفز تحلل اللاكتوز الى غلوكوز وغلاكتوز (سكر اللبن و الحليب) في الجهاز الهضمي.
وكما هو معروف فأن نسبة عالية من الافارقة جنوب الصحراء قد تصل الى 95%، تعاني من حساسية مفرطة أتجاه اللاكتوز تؤدي بها الى مضاعفات صحية خطيرة، ذالك بسبب أفتقادها للطفرة الجينية المطلوبة للافراز أنزيم اللاكتاز لأن أغلبية اسلافها لم تشرب الألبان و الحليب في وقت مبكر.
وهاذا يؤكد لنا أن الافارقة جنوب الصحراء بشكل عام لم يمتهنوا الرعي و الترحال و ممارسة التدجين و تربية الماشية كثقافة أو في أطار انتقال المعرفة في العالم القديم، بل يرجع ذالك بسبب كون جزء كبير من أسلافهم لم يكن أفريقيا من أفريقيا جنوب الصحراء وأنما توارثوه من أجدادهم ذوي الأصول خارج أفريقيا جنوب الصحراء، عبر الأجيال المتتالية في مدة زمنية قصيرة مقارنة مع الشعوب خارج أفريقيا جنوب الصحراء.
وكما هو معروف فأن نسبة عالية من الافارقة جنوب الصحراء قد تصل الى 95%، تعاني من حساسية مفرطة أتجاه اللاكتوز تؤدي بها الى مضاعفات صحية خطيرة، ذالك بسبب أفتقادها للطفرة الجينية المطلوبة للافراز أنزيم اللاكتاز لأن أغلبية اسلافها لم تشرب الألبان و الحليب في وقت مبكر.
تحمل اللاكتوز في أوروبا أقدم بكثير من مثيله في شرق أفريقيا جنوب الصحراء (منطقة القرن الأفريقي)
وهاذا يؤكد لنا أن الافارقة جنوب الصحراء بشكل عام لم يمتهنوا الرعي و الترحال و ممارسة التدجين و تربية الماشية كثقافة أو في أطار انتقال المعرفة في العالم القديم، بل يرجع ذالك بسبب كون جزء كبير من أسلافهم لم يكن أفريقيا من أفريقيا جنوب الصحراء وأنما توارثوه من أجدادهم ذوي الأصول خارج أفريقيا جنوب الصحراء، عبر الأجيال المتتالية في مدة زمنية قصيرة مقارنة مع الشعوب خارج أفريقيا جنوب الصحراء.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire